رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

قضية ورأى

تحول استيراد الطاقة فى مصر، طبقا لوصف الدكتور أحمد هيكل، رئيس مجلس إدارة شركة القلعة للاستثمارات المالية، إلى محرقة للدولار.

ثمة 25 مليار دولار، توجهها مصر سنويا لاستيراد الطاقة، أى ما يعادل 2 مليار دولار شهريا، وهو ما يعنى بسعر الصرف الرسمى أكثر قليلا من 100 مليار جنيه شهريًا.

هذه الفاتورة الباهظة، تكشف اختلالًا مريعًا فى توزيع مخصصات الإنفاق، ليس اختلالًا وليد العقد الحالى، وإنما تمتد جذوره إلى عقود مضت وإلى قوى دولية أرادت لمصر أن تظل رهينة الحاجة بغير نهاية.

حاجة إلى الطاقة، وحاجة إلى السلاح، وحاجة إلى الغذاء، وحاجة إلى المياه.

تثير محرقة الدولار، آلام البرنامج النووى المصرى القديم، وطموحات البرنامج النووى الحديث.

فالبرنامج النووى كان الحل الأفضل والأرخص لأزمة الطاقة منذ الخمسينيات.. لكن القوى الاستعمارية اعتبرته خطرًا على إسرائيل، حتى وصلنا نحن العرب إلى نهاية الربع الأول للقرن الحادى والعشرين بينما دولة عربية واحدة هى التى تمتلك محطة نووية، وهى محطة براكة النووية فى الإمارات العربية المتحدة.

ولنا أن نتخيل 440 مفاعلًا نوويًا قيد التشغيل فى 32 دولة حول العالم، ليس من بينها سوى مفاعل وحيد عربى.

وتنتج مفاعلات العالم حوالى 10% من الكهرباء، وهو رقم ليس هينا.

بدأ حلم برنامج النووى المصرى فى الخمسينيات من القرن الماضى، وتحديداً فى عام 1954، عندما تم إنشاء أول مفاعل نووى للأبحاث فى أنشاص. وقد شهد البرنامج النووى المصرى مراحل مختلفة من التطور والتوقف، حيث تم طرح العديد من المشاريع النووية، ولكنها لم تكتمل لأسباب مختلفة، منها الحروب والإرادة الدولية الرافضة لامتلاك العرب مفاعلات نووية.

لم يقترب الحلم من الواقع إلا عام 2015، عندما وقعت مصر وروسيا اتفاقية لبناء محطة الضبعة النووية، والتى تتكون من أربع وحدات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميجاوات. ومن المتوقع أن يتم تشغيل الوحدة الأولى من المحطة فى عام 2028.

يكفى أن نعرف أن  استهلاك الطاقة فى مصر عام 2022 بلغ حوالى 150 تيراواط ساعة. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 200 تيراواط ساعة فى عام 2030.

أما إجمالى استهلاك الطاقة فى العالم العربى فوصل عام 2022 لحوالى 1000 تيراواط ساعة. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 1500 تيراواط ساعة فى عام 2030.

الغريب أن إسرائيل، رغم عدد سكانها القليل مقارنة بمصر والدول العربية، تستهلك حوالى 70 تيراواط ساعة طبقا لآخر الاحصائيات المتوافرة عن 2022ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 100 تيراواط ساعة فى عام 2030.

المهم أننا نقترب من تحقيق الحلم النووى، لوقف محرقة الدولار، ونتمنى أن نتوسع فى الطاقة النووية كما نتوسع فى الطاقة المتجددة .

فالطاقة هى أساس التنمية .