الصدقة في رمضان.. أضعاف الأجر وباب رزق لا يُغلق
يأتي شهر رمضان كل عام ليكون فرصة عظيمة للمسلمين للتقرب من الله سبحانه وتعالى، حيث يزداد الإقبال على العبادات والطاعات، ومن أبرز هذه العبادات الصدقة التي تحمل معاني عظيمة من التكافل والتراحم بين الناس.
الصدقة في القرآن والسنة:
حثّ الإسلام على الصدقة وجعلها من أهم الأعمال التي ترفع من شأن المسلم في الدنيا والآخرة، وقد وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم تدعو إلى الإنفاق في سبيل الله وتوضح فضله، منها قول الله تعالى:"إِنَّهُمْ كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ" (الذاريات: 16-19)
وفي موضع آخر يقول سبحانه: "وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" (سبأ: 39)، كما أن السنة النبوية الشريفة حافلة بالأحاديث التي تبين فضل الصدقة، ومن ذلك ما رواه البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: "أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن، تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا".
وفي حديث آخر، قال النبي ﷺ:"إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالًا وعلمًا فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقًا، فهذا بأفضل المنازل." (رواه الترمذي)
أهمية الصدقة في رمضان:
رمضان ليس مجرد شهر للصيام والقيام فقط، بل هو شهر للجود والعطاء، حيث تضاعف الحسنات وتفتح أبواب الجنة. ومن هنا تأتي أهمية الصدقة في رمضان، حيث تكون سببًا في تحقيق التكافل الاجتماعي وتقليل معاناة المحتاجين. فالصدقة في رمضان لها أثر عظيم، حيث قال النبي ﷺ:"أفضل الصدقة صدقة في رمضان".
وقد كان النبي ﷺ أجود الناس، وكان أكثر ما يكون جودًا في رمضان، كما قال ابن القيم في زاد المعاد:"وكان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف".
أنواع الصدقة في رمضان:
تنقسم الصدقة في الإسلام إلى نوعين رئيسيين:
- الصدقة الواجبة: وهي الزكاة المفروضة على المسلمين، التي تشمل زكاة المال وزكاة الفطر، حيث تجب زكاة الفطر على كل مسلم قبل صلاة العيد، وهي تطهير للصائم من اللغو والرفث، وإطعام للفقراء والمساكين.
- الصدقة المستحبة: وهي الصدقات التطوعية التي يقدمها المسلم طواعية في سبيل الله، وتشمل إطعام الطعام، التبرع بالملابس، مساعدة المرضى، كفالة الأيتام، وبذل المال في سبل الخير المختلفة.
أعمال خيرية مستحبة في رمضان:
تتعدد أشكال الصدقات في رمضان ومن أبرزها:
- إفطار الصائمين: سواء من خلال تقديم وجبات فردية أو عبر موائد الرحمن.
- التبرع المالي للجمعيات الخيرية: التي تعمل على مساعدة الفقراء والمحتاجين.
- كسوة العيد للمحتاجين: خاصة للأطفال الأيتام، لإدخال السرور على قلوبهم.
- كفالة الأيتام: وهي من أعظم أبواب الخير، كما قال النبي ﷺ: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين" (وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى).
