احصل في رمضان على أجر عمرة وحج وأنت في مكانك

يتسابق المسلمون في شهر رمضان المبارك لنيل الأجر والثواب، وهناك عبادات يمنعنا عنها ظروف المكان والمال والصحة، ولكن وسع الله عوضنا بعبادات يسيرة تعادل في الأجر أعظم العبادات، فلك أن تحصل على أجر حج وعمرة كاملتين وأنت في مكانك.
عبادة تعادل الحج والعمرة تامة تامة تامة
عمل بسيط لكنه يحمل ثوابًا عظيمًا يعادل أجر الحج والعمرة، وهو الجلوس للذكر بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس ثم صلاة ركعتين، فقد ورد عن النبي ﷺ في حديث شريف صحيح، رواه الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنه قال: «من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تامة، تامة، تامة» (رواه الترمذي وصححه الألباني).
وهذا الحديث يوضح لنا أن من يجلس بعد صلاة الفجر في مصلاه يذكر الله حتى تشرق الشمس، ثم يصلي ركعتين، فإنه ينال أجرًا عظيمًا يعادل أجر حجة وعمرة تامة.
كيف تحصل على هذا الأجر العظيم؟
لتحقيق هذا الثواب العظيم، هناك خطوات يسيرة يمكن اتباعها:
- أداء صلاة الفجر في جماعة: ويُفضل أن تكون في المسجد للرجال، أما النساء فيمكنهن الصلاة في منازلهن.
- البقاء في المصلى بعد الصلاة: يجب الجلوس في نفس المكان الذي صُليت فيه الفريضة وعدم الانشغال بأمور الدنيا.
- الانشغال بالذكر والدعاء وقراءة القرآن: يمكن الاستغفار، التسبيح، التهليل، أو قراءة القرآن حتى طلوع الشمس.
- صلاة ركعتين بعد شروق الشمس: بعد أن ترتفع الشمس مقدار رمح (أي بعد 15-20 دقيقة تقريبًا من الشروق)، يصلي المسلم ركعتين، وهي صلاة الضحى أو ما يُعرف بركعتي الشروق.
هل الخروج من المسجد يبطل الأجر؟
بعض الفقهاء يرون أن من أحدث بعد الفجر واضطر للخروج للوضوء ثم عاد سريعًا وأدى ركعتي الشروق، فإنه لا يفقد الأجر المترتب على هذه العبادة، طالما لم ينشغل بأمر آخر ولم يطل غيابه.
فضل هذه العبادة ولماذا منح الله أجر الحج والعمرة لمن يؤديها؟
من رحمة الله بهذه الأمة أن أعمارها قصيرة مقارنة بالأمم السابقة، لكنه منحنا عبادات تعوض قِصر العمر وتضاعف الأجر، حتى نتمكن من تحقيق درجات عالية في الجنة. وقد جاء في الحديث: «إن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل» (رواه البخاري ومسلم).
ولذلك، فإن الجلوس للذكر بعد الفجر حتى طلوع الشمس من الأعمال المستحبة، وهو فرصة عظيمة لمن لم يتمكن من أداء العمرة أو الحج لظروف مادية أو صحية، خاصة في رمضان حيث تتضاعف الأجور وتُرفع الأعمال إلى الله.
أهمية الذكر في هذا الوقت
الذكر بعد الفجر من الأوقات التي ورد فيها فضل كبير، ومنها قول النبي ﷺ: «من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه» (رواه مسلم).
كما أن هذا الوقت هو من أوقات استجابة الدعاء، ومن الأوقات التي يشهدها الملائكة، كما جاء في قوله تعالى: «وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا» (الإسراء: 78).
نصيحة لمن يريد المداومة على هذه العبادة
للمحافظة على هذه العبادة العظيمة، يمكن اتباع بعض النصائح:
- النوم مبكرًا والاستعداد لصلاة الفجر حتى لا يكون هناك كسل بعد الصلاة.
- اختيار أذكار محددة أو قراءة جزء من القرآن لجعل الوقت مليئًا بالبركة.
- تذكير الأهل والأصدقاء بهذه العبادة لنيل الأجر الجماعي.
- الاستغفار والدعاء بأدعية الصباح مما يزيد من الثواب.