الأوقاف تحذر الشباب: لا للألعاب النارية.. المقالب ليست مزاحًا والأذى ليس شطارة

وجهت وزارة الأوقاف تحذيرًا شديد اللهجة إلى الشباب بشأن بعض التصرفات السلبية التي انتشرت في الآونة الأخيرة، وعلى رأسها إطلاق الألعاب النارية وإيذاء المارة بالمقالب العنيفة.
المقالب لم تعد "هزارًا"
عبر منشور رسمي على صفحتها بموقع فيس بوك، أكدت الوزارة أن المزاح قديمًا كان وسيلة لنشر البهجة ولمّ شمل الأحباب، بينما أصبحت بعض المقالب والألعاب النارية مصدر خطر وإزعاج بدلًا من التسلية.
وقالت الوزارة:
"إلقاء الألعاب النارية على شخص فجأة قد يتسبب في فزعه أو إيذائه! تنفيذ مقلب سخيف في صديق قد يؤدي إلى ضرر نفسي أو حتى إصابة جسدية! الضحك على شخص انصدم أو سقط.. هل هذا مزاح فعلًا؟"
تحريم إيذاء الآخرين في الإسلام
أكدت الوزارة أن الإسلام يحث على عدم إيذاء الآخرين، مستشهدة بحديث النبي ﷺ:
"لا ضرر ولا ضرار" (رواه ابن ماجه).
"لا يحلُّ لمسلمٍ أن يُروِّعَ مسلمًا" (رواه أبو داود).
وأضافت أن بعض المقالب تتجاوز الإزعاج لتصل إلى الإهانة والتنمر، وهو أمر نهى عنه القرآن الكريم في قوله تعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ" (الحجرات: 11).
الحل في الضحك بلا ضرر
أوضحت وزارة الأوقاف أن المزاح الحقيقي هو الذي يجمع ولا يفرق، داعية الشباب إلى:
الضحك مع الأصدقاء دون إيذائهم.
التفكير قبل تنفيذ أي مقلب: هل قد يسبب خوفًا أو ضررًا؟ إن كان الجواب "نعم"، فمن الأفضل تجنبه.
استبدال المقالب بمواقف جميلة تزرع الفرح بدلًا من الإزعاج.
واختتمت الوزارة رسالتها قائلة: "كن سببًا للبهجة لا للأذى، فالضحك الذي يؤذي الآخرين ليس مرحًا، بل إساءة يجب التوقف عنها!"
حكم الدين في تعمد إيذاء الآخرين
أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن إيذاء الآخرين يُعد من الكبائر، مشيرًا إلى أن الإسلام حرّم الاعتداء على المسلم في دمه وماله وعرضه، كما قال النبي ﷺ: "سباب المسلم فسوق".
وجاء ذلك ردًا على سؤال ورده خلال بث مباشر عبر صفحة دار الإفتاء المصرية على "فيسبوك"، حيث استفسر أحد المتابعين عن كيفية التعامل مع شخص يتعمد إيذاءه بالكلام.
وأوضح وسام أن الإنسان مكرم في ذاته، وأن حرمة المسلم عند الله عظيمة، مستدلًا بحديث النبي ﷺ: "لَأَنْ تَهْدِمَ الكَعْبَةُ حَجَرًا حَجَرًا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ أَنْ يُهْرَاقَ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ".
4o