رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

مفتي الجمهورية: الاحتفاء بالمرأة اعترافٌ بدورها في بناء الحضارات

بوابة الوفد الإلكترونية

قال الدكتور  نظير محمد عياد مفتي الديار المصرية إن الاحتفاء بالمرأة ليس مجرد مناسبة عابرة، بل هو اعترافٌ مُستحَقٌّ بمكانتها ودَورها الفاعل في بناء الحضارات وصناعة النهضة.

وتابع عياد أن المرأة كانت على مرِّ العصور شعلةً مضيئة في دروب الإنسانية، تترك بصماتها الراسخة في كلِّ ميدان، ودلائل التاريخ ناطقةٌ بأنَّ المجتمعات لا تقوم إلا بتكامل جهود رجالها ونسائها.

وأضاف عياد أن ‎المرأة كانت -ولا تزال- ركنًا أساسيًّا في مسيرة التقدُّم، صانعةً للعقول، ومؤسسةً للقيم، وقائدةً لمسارات التحوُّل والنهضة، والتاريخ يزخر بنماذج نسائية سطَّرت أعظم المواقف وأرسَت قواعد المجد، فقد كانت السيدة خديجة –رضي الله عنها–أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم، ووهبته دعمها المطلق، وكانت مثالًا خالدًا للحكمة والإيمان. والسيدة عائشة –رضي الله عنها–حملت لواء العلم، فنهلَ من معينها الفقهاء والعلماء، وساهمت في نشر المعرفة وإرساء دعائم الفقه الإسلامي.

 اليوم العالمي للمرأة 

وجاء ذلك تعليقًا على اليوم العالمي للمرأة، وهي مناسبة سنوية تُقام في الثامن من مارس من كل عام، تعبيرًا عن التقدير والاحترام لإنجازات المرأة في مختلف المجالات الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، كما يعد هذا اليوم فرصة للاحتفاء بدور النساء وشجاعتهن في مواجهة التحديات، وتكريم مساهماتهن الاستثنائية في مجتمعاتهن وبلدانهن.

تعود جذور هذا اليوم إلى عام 1856، عندما خرجت آلاف النساء في نيويورك في مظاهرات احتجاجية ضد ظروف العمل القاسية وغير الإنسانية التي كنّ يعانين منها.

 ورغم تدخل الشرطة لتفريق المتظاهرات، إلا أن هذه الحركة نجحت في لفت الانتباه إلى قضايا المرأة العاملة، مما دفع المسؤولين إلى إدراجها ضمن الأولويات المطروحة للنقاش.

مكانة المرأة في الإسلام: تكريم وتشريف

 

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، أن الإسلام أَوْلى المرأة عناية فائقة واهتمامًا كبيرًا، حيث جاءت النصوص الشرعية لتأكيد رفعة مكانتها ووجوب تقديرها، بل تجاوزت ذلك إلى تقدير من يحسن معاملتها. فجعل الإسلام الجنة تحت قدميها إذا كانت أمًّا، وجعل الإحسان إليها سببًا في دخول الجنة إذا كانت بنتًا، كما اعتبرها شطرًا من الدين إذا كانت زوجة.

فعن معاوية بن جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ أن جَاهِمَةَ رضي الله عنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستشيره في الجهاد، فقال له النبي: «هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟» قال: نعم، قال: «فَالْزَمْهَا؛ فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا» (رواه أحمد والنسائي وابن ماجه والبيهقي والطبراني).

كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، فَصَبَرَ عَلَى لَأْوَائِهِنَّ، وَضَرَّائِهِنَّ، وَسَرَّائِهِنَّ، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُنَّ»، فقال رجل: أو ثنتان يا رسول الله؟ قال: «أَوِ اثْنَتَانِ»، فقال رجل: أو واحدة؟ قال: «أَوْ وَاحِدَةٌ» (رواه أحمد وأبو داود والبخاري في الأدب المفرد).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ رَزَقَهُ اللهُ امْرَأَةً صَالِحَةً، فَقَدْ أَعَانَهُ اللهُ عَلَى شَطْرِ دِينِهِ، فَلْيَتَّقِ اللهَ فِي الشَّطْرِ الثَّانِي» (رواه الطبراني والحاكم وصححه).

وأوضح فضيلة المفتي أن هذه النصوص توضح بجلاء مكانة المرأة في الإسلام، حيث تؤكد على تكريمها واحترامها في كل مراحل حياتها، من الطفولة إلى الأمومة، ومن الزوجية إلى المسؤولية الأسرية. 

وفي الختام، أشار إلى أن أي فهم مغلوط قد يُنتقص به من شأن المرأة لا بد أن يُرَدّ إلى هذه النصوص المحكمة التي تُجلي أي لبس أو سوء فهم.