فتاة تسأل علي جمعة.. ما حكم إمساك الأيدي بين الشباب والفتيات؟

في ظل التغيرات الاجتماعية والاختلاط المتزايد بين الجنسين، تتكرر التساؤلات حول حدود العلاقة بين الشاب والفتاة قبل الزواج، وما يجوز منه شرعًا.
وفي هذا السياق، وجهت إحدى الفتيات سؤالًا إلى الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، في برنامج (نور الدين والدنيا) المذاع على الفضائية المصرية: حول حكم إمساك اليد بين المتحابين قبل الزواج، قائلة: "دلوقتي في زمن الاختلاط بين الشباب والبنات، في بيمسكوا إيد بعض، فهل ده حلال؟"
موقف الشرع من إمساك الأيدي
رد الدكتور علي جمعة على السؤال خلال برنامجه الرمضاني "نور الدين والدنيا"، موضحًا أن هذا التصرف يعد خروجًا عن العفاف الذي يجب أن تُبنى عليه العلاقات بين الجنسين، وأكد أن الإمساك باليد يختلف عن مصافحة النساء التي هي محل خلاف بين العلماء، حيث إن بعض الفقهاء أجازوا المصافحة في إطار الضرورة، مستشهدين بموقف سيدنا عمر بن الخطاب حين صافح امرأة خلال خلافته، بينما امتنع النبي ﷺ عن مصافحة النساء قائلًا: "إني لا أصافح النساء"، معتبرًا ذلك خاصًا به.
واستدل جمعة بحديث النبي ﷺ: "لَأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ"، مشيرًا إلى أن معنى "المس" في هذا الحديث يُقصد به الزنا، وليس مجرد اللمس، كما ورد في قول الله تعالى على لسان السيدة مريم: "وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا"، حيث إن المس هنا جاء بمعنى الدخول في علاقة غير شرعية، وليس مجرد اللمس العادي.
ماذا يفعل من يحب فتاة وأهلها يرفضون؟
وفي سؤال آخر وُجه إلى الدكتور علي جمعة، استفسر أحد الشباب عن موقفه بعد أن وقع في حب فتاة، لكنه قوبل برفض من أهلها حين تقدم لطلب يدها، وسأل: "حبيت بنت ولما جيت أصارح أهلها علشان العلاقة تبقى في النور رفضوا.. أعمل إيه؟"
فأجاب جمعة قائلًا: "في هذه الحالة، الكتمان هو الحل وليس التمادي في العلاقة وإشغال الفتاة بهذا الأمر". وأضاف أنه طالما أن المجتمع يرفض هذا النمط من العلاقات، فمن الأفضل الالتزام بالكتمان وعدم الإلحاح، خاصة إذا كان الرفض قاطعًا من الأهل.
وأشار إلى أن المجتمعات الحديثة بدأت تتقبل فكرة التعبير عن المشاعر بطريقة مختلفة، حيث أصبح الآباء أكثر وعيًا بتأثير الدراما ووسائل الاتصال الحديثة، مما أدى إلى تسارع الحياة وتغير المفاهيم حول الحب والعلاقات.
وأكد جمعة أن الالتزام بالتعاليم الدينية والضوابط الاجتماعية ليس تقييدًا للحب، وإنما هو شكل من أشكال تهذيبه وضبطه بحيث يكون في إطار الزواج الشرعي. واختتم حديثه بالقول: "ما نقوله ليس خيالًا، وإنما هو إحياء لما كان عليه السلف الصالح، فغايتنا هي الخير وليس الشهوات أو الفساد".
الحكم في نقاط
- إمساك الأيدي بين المتحابين دون زواج محرم شرعًا، لأنه يخالف مبدأ العفاف.
- المصافحة بين الرجال والنساء فيها خلاف فقهي، ولكن الأولى تجنبها إلا في حالات الضرورة.
- العلاقة بين الشاب والفتاة يجب أن تكون في إطار الزواج، وأي علاقة غير ذلك يجب أن تبقى بعيدة عن أي تصرفات قد تؤدي إلى الحرام.
- في حالة رفض الأهل لعلاقة عاطفية، فإن الكتمان هو الحل، وليس الإلحاح أو التمادي في العلاقة.