جمعة: القرآن رسالة إلهية تحمل الحلول لكل مشكلات الإنسان

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن القرآن الكريم هو كلام الله المحفوظ، والمعجزة الخالدة التي أنزلها الله رحمةً للعالمين، فهو النور الذي لا ينطفئ، والهداية التي لا يضل معها الإنسان.
القرآن رسالة فيها حل المشكلات:
وأكد جمعة أن القرآن ليس مجرد كتاب يُقرأ، بل رسالة إلهية تحمل بين آياتها الحلول لكل مشكلات الإنسان، في الدنيا والآخرة.
وأوضح جمعة أن القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين، ليكون واضحًا لكل من أراد الفهم والتدبر، مؤكدًا أن ارتباط المسلمين بلغتهم هو مفتاح لفهم هذا الكنز العظيم. واستشهد بقول الله تعالى:"وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ" (القمر: 17).
إعجاز القرآن وشهادة العظماء عليه:
وأشار جمعة إلى أن العرب حين سمعوا القرآن لأول مرة، أدركوا أن هذا ليس بكلام بشر، بل هو إعجاز إلهي يعجز الفصحاء والبلغاء عن مجاراته. واستدل على ذلك بما قاله الوليد بن المغيرة حين سمع بعض آياته:
"والله لقد سمعت منه كلامًا ما هو من كلام الإنس ولا الجنّ، وإن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يُعلى عليه".
لكن قريش، بقيادة أبي جهل، لم تتحمل أن يعترف الوليد بصدق القرآن، فأرغموه على تغيير موقفه، فزعم أن القرآن سحرٌ يؤثر! وهكذا تولى كِبْرَ معاداة الإسلام، فنزل فيه قول الله تعالى:
"ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا" (المدثر: 11).
رسالة إلى المسلمين: لا تبيعوا دينكم بدنيا غيركم!:
وأكد جمعة أن القرآن الكريم يواجه اليوم تحديات كبرى، حيث يسعى البعض لإبعاد المسلمين عنه، تارةً بالتشكيك في معانيه، وتارةً بإضعاف ارتباطهم باللغة العربية، وتارةً بجعلهم ينشغلون عن قراءته وتدبره.
وشدد جمعة على أن من أراد النجاة في الدنيا والآخرة، فعليه أن يتمسك بكتاب الله، يقرؤه ويدرسه ويتدبر معانيه، لأن نور الوحي يتسلل إلى القلوب ولو لم يدرك الإنسان ذلك في البداية.
وختم جمعة حديثه بدعوة المسلمين إلى التمسك بالقرآن الكريم، قائلًا:
"اجعلوا القرآن رفيقكم في الحياة، فهو الذي سيضيء لكم الطريق في الدنيا، وسيكون شفيعًا لكم يوم القيامة، فاقرؤوه بتدبر، واستشعروا نفحات الله من خلال كلماته المباركة".