أحاديث الصيام (1)
تفطير الصائمين في رمضان.. وصية نبوية لمضاعفة الأجر ومظهر للتراحم

شهر رمضان المبارك يحمل معه روحانية خاصة وأجواء إيمانية تعزز أواصر المحبة والتكافل بين المسلمين، ومن أبرز مظاهر هذا التكافل تفطير الصائمين، وهي سنة نبوية عظيمة تجلب الخير والأجر الوفير لمن يؤديها.
فضل تفطير الصائمين
حثّ النبي محمد ﷺ على تفطير الصائمين، مبينًا الثواب العظيم الذي يناله من يقوم بهذا العمل الخيّر. فقد ورد عنه ﷺ قوله: "من فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجره، غير أنه لا ينقصُ من أجر الصائمِ شيئًا" (رواه الترمذي). ويدل هذا الحديث على أن من يقدّم طعام الإفطار للصائم، ولو كان شيئًا بسيطًا كتمرة أو شربة ماء، ينال أجرًا يماثل أجر الصائم، دون أن ينقص ذلك من أجر الصائم نفسه.
كيفية تفطير الصائمين
لا يشترط في تفطير الصائم تقديم وليمة فاخرة، بل يكفي تقديم أي شيء يساعد الصائم على الإفطار. فقد أشار العلماء إلى أن المقصود من تفطير الصائم هو تقديم ما يفطر به، ولو كان تمرًا أو ماءً. قال الإمام المناوي في فيض القدير: “المراد بتفطيره أن يُشبعه؛ لأن هذا هو الذي ينفع الصائم طول ليله، وربما يستغني به عن طعام السحور، ولكن ظاهر الحديث أن الإنسان لو فطّر صائمًا ولو بتمرة واحدة فإن له مثل أجره، وما ذلك على الله بعزيز”.
مبادرات تفطير الصائمين
في كثير من الدول الإسلامية، تنتشر موائد الرحمن وتكثر المبادرات الخيرية التي تهدف إلى توفير وجبات الإفطار للفقراء والمحتاجين، بالإضافة إلى توزيع الوجبات الجاهزة في الطرقات والمستشفيات وغيرها. كما يحرص الكثير من الأفراد على المشاركة في هذا الخير، سواء بتقديم الطعام أو المساهمة المادية لدعم هذه المبادرات.
التكافل الاجتماعي في رمضان
إن تفطير الصائم لا يقتصر على الأغنياء فقط، بل هو فرصة متاحة لكل مسلم يسعى لنيل الأجر والثواب. فحتى من يقدّم القليل بنية صادقة ينال هذا الأجر العظيم، مما يعزز روح المحبة والتآخي بين أفراد المجتمع، ويجسد قيم التعاون والتكافل التي يدعو إليها الإسلام.
فلنحرص جميعًا على اغتنام هذه الفرصة في الشهر الفضيل، ونسعى لتفطير الصائمين بما نستطيع، سائلين الله تعالى أن يتقبل منا ومنهم صالح الأعمال.