رمضان عبدالمعز: الله لا يرد دعاء الصائم والأجر يتضاعف في رمضان

أوضح الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، أن الشعار الذي سنعتمده خلال شهر رمضان المبارك هو: "يلا يا جماعة، هذا شهر الخير، يا باغي الخير، أقبل".
وأضاف الشيخ خلال حلقة من برنامج "لعلهم يفقهون" الذي يُبث على قناة "dmc" اليوم الاثنين: “من فطر صائمًا في هذا الشهر، كانت مغفرة لذنوبه وعتقًا لرقبته، وله مثل أجر الصائم دون أن ينقص من أجره شيء”.
وأكد أن شهر رمضان يمثل فرصة عظيمة لكل مسلم للقيام بأعمال الخير، مشيرًا إلى أن الأجر في هذا الشهر يتضاعف، قائلاً: “إنه فرصة منحها الله لنا، ومن خفف عن مملوكه، سواء في المنزل أو السيارة، فله أجر عظيم من الله”.
وتابع: “انتبهوا، إكرمكم الله، هذا شهر لا ينبغي تفويته، احرصوا على فعل الخير بجميع أشكاله، حتى لو كان سقي طائر، فكل عمل خير يُحتسب لك أجرًا عظيمًا عند الله”.
كما ذكر: “اليوم، نذكّر الجميع أن هذا شهر تتضاعف فيه الحسنات، وتكثر فيه البركات، ويزداد فيه العتق من النار والمغفرة والرحمة، وهو شهر الدعاء، حيث لا يُرد دعاء الصائم. رمضان هو فرصة عظيمة، فإذا كنت ترغب في أن تكون من المقبولين، فاستبقوا الخيرات”.
وأشار إلى أن القرآن الكريم يحتوي على آيات تدعو إلى المسارعة في الخيرات، مثل: "فاستبقوا الخيرات" و"سارعوا إلى مغفرة من ربكم" و"فليتنافس المتنافسون".
وأكد أن أسمى هذه الدعوات هي: "ففروا إلى الله"، مشيرًا إلى أن شهر رمضان هو شهر التزكية والتقوى، ويجب على المسلم أن يركز في عبادته وتزكية نفسه، بعد أن شبعنا من الدنيا طوال 11 شهرًا، جاء الآن شهر التوبة والتقوى، وهو الوقت المناسب لإصلاح أنفسنا والتقرب إلى الله.
وفي سياق متصل، قال الدكتور عبد اللطيف سليمان، من علماء الأزهر الشريف، إنه من الضروري أن نعمل جميعًا على تفعيل محبة الله في قلوبنا، فكما يحتاج الزرع إلى الماء لينمو، كذلك قلب المؤمن يحتاج إلى محبة الله ليتحول من صحراء قاحلة إلى جنة خضراء، ولكي نصل إلى تفعيل هذه المحبة، يجب علينا الالتزام بعدد من الأمور المهمة.
وأوضح أنه من أبرز الأمور التي تساعد على تفعيل محبة الله في قلب المؤمن هي قراءة القرآن الكريم بتدبر وتفهم، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ القرآن". فالقرآن هو نور يهدي القلوب، وعند تلاوته بإخلاص النية لله، يشعر المسلم بمحبة الله ويبتعد عن تأثيرات الشيطان.
وشدد على أهمية التقرب إلى الله بالنوافل، مشيرًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَّه"، لافتا إلى أن النوافل مثل صلاة السنن والصدقة تقرب المؤمن إلى الله، مما يعزز محبته في قلبه ويجعل قلبه أكثر استعدادًا لتقبل البركة الإلهية.
كما شدد على أهمية الذكر المستمر لله في كل الأوقات، سواء في السراء أو الضراء، مستشهداً بآية "والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات"، مؤكدا أن الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أقوى الأسباب التي تساعد على تفعيل هذه المحبة.
تطرق أيضًا إلى ضرورة إيثار محبة الله على محبة النفس، لافتًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به"، مشيرا إلى أن المؤمن يجب أن يفضل محبة الله على كل ما يعارضها، وأنه لا بد من التأكد أن محبة الله هي أولى وأسمى.
وأشار إلى أهمية التأمل في أسماء الله الحسنى وصفاته، مثل اسم "الأحد" الذي ورد في سورة الإخلاص، مشيرًا إلى أن الله يحب من يتفكر في معاني أسمائه وصفاته ويعيش بها في حياته اليومية.
كما دعا إلى التأمل في نعم الله الظاهرة والباطنة، موضحًا أن شكر النعم يعمق حب الله في القلوب، فقد قال الله تعالى: "لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ".
وحث على التواضع والانكسار أمام الله، مؤكدًا أن من ينكسر قلبه لله لا يذل لسواه، التواضع هو مفتاح القرب من الله، وكلما تواضع العبد، اقترب من محبة الله وبارك في عمله.
وأشار إلى أهمية الخلوة مع الله وقت السحر، حيث يذكر الله عباده في الثلث الأخير من الليل، ويقول الله في القرآن: "وبالأسحار هم يستغفرون"، لافتا إلى أن هذه الأوقات هي وقت استجابة الدعاء ووقت البركة الخاصة، ولا يوجد وقت أعظم من السحر ليتقرب فيه المسلم إلى ربه.