رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

تعليق الزينة والفوانيس في رمضان.. هل يعد بدعة؟

تعليق الزينة والفوانيس
تعليق الزينة والفوانيس في رمضان

مع اقتراب شهر رمضان الكريم، تتزين الشوارع والمنازل بمظاهر الفرح والاحتفال، ومن أبرز هذه المظاهر تعليق الفوانيس والزينة الرمضانية التي تضفي بهجة خاصة على الأجواء. 

ولكن بين من يراها تعبيرًا مشروعًا عن الفرح بقدوم الشهر الفضيل، ومن يعتبرها بدعة لم يفعلها النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، يثار الجدل سنويًا حول مشروعيتها من الناحية الشرعية.

دار الإفتاء المصرية تحسم الجدل

في هذا السياق، تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا عبر موقعها الرسمي حول حكم تعليق الزينة والفوانيس في رمضان، خاصة بعد أن وصفها البعض بالبدعة. وأوضحت الدار أن تعليق الزينة والفوانيس مباحٌ شرعًا، بل قد يكون مستحبًا إذا ارتبط بنية صالحة، مثل نشر الفرحة والبهجة في قلوب المسلمين، وخاصة الأطفال، دون أن يكون فيه إسراف أو اعتداء على حقوق الآخرين.

وأكدت الدار أن عدم قيام النبي - صلى الله عليه وسلم - أو الصحابة بهذا الفعل لا يعني تحريمه، لأن ترك الفعل لا يستلزم عدم جوازه، مشيرة إلى أن الإسلام يدعو إلى نشر السرور بين الناس، وهو ما تحققه مظاهر الزينة الرمضانية.

رأي العلماء: الفرح برمضان مشروع

من جانبه، أوضح الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في مقطع فيديو نشرته الدار عبر صفحتها على "فيسبوك"، أن استقبال رمضان بالفرح وتعليق الفوانيس والزينة من المباحات شرعًا، مستشهدًا بما ورد عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حينما جمع الصحابة في صلاة التراويح على إمام واحد، وأمر بإنارة المساجد بالقناديل، فكانت هذه سنة حسنة أضافت نورًا وفرحةً إلى أجواء رمضان.

وأضاف الشيخ كمال أن سيدنا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال بعد وفاة عمر: "رحم الله ابن الخطاب، ونوّر قبره كما أنار المساجد بهذه الإنارة"، مما يدل على أن إدخال البهجة والأنوار في هذا الشهر الكريم أمر مستحب لا حرج فيه.

الزينة الرمضانية.. موروث شعبي أم عبادة؟

تُعَد الفوانيس والزينة الرمضانية من الموروثات الشعبية التي نشأت في العصور الإسلامية، ويقال إن بداية ظهور الفوانيس تعود إلى العصر الفاطمي، حين خرج المصريون لاستقبال الخليفة المعز لدين الله الفاطمي حاملين المصابيح، ومنذ ذلك الحين أصبح الفانوس رمزًا لشهر رمضان.

وعلى مدار السنوات، تحولت هذه العادة إلى جزء من الاحتفال الشعبي، حيث تتنافس المحال التجارية والأسر في تصميم أشكال متنوعة من الفوانيس والزينة، بدءًا من الفوانيس التقليدية المصنوعة من النحاس والزجاج، وصولًا إلى الفوانيس الإلكترونية التي تعمل بالأغاني الرمضانية.

ضوابط شرعية لتعليق الزينة

رغم إباحة تعليق الزينة والفوانيس، شددت دار الإفتاء على ضرورة مراعاة بعض الضوابط، مثل:

  1. عدم الإسراف: إذ يجب أن يكون الإنفاق على الزينة بقدر معقول، دون تبذير يتنافى مع تعاليم الإسلام في التوسط والاعتدال.
  2. عدم التعدي على الممتلكات العامة أو الخاصة: يجب ألا تؤدي الزينة إلى إعاقة الطريق أو التعدي على أملاك الغير.
  3. تجنب استخدام الزينة في أمور غير لائقة: مثل تشغيل الأغاني غير المناسبة أو استخدام الإضاءات بشكل مزعج للجيران.

 

تعليق الزينة والفوانيس في رمضان هو تعبير عن الفرح بقدوم الشهر الكريم، وهو أمر مباح شرعًا بل قد يكون مستحبًا إذا خلا من المحظورات الشرعية. وقد حسمت دار الإفتاء المصرية الجدل حول كونه بدعة، مؤكدة أن إدخال السرور على الناس في رمضان يتماشى مع مقاصد الشريعة الإسلامية.

وفي النهاية، يظل الاحتفال بالشهر الفضيل أمرًا محمودًا، بشرط أن يتم ذلك في إطار من الاعتدال واحترام تعاليم الدين.