التغذية والصيام أثناء الحمل: استشاري نساء يكشف الاحتياطات اللازمة

تعتبر فترة الحمل واحدة من أكثر الفترات أهمية في حياة المرأة، وتحتاج خلالها إلى عناية خاصة في جوانب متعددة، بما في ذلك النظام الغذائي.
وأكد د. محمد عبد المنعم سالم، استشاري أمراض النساء والتوليد مدير مستشفى قليوب التخصصي، في تصريحاته لبوابة الوفد أنه لا يوجد نظام غذائي موحد يتبع من قبل كل النساء الحوامل، سواء في رمضان أو في غيره من الأشهر، حيث أن الحمل هو عملية فسيولوجية طبيعية وليست مرضًا.

وبالتالي، فإن الحامل التي لا تعاني من أمراض مصاحبة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم يمكنها أن تمارس حياتها اليومية بشكل طبيعي، بما في ذلك الصيام، طالما أنها تتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا يشتمل على النشويات والبروتينات والدهون والفيتامينات، والأهم من ذلك هو الحفاظ على مستوى السوائل خاصة الماء.
وأضاف د. محمد أنه في الحالات التي تعاني فيها الحامل من أمراض مثل السكري أو تسمم الحمل أو القيء المستعصي، فإن الأمر يختلف، حيث يتطلب كل حالة نظامًا غذائيًا مخصصًا يتناسب مع العلاج الطبي والمتابعة الصحية الدقيقة.
التغذية حسب مراحل الحمل
وأفاد د. محمد: “يمكن تقسيم الحمل إلى ثلاث مراحل، وكل مرحلة تتطلب احتياجات غذائية مختلفة”:
المرحلة الأولى (الأشهر الثلاثة الأولى):
تعتبر هذه المرحلة من أهم الفترات في حياة الجنين، حيث يتم تكوين الأعضاء الحيوية. يجب على الحامل تناول الأغذية الغنية بالفيتامينات والمعادن مثل الفواكه، الخضراوات، ومنتجات الألبان. كما يوصى بتناول البيض وبعض المكملات الغذائية مثل حمض الفوليك للوقاية من التشوهات الخلقية. في هذه المرحلة، يُفضل تقليل تناول الكبدة، خاصة كبد الدواجن، لتجنب التسمم بفيتامين "أ" الذي قد يكون ضارًا في هذه الفترة.
المرحلة الثانية (الثلث الثاني):
بعد استقرار الوضع وتكوين المشيمة، يمكن للحامل تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة مع زيادة في البروتينات والمغذيات، ولكن يجب تجنب الإفراط في الطعام حتى لا تزيد الوزن بشكل مفرط أو يحدث زيادة في نسبة الزلال. كما يسمح بتناول ما يصل إلى خمس بيضات في الأسبوع.
المرحلة الثالثة (الثلث الأخير):
في هذه المرحلة، تستمر الحامل في اتباع نفس التعليمات الغذائية للثلث الثاني، مع إضافة كبسولات الحديد للوقاية من الأنيميا وزيادة الألياف الطبيعية مثل الخضراوات والفواكه للتقليل من مشكلات الإمساك. في هذه المرحلة، يتم أيضًا الإعداد للولادة من خلال الحفاظ على وزن مناسب وتلبية احتياجات الجسم من العناصر الغذائية.
شرب الماء في رمضان
وشدد د. محمد على أن شرب الماء أحد أهم العوامل التي تؤثر على صحة الحامل، خصوصًا أثناء الصيام في شهر رمضان. من المهم أن يتم تناول كميات كافية من الماء، حيث لا يمكن للجسم تخزين السوائل لاستخدامها خلال ساعات الصيام.
ونصح د. محمد الحوامل بشرب ما لا يقل عن لترين من الماء يوميًا، مع الإكثار من السوائل بين الإفطار والسحور.
هل يمكن للحامل الصيام؟

وأوضح د. محمد أن القاعدة الأساسية في السماح للحامل بالصيام هي قدرتها على تحمله، فإذا إذا كانت الحامل قادرة على الصيام دون أن تشعر بالإرهاق أو الجفاف، يمكنها الاستمرار في صيامها.
وأضاف د.محمد: “أما إذا شعرت بأي إجهاد أو عطش شديد، فيجب أن تفطر وتكفر عن الأيام التي أفطرتها. وفي كل الحالات، يظل القرار النهائي بيد الطبيب المشرف على حالة الحامل.”
الرضاعة الطبيعية والصيام
وقال د. محمد: “من الناحية العلمية، لا يوجد تضارب بين الرضاعة الطبيعية والصيام في رمضان إلا في الحالات الصحية التي تم ذكرها سابقًا، وإذا كانت الأم تعاني من ضعف في إنتاج الحليب، يمكن أن تبدأ في تناول المزيد من السوائل والفواكه الطازجة والمكملات الغذائية. وإذا استمر ضعف الحليب، يتم عرض الطفل على أخصائي أطفال لتحديد ما إذا كان يحتاج إلى الرضاعة الصناعية.”
في النهاية، تظل الرضاعة الطبيعية من أهم مصادر التغذية للطفل ومن الضروري الحفاظ عليها كجزء من الروابط النفسية والجسدية بين الأم والطفل.