معتز عبدالفتاح: “طنشه يهدى” سلاح العرب لإخضاع ترامب

قال الدكتور معتز بالله عبدالفتاح، إنه إذا كنت ترغب في فهم طريقة تفكير ترامب، خاصةً أنه سيبقى معنا لأربع سنوات، يجب أن تدرك أنه يعتبر نفسه رئيس مجلس إدارة العالم ويمثل العضو المسؤول عن إدارته، وأنه يتبع تكتيك التهديد والوعيد.
وأكد خلال تقديم برنامجه “استديو العرب” المذاع عبر قناة" المشهد"، أن فكرته الأساسية هي إطلاق التهديدات من حين لآخر ومراقبة ردود الأفعال، فإذا حقق تهديده مكاسب، يستمر في الضغط والتصعيد، أما إذا لم تسير الأمور لصالحه، يتراجع، مردفا: “طنشه يهدى سلاح العرب لإخضاع ترامب”.
ونوه إلى أن هذا التكتيك يعتمد على خطوتين: أولاً، إطلاق التهديد كما فعل مع كوريا الشمالية في عام 2017 عندما هدد بـ"النار والغضب"، ثم انتهى الأمر بعقد قمة تاريخية مع كيم جونغ أون، حيث لم يحدث أي شيء من التهديدات. ثانياً، إما التراجع أو التصعيد؛ فإذا حقق التهديد تأثيرًا إيجابيًا مثل تراجع الخصم أو تقديم تنازلات، يستمر في الضغط كما حدث مع استجابة دول الناتو لتهديداته بزيادة الإنفاق العسكري خلال فترة حكمه الأولى.
وأكمل: “لكن إذا وجد أن التهديد يضر بموقفه، يقوم بتعديله أو التراجع عنه، كما حدث عندما هدد بحرب تجارية شاملة مع الصين ثم تفاوض الطرفان واكتفيا بفرض تعريفات جمركية متبادلة”.
ولفت إلى أن ترامب يستخدم هذا التكتيك بناءً على ثلاث خلفيات: أولاً، التفاوض التجاري، حيث يفضل أن تأتي أفضل الصفقات من موقف قوي، لذا يبدأ بالمبالغة في الطلبات للحصول على أقصى مكسب ممكن، ثانياً، التلاعب الإعلامي، فهو يعلم أن التصريحات النارية تعزز صورته كشخص قوي ومسيطر.، ثالثاً، خلق حالة من الارتباك بين خصومه، مما يجبرهم على اتخاذ قرارات دفاعية بدلاً من المبادرة.
وتابع: “مع ذلك، فإن معظم تهديداته فشلت لأربعة أسباب: أولاً، إذا كان التهديد غير قابل للتنفيذ عمليًا، يفقد تأثيره، كما حدث في 2018 عندما فرض تعريفات جمركية ضخمة على الصين، لكن الصين ردت بالمثل مما أدى إلى حرب تجارية أضرت بالاقتصادين”.
وواصل: “ثانياً، إذا كانت تكلفة ردود خصوم ترامب أكبر من تكلفة مواجهته، فإن الدول تختار المواجهة، كما فعلت الدول العربية ضد مبادرته الخاصة بالتهجير، ثالثاً، غياب الدعم لتهديداته؛ إذا لم يدعمه الكونغرس أو حلفاء أمريكا، تفقد تهديداته قوتها، رابعاً، أسلوبه المتقلب؛ أحيانًا يهدد بشيء ثم يتراجع، ما يقلل من مصداقيته مع مرور الوقت”.
واختتم: “كما قال مستشاره كوف، ترامب لا يهدف إلى تهجير سكان غزة، رغم أنه سبق أن صرح بأنهم لن يعودوا بعد إعادة الإعمار. لذا، أقول لحكام العرب: اتحدوا، وكونوا صامدين، فالنصر حليفكم”.
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على أنه لن يفرض خطته بشأن غزة، وشدد على أنه تفاجأ من موقف مصر والأردن، يأتي ذلك في الوقت الذي أفادت فيه صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها بأن فترة شهر العسل للرئيس الأمريكي قد انتهت، حيث تعتبر شعبيته باهتة مقارنة بكل رئيس جديد.
وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة انخفاضًا في معدلات تأييد ترامب خلال ولايته الثانية، حيث تراجع التفويض الذي كان يتمتع به إلى منتصف الأربعينيات بعد أن كان 50% عند توليه المنصب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمريكيين يشعرون بقلق كبير بشأن مدى تأثير ترامب، وأن معظم سياساته ومبادراته، خاصة تلك التي يقودها الملياردير إيلون ماسك، لا تحظى بشعبية كبيرة.
الصحفي زياد الحر، المتخصص في الشأن الأمريكي والمقيم في واشنطن، نوه إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن غزة، مشيرًا إلى أنه ماضٍ في خطته للاستيلاء على القطاع، مضيفا أن سكان غزة، إذا أتيحت لهم الفرصة، سيؤيدون ذلك.
ولفت إلى أن ترامب أبدى دهشته من الموقف الأردني والمصري الرافض لخطة تهجير سكان غزة، رغم أن الولايات المتحدة تقدم مليارات لهذين البلدين.
ولفت إلى أن بعض المراقبين اعتبروا أن تصريحات ترامب تشير إلى عدم جدية الإدارة الأمريكية في البحث عن خطة بديلة، مثل الخطة العربية، حيث تضع الإدارة شروطًا صعبة، واصفًا حركة حماس بأنها أسوأ من تنظيم داعش والقاعد، مشيرا إلى أن ترامب قال إن نتنياهو له الحق في اتخاذ ما يراه مناسبًا في غزة.
وتابع: “قبل أيام، صرح أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بأن هناك نية للعمل في غزة كما حدث سابقًا في ألمانيا”،، منوها إلى أن هناك تناقضات واضحة في التصريحات بين من يدعو لعدم وجود خطة بديلة، كما فعل مستشار الأمن القومي، وبين موقف ترامب الثابت بشأن الاستيلاء على غزة.
وأكمل: “بالنسبة لمشاركة أو رفض المشاركة في مشروع قرار الأمم المتحدة الذي يدعم أوكرانيا ويدين موسكو، هناك عدم اتفاق واضح بين الإدارة الأمريكية والمبعوث الذي زار كييف والتقى بالرئيس زيلنسكي”.
واستطرد: “بينما وصف زيلنسكي بأنه شجاع، قال ترامب إن حضوره لمفاوضات السلام غير مهم، كما أن بعض المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين، بما في ذلك رئيس الوزراء الأوكراني السابق، طالبوا زيلنسكي بالخروج من أوكرانيا والتوجه إلى فرنسا، وهو ما يعكس الخلافات حول خطة ترامب للتسوية في أوكرانيا”.
ولفت خلال حواره مع قناة “المشهد” إلى أن روسيا تحاول تحقيق تقدم في بعض المناطق، وهناك تبادل للشتائم بين ترامب وزيلنسكي، يعود جزء من هذا الخلاف إلى الولاية الأولى عندما رفض زيلنسكي الاستجابة لطلب ترامب بفتح تحقيق يتعلق بهنتر بايدن، كما أن كييف ترفض حتى الآن التوقيع على اتفاقية المعادن النادرة التي تسعى الولايات المتحدة للحصول عليها.