إسرائيل تنقل جثامين المُحتجزين الذين تسلمتهم للطب الشرعي.. ما السبب؟

أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، اليوم الخميس، بيانًا أعلن فيه نقل الجثامين الأربعة الذين تسلمتهم دولة الاحتلال للطب الشرعي بهدف التأكد من هويتهم.
وكانت سيارات الصليب الأحمر قد تسلمت صباح اليوم الخميس جثامين 4 مُحتجزين إسرائيليين لدى حماس في داخل قطاع غزة، وهم أم وطفلان من عائلة بيباس (شيري وأرييل وكفير)، بالإضافة إلى عوديد ليفشتس.
وأشارت تقارير محلية أن سيارات الصليب الأحمر غادرت خان يونس بعد تسلم الجثامين الأربعة، وأعلن الجيش الإسرائيلي تسلمهم للجثامين.
اقرأ أيضًا.. تقرير عبري: الأسرى الإسرائيليون فقدوا 30% من أوزانهم
وجاء ذلك بعد أن وقع ممثلو عن الصليب الأحمر وثائق تُثبت تسلمهم الجثامين.
ويأتي تسلم الجثامين في إطار صفقة التبادل التي أبرمتها حماس مع دولة الاحتلال.
وشددت حماس أن المُحتجزين الأربعة كانوا أحياءً حتى نالتهم نيران قصف الاحتلال.
شهد الصراع بين حركة حماس وإسرائيل عدة صفقات تبادل للأسرى والجثامين، وكان أبرزها "صفقة شاليط" عام 2011، التي تُعد واحدة من أكبر وأهم صفقات التبادل في تاريخ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. بدأت القصة عندما أسرَت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006 خلال عملية نوعية عند معبر كرم أبو سالم. استمر احتجازه في غزة لخمس سنوات، وخلال هذه الفترة خاضت إسرائيل وحماس مفاوضات غير مباشرة بوساطة مصرية وألمانية، انتهت بإبرام اتفاق يقضي بإطلاق سراح 1,027 أسيرًا فلسطينيًا مقابل الإفراج عن شاليط. شملت الصفقة أسرى من مختلف الفصائل، بينهم قيادات بارزة مثل الراحل يحيى السنوار.
بالإضافة إلى هذه الصفقة، شهدت السنوات اللاحقة محاولات تفاوضية جديدة بين حماس وإسرائيل تتعلق بأسرى إسرائيليين وجثامين جنود قُتلوا في الحرب على غزة. بعد حرب 2014، أعلنت حماس احتفاظها بجثث جنود إسرائيليين، أبرزهم هدار غولدين وأورون شاؤول، بالإضافة إلى مدنيين إسرائيليين تقول الحركة إنهم محتجزون لديها. رغم الجهود الدبلوماسية والوساطات من مصر وقطر، لم تُثمر المفاوضات عن صفقة تبادل جديدة حتى الآن. تطالب حماس بإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، خاصة المرضى وكبار السن، مقابل أي تبادل جديد، بينما تحاول إسرائيل تقليل الثمن السياسي للصفقة.
تعكس هذه الصفقات الأهمية الاستراتيجية للأسرى والجثامين في النزاع، حيث تستخدمها الأطراف المتصارعة كورقة ضغط سياسية وعسكرية، مما يجعلها محط اهتمام محلي ودولي دائم.