خالد الجندي: الأعمال الصالحة السرية أَقرب للإخلاص.. وإظهارها جائز للتعليم والتحفيز

أوضح الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الإسلام يرفع من قيمة الأعمال التي تُنجز في الخفاء، مشيرًا إلى ما ورد في الحديث الشريف: "إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم".
وخلال حلقة من برنامج "لعلهم يفقهون" الذي يُبث على قناة "dmc" اليوم الثلاثاء، أكد الجندي أن "العمل في السر" مثل الصدقة التي تُعطى دون علم الآخرين بها، يكون أكثر قربًا للإخلاص.
وأشار إلى وجود حالات استثنائية تتطلب إظهار بعض الأعمال الصالحة، مثل الصدقات والمعاملات الحسنة، بهدف تعليم الآخرين وتحفيزهم على فعل الخير، على سبيل المثال، قال: "يمكن أن يظهر الشخص صدقته أمام زميل له ليعلمه قيمة العطاء، أو أمام ابنه ليغرس فيه حب الخير والصدقات".
وأضاف: “لقد تحدثنا عن هذا الموضوع وسنستمر في الحديث عنه، لكن ما الذي حدث؟ رغم ذلك، يتضح أن الأعمال الصالحة عندما تُظهر، تظهر دون نية للظهور إلا للتعليم، في هذه الحالة، لهذه الأعمال مكانة مختلفة عند الله، حيث تتحول إلى ثناء من الناس، الناس ستثني عليك وتقول عنك كلامًا طيبًا، لأنك قمت بعمل لله”.
وتابع: “إذاً، إذا رأى الناس العمل وأنت لم تقصد إلا التعليم، فما الحل؟ قد يظهر الشخص صدقته لشخص آخر، لتعليم هذا الشخص، ربما يكون زميلًا لك لا يعرف أن هذا الشخص يقبل صدقة، هناك من يظن البعض أنهم أغنياء بسبب تعففهم، بينما قد يكون الشخص الذي تعتقد أنه مرتاح في حاجة إلى الصدقات، لذا، أنت تقدم معلومات لصديقك وتخبره أن هذا الشخص يقبل صدقة، لمساعدته ومساعدة الآخرين”.
كما قال تعالى: "وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ"، مما يعني أنه يجب تحفيز الآخرين على إطعام المسكين والدعوة لذلك. لكن يجب أن نكون حذرين. الهدف هنا هو التعليم، أو ربما يكون ابنك معك، وترغب في غرس حب الصدقة في قلبه، فتظهر صدقتك أمامه ليترعرع على حب الخير والصدقات، وهذا أيضًا من أجل التعليم".
ولفت إلى أن هناك أعمال تضمن لصاحبها الجنة، مؤكدًا أن هذه الأعمال بمثابة "ضمان من الله"، مضيفا: "لو فعلت هذه الأشياء وأدركت الوفاة وأنت تقوم بها، فأنت ضامن للجنة، وهذا أروع شيء يمكن أن يتمنى الإنسان أن يكون ضامنًا للجنة بهذه الطريقة".
وأضاف أن حديثًا عن أبي هريرة رضي الله عنه، يتحدث عن ثلاث فئات من الناس الذين هم في ضمان الله عز وجل، وهم: "الذي خرج من بيته إلى المسجد، والذي خرج مجاهدًا في سبيل الله، والذي خرج حاجًا"، لافتا إلى أن هؤلاء الثلاثة في ضمان الله، ويُعد ضمان الله لهم هو الأضمن والأكبر، حيث لو ماتوا أثناء قيامهم بهذه الأعمال، سيدخلون الجنة بلا شك.
وواصل: "تأملت في حديث آخر عن أبي إمامة رضي الله عنه، فيقول الحديث: 'من دخل بيته فسلم، فهو في ضمان الله عز وجل'، يعني، لو دخلت بيتك وسلمت، فأنت في ضمان الله، وهو وعد من الله سبحانه وتعالى".
وأوضح أنه في هذا الحديث نجد دعوة لتوسيع السلام داخل البيوت، وطرد الشياطين، وتقليل الخلافات، لأن السلام في البيت هو في الحقيقة ضمان من الله.
وأضاف أنه استمر في البحث عن أحاديث أخرى، فوجد حديثًا آخر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، يقول فيه: "من عاد مريضًا، فهو في ضمان الله عز وجل"، وهذا الحديث يؤكد على أن زيارة المريض أيضًا تعد من الأعمال التي تضاعف أجر صاحبها وتضمن له رضا الله عز وجل.
وشدد على أن التزام المسلم بهذه الأعمال هو السبيل لضمان رحمة الله ودخول الجنة، مؤكدا أن هذه الأحاديث النبوية تدل على عظمة الإسلام وتحث على فعل الخير في حياتنا اليومية.