الشيخ خالد الجندي يحذر من الوقوع في أمر يمحو العمل الصالح

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن الإنسان لا يمكن أن يضمن القبول عند الله عز وجل مهما كثرت أعماله الصالحة، إذا وقع في أمرين خطيرين يحذّر منهما الشرع بشدة، وهما: الشرك بالله والمشاحنة.
وأوضح خلال حلقة من برنامجه "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة DMC، أن النبي “صلى الله عليه وسلم” أخبرنا في حديثه الشريف أن الله سبحانه وتعالى يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان، فيغفر لهم جميعًا، إلا لمشرك أو مشاحن، مؤكدًا أن هذا الحديث ورد عن النبي بأكثر من طريق، وهي بين الحسن والصحة.
أهمية التوحيد وإصلاح العلاقة مع الله:
أشار الشيخ خالد الجندي إلى أن هذا الحديث يحمل دلالات عظيمة حول أهمية التوحيد الخالص، وأن العبادة لا تُقبل إلا إذا كانت خالصة لوجه الله دون إشراك أي شريك معه، مستشهدًا بقول الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ" (النساء: 48).
وأضاف، أن المسلم يجب أن يدرك خطورة الشرك، إذ إنه يُحبط الأعمال الصالحة كلها، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ" (الزمر: 65).
أهمية إصلاح العلاقة مع الناس:
لم يقتصر تحذير النبي على الشرك فقط، بل حذّر أيضًا من المشاحنة والخصام، مؤكدًا أن المشاحن، أي الشخص الذي يحمل في قلبه العداوة والكراهية للآخرين، يُحرم من مغفرة الله في هذه الليلة العظيمة.
وأشار الجندي إلى أن المشاحنة تعني القطيعة والخصومة والعداوة، وهي من أخطر الأمور التي تمنع الإنسان من نيل رحمة الله ومغفرته، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "تُفتحُ أبوابُ الجنةِ يومَ الإثنينِ والخميسِ، فيُغفَرُ لكلِّ عبدٍ لا يُشْرِكُ باللهِ شيئًا، إلَّا رجلًا كان بينَه وبينَ أخيه شحناءُ، فيُقالُ: أنظِروا هذينِ حتى يَصطلحا" (رواه مسلم).
كما أشار إلى أن القرآن الكريم أمرنا بالإحسان إلى الناس، حيث قال الله تعالى: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" (البقرة: 83)، مما يدل على أن العلاقة بين العبد وربه لا يمكن أن تكون سليمة إلا إذا كانت علاقته مع الناس قائمة على الاحترام والتسامح وحفظ الحقوق.
أهمية الإنفاق والإصلاح بين الناس:
أكد الجندي أن من أهم مظاهر إصلاح العلاقة بين العبد والناس هو الإنفاق في سبيل الله، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، والسعي في الصلح بين المتخاصمين، مستشهدًا بقول الله تعالى: "لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا" (النساء: 114).
وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُكثر من الصيام في أيام رفع الأعمال، خاصة يومي الإثنين والخميس، وعندما سُئل عن سبب ذلك، قال: "إنها أيام تُرفع فيها الأعمال إلى الله، وأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم".
تحذير شديد: لا تغتر بعملك الصالح إن كنت واقعًا في الشرك أو المشاحنة:
واختتم الشيخ خالد الجندي حديثه بتحذير شديد من الغرور بالعبادات دون تصحيح العقيدة والعلاقات مع الناس، مؤكدًا أن الإنسان قد يقوم بأعمال صالحة كثيرة، لكنه يُحرم من المغفرة بسبب الشرك بالله أو المشاحنة والخصام، داعيًا المسلمين إلى الحرص على التوحيد الخالص، والإصلاح بين الناس، والتسامح مع الآخرين، حتى ينالوا رحمة الله ومغفرته.