ميدو عادل لـ«الوفد»:
برامج المقالب لاتناسبني

أجسد دور شيخ أزهري في المنبر
تجربتي مع مصطفي شعبان في حكيم باشا فريدة وملئية بالتنوع
المسرح فى قلبى وأبحث دائمًا عن الأدوار المميزة التى تلامس قضايا المجتمع
نجح الفنان ميدو عادل فى لفت الأنظار بأدواره المميزة، وهو ما رشحه للمشاركة فى فيلم "المنبر" أول فيلم عن مشيخة الأزهر الذى يجسد فيه شخصية شيخ وسطى، وهى شخصية مهمة جدًا وتحتاج إلى مزيد من التجهيزات حتى لا يلقى انتقادات، خاصة أن شخصية رجل الدين من الشخصيات التى يحبها الجمهور ويتابعها.
ميدو، تألق فى العديد من الأعمال الفنية قدم 78 عملًا دراميًا و14 فيلمًا سينمائيًا، ورغم ذلك يؤكد أن المسرح يبقى فى قلبه كأولوية توازى حبّه لأسرته وأطفاله، منذ طفولته، كانت خشبة المسرح هى منطلقه الأول فى عالم الفن، حيث اكتسب منها أبجديات التمثيل والإبداع، وجعلها جزءًا من رسالته الفنية التى يعتبرها «واجبًا وطنيًا»، كما شارك مؤخرًا فى العرض المسرحى «مش روميو وجوليت»، لا يزال يحمل شغفًا خاصًا بالفن المسرحى، ويؤمن بقدرته على طرح قضايا اجتماعية هامة، وتحدث أيضًا عن تجاربه فى السينما والتليفزيون، مشيرًا إلى أهمية استعادة الأعمال الدرامية الجادة التى تقدم رسائل قوية وتلامس هموم المجتمع، وأعماله المقبلة داخل وخارج الماراثون الرمضانى 2025، وفى حواره لـ«الوفد» تحدث ميدو عادل، قائلًا:
< حدثنا عن مشاركتك فى موسم رمضان 2025؟
<< سأشارك فى مسلسل «حكيم الباشا»، الذى تدور أحداثه بين الصعيد والقاهرة، أُجسد فيه شخصية محاسب فى شركة تملكها عائلة حكيم باشا، التى يترأسها مصطفى شعبان، المسلسل يشهد أحداثًا مثيرة تنقلب فيها الأمور وتظهر تفاصيل جديدة عن العائلة، كما أننى أشارك فى عدة مشاريع أخرى هذا العام، منها مسلسل «غموض» الذى يضم نخبة من النجوم مثل محمد نجاتى، إلهام عبدالبديع، وفاء عامر وغيرهم.
< كيف كانت تجربتك فى العمل مع مصطفى شعبان للمرة الأولى؟
<< التجربة كانت رائعة بكل المقاييس. مصطفى شعبان نجم كبير وقد كنت سعيدًا جدًا بالتعاون معه لأول مرة، كان العمل ممتعًا للغاية، والكواليس كانت جميلة بشكل غير عادى، كل من فى العمل من صناع المسلسل كانوا أشخاصًا محترفين ومبدعين، دورى فى المسلسل مختلف عن أدوارى السابقة، لذلك كانت تجربة مليئة بالتحديات، المسلسل بشكل عام متنوع، وهو أول مرة يقدم فيها مصطفى شعبان شخصية صعيدية، وهذا كان مثيرًا بالنسبة لى كفنان.
< انتشرت أخبار حول هروبك من برامج المقالب التى يقدمها رامز جلال؟
<< أنا شخصيًا لا أُحب أن أشارك فى أى شىء لا يتناسب مع شخصيتى، بالطبع، دائمًا أبحث عن الأشياء التى تتناسب مع شخصيتى وميولى، إذا كان هناك شىء أشعر أنه ليس على مقاسى أو ليس شبهى، فإننى لا أقبل به، أنا أعمل فى المجال الفنى فقط بما يتماشى مع ميولى الشخصية وأهدافى الفنية، أما بالنسبة لبرنامج رامز، فلا أجد نفسى فى هذا النوع من المقالب.
< هل لديك أعمال سينمائية قادمة أيضًا؟
<< نعم، فى السينما أستعد لبطولة فيلم «تاريخ مدرس جغرافيا»، وهو من تأليف السيناريست الكبير ماهر عواد، ومن إخراج سعيد حامد، الفيلم يحمل طابعًا دراميًا اجتماعيًا يتناول قضايا معاصرة، وهو مشروع مهم بالنسبة لى، بالإضافة إلى ذلك، هناك مسلسل «دولاب قديم»، حيث أقدم فيه دورًا شرفيًا، بالإضافة إلى مسلسل «أنترفيو» الذى عرض لى مؤخرًا.
< ماذا عن دورك فى فيلم «المنبر» الذى انتهيت من تصويره؟
<< فيلم «المنبر» يتناول تاريخ الأزهر، وأجسد فيه دور شيخ أزهرى من التيار الوسطى، هذه ليست المرة الأولى التى أقدم فيها هذا النوع من الشخصيات، فقد سبق لى أن قدمت دورًا مشابهًا فى مسلسل «جمع سالم»، حيث جسدت شخصية خريج أزهر وسطى يحظى بحب واحترام من حوله، ما يهمنى هو أن أقدم رجل الدين بالصورة التى تليق به، وبما يعكس سعة علمه ووسطيته.
< هل تعتقد أن هذا النوع من الأدوار لم ينل حقه فى الدراما؟
<< للأسف، لم يتم تقديم شخصية رجل الدين بالشكل الذى يستحقه، وذلك بسبب التابوهات التى كانت سائدة فى المجتمع والتى كانت تمنع الاقتراب من قضايا معينة بشكل صريح وواضح، خوفًا من الدخول فى صراعات مع أطراف تمثل تلك القضايا، وهذا لا يقتصر على شخصية رجل الدين فقط، بل يمتد إلى شخصية صاحب القضية بشكل عام، نتيجة لذلك، فقدنا فى الدراما بعض الأعمال القوية التى كانت تتناول قضايا جادة مثل مسلسل «أبو العلا البشرى» الذى كان يسلط الضوء على قضية يسير وراءها بجدية، وأعمال أخرى مثل «ما زال النيل يجرى»، و«النوة»، و«الراية البيضا»، للأسف لم تعد لدينا هذه النوعية من الأعمال الجادة، وهو ما نفتقده فى الوقت الحالى.
< فى مسلسل «العائدون»، قدمت دورًا محببًا لك، ما الذى جذبك لهذا العمل؟
<< أشد ما يسعدنى هو أن يدخل العمل قلبى بمجرد قراءته، وهذا ما حدث مع مسلسل «العائدون»، أحببته جدًا لأن البطل فى هذا العمل ليس شخصية مخابراتية نموذجية، بل شخص عادى كان ضد بلده، ولكنه تعرض لتجربة غيرت وجهة نظره، وجود شخصية تتطور بهذا الشكل كان مثيرًا بالنسبة لى، كما أن المسلسل يناقش قضايا وطنية بطريقة مختلفة، وهو ما جعلنى أستمتع بالعمل فيه، نفس الشىء ينطبق على دورى فى مسلسل «سره الباتع»، حيث قدمت شخصية «ناجى» الذى ضحى بحياته من أجل قضية وطنه.
< ما هى المعايير التى تعتمد عليها عند اختيار أدوارك فى الأعمال الدرامية؟
<< أنا أبحث عن الجيد والمميز، لذلك أرفض بعض الأعمال التى لا أجد فيها الإبداع أو الأفكار الجديدة، بعد نجاح مسلسل «خطوات الشيطان»، الذى كان له تأثير كبير على الجمهور فى رمضان، أُتيحت لى فرصة العمل فى العديد من المشاريع، لكننى اخترت أن أقدم عملين أو ثلاثة على الأكثر فى السنة، حتى أضمن أن يكون كل عمل متميزًا ويعكس ذوقى الفنى، وبفضل الله كانت جميع أعمالى ناجحة حتى الآن.
< حدثنا عن مشاركتك فى العرض المسرحى «مش روميو وجوليت»، وكيف كانت تجربتك مع المخرج عصام السيد؟
<< كان هناك مشروع مع المخرج عصام السيد لتقديم عرض «هاملت»، لكن تأجل هذا المشروع، ثم تحدث معى عصام بشأن عرض «مش روميو وجوليت»، وأنا فى البداية كنت متخوفًا لأن العرض كان ميوزيكالا، ولم أكن متأكدًا إن كان الجمهور سيتقبل هذا النوع من العروض، بعد مناقشات طويلة، قررت المشاركة، وكان قرارًا صائبًا، العرض حقق نجاحًا كبيرًا وتجاوزنا حاجز الـ110 ليالى عرض، ولا يزال مستمرًا.
< ما الذى تأمل أن تحققه فى المستقبل؟
<< أمل أن أستمر فى تقديم أعمال متميزة تنال إعجاب الجمهور، وأن أتمكن من تحقيق حلمى فى إنشاء مركز ثقافى يعزز من مكانة الفن فى المجتمع، الفن هو رسالة، وأنا أؤمن بقدرته على تغيير النفوس والعقول، أرجو أن أستطيع المساهمة فى ذلك، وأن أظل دائمًا فى طليعة الفنانين الذين يقدمون محتوى جيدًا ويحترم ذائقة جمهورهم.

