رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

هل تجوز زكاة الفطر نقدًا بدلًا من الحبوب؟.. الإفتاء تحسم الجدل

بوابة الوفد الإلكترونية

كل عام يتجدد الجدل حول كيفية إخراج زكاة الفطر، خاصة في ظل الانقسام بين آراء تفضل إخراجها مالاً وأخرى تفضل الحبوب. 

في هذا السياق، حسمت دار الإفتاء المصرية هذا الجدل، مؤكدة أن إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقدًا جائز، شريطة أن يراعى توازن المصلحة بين الفقير والمزكي عند تحديد القيمة المالية لهذا النوع من الزكاة.

الحكمة من زكاة الفطر

شرع الإسلام زكاة الفطر على كل مسلم، سواء كان ذكرًا أم أنثى، حرًا أم عبدًا، من أهل المدن أو القرى أو البوادي. وقد فرضت زكاة الفطر على كل من يجد قوت يومه، حتى لو كان فقيرًا. وهذه الزكاة تهدف إلى تطهير النفس من الشح والمساوئ، كما تطهر الصيام من أي نقص قد يؤثر في ثوابه، مثل اللغو والرفث. كما أنها تُعد تكميلًا للأجر وتنمية للأعمال الصالحة، وتعمل على مساعدة الفقراء والمساكين، ليُغنوا بها عن ذل الحاجة والسؤال في يوم العيد. وتهدف أيضًا إلى إظهار شكر العبد لله سبحانه وتعالى على ما منَّ به من نعم، وخاصة إتمام صيام شهر رمضان وما تيسر له من الأعمال الصالحة. فضلاً عن ذلك، تسهم زكاة الفطر في نشر المحبة والمودة بين أفراد المجتمع المسلم.

وتؤكد دار الإفتاء المصرية على أن زكاة الفطر تعد من العبادات المهمة، وهي قربة عظيمة نظرًا لارتباطها بالصوم، الذي أضافه الله إلى نفسه تكريمًا، كما جاء في الحديث الشريف: "إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".

زكاة الفطر: مال أم حبوب؟

فيما يتعلق بجواز إخراج زكاة الفطر نقودًا بدلًا من الحبوب، أوضحت دار الإفتاء المصرية أنها تأخذ برأي الإمام أبي حنيفة الذي يجيز إخراج الزكاة بالقيمة المالية بدلاً من الحبوب، تيسيرًا على الفقراء في تلبية احتياجاتهم. وتستقر الفتوى على هذا الرأي في الوقت الحالي.

وفي نفس السياق، أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء والمفتي السابق، أن إخراج زكاة الفطر مالًا جائز شرعًا، خصوصًا في العصر الحديث، حيث يُعتبر المال أكثر توافقًا مع مقاصد الشريعة في سد حاجات الفقراء.

وقت إخراج زكاة الفطر

تجب زكاة الفطر حسب المذاهب الفقهية في وقت معين: عند الحنفية، تجب زكاة الفطر مع دخول فجر يوم العيد. بينما يرى الشافعية والحنابلة أن وقت وجوبها هو غروب شمس آخر يوم من رمضان. أما المالكية والحنابلة، فقد أفتوا بجواز إخراج زكاة الفطر قبل وقتها بيومين، استنادًا إلى قول ابن عمر رضي الله عنهما: "كانوا يعطون صدقة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين".

من جانب آخر، فإنه لا مانع شرعًا من تعجيل إخراج زكاة الفطر منذ بداية شهر رمضان، وهو ما يعتبره الشافعية قولًا صحيحًا، كما أنه هناك رأي في المذهب الحنفي يجيز إخراجها منذ بداية رمضان، وأيضًا يجيز ذلك قبل بداية الشهر في بعض الحالات.

وفي الختام، أكدت دار الإفتاء على جواز إخراج زكاة الفطر في أي وقت بدءًا من أول رمضان وحتى قبيل صلاة العيد. وحثت المسلمين على تعجيل إخراج زكاة الفطر وتوجيهها للفقراء والمحتاجين، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها الأمة الإسلامية والعالم أجمع، والتي أثرت بشكل كبير على أنماط الحياة في شهر رمضان.