رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

"أتخيل وساوس عن الذات الإلهية".. عالم أزهري يكشف العلاج في 4 خطوات

بوابة الوفد الإلكترونية

 قال الدكتور مختار مرزوق، عميد كلية أصول الدين السابق بجامعة الأزهر، يواجه بعض النفوس المؤمنة تساؤلات وخواطر تتعلق بذات الله تعالى أثناء تأدية العبادات، كالصلاة، والاستغفار، والتسبيح، وحتى خلال الحياة اليومية، مما قد يسبب لها قلقًا واضطرابًا، وقد ورد سؤال مشابه على بعض المواقع، عبّر فيه السائل عن معاناته من تخيل صورة لله تعالى في قلبه، رغم محاولاته لصرف ذهنه عنها بالتفكر في عظمة مخلوقاته.

الإجابة الشرعية عن هذه الوساوس:

 تابع مرزوق، أجاب أهل العلم عن هذا الإشكال بأن الله تعالى أعظم وأجلّ من أن يتصوره أي مخلوق، لذا فإن أي صورة تخطر للإنسان عن الله عز وجل، فهي ليست على الحقيقة، لأن الله تعالى يقول:

"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ" [الشورى: 11]

 ومن القواعد التي ذكرها العلماء في هذا الباب: "كل ما خطر ببالك فالله أعظم من ذلك."

 وقد أوضح العلماء أن هذه الوساوس لا تدل على ضعف الإيمان، بل هي من وساوس الشيطان الذي يسعى إلى تشويش قلب المؤمن، وعلاج ذلك يكون باتباع ما يلي:

خطوات عملية لعلاج هذه الوساوس:

كشف مرزوق 4 خطوات عملية لعلاج الوساوس المتعلقة بالذات الإلهية 

1. الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم

 قال الله تعالى: "وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ" [فصلت: 36]


2. تكرار قول: "آمنت بالله العظيم"

 فهذا مما يعين على صرف الذهن عن هذه الأفكار، وتذكير النفس بأن الإيمان بالله لا يستلزم تصوره أو تخيله، بل الإيمان به يكون بصفاته كما وصف نفسه.


3. الانشغال بذكر الله والتفكر في مخلوقاته

 قال النبي ﷺ: "تفكروا في آلاء الله ولا تتفكروا في الله" [رواه الطبراني والبيهقي، حديث حسن].
والمعنى: تأملوا في نعم الله وآثار قدرته، ولا تحاولوا إدراك ذاته، لأن عقول البشر لا تستطيع الإحاطة به.


4. عدم الاسترسال مع الوساوس

 فإن التفكير المستمر في هذه الأمور يزيد من تسلط الوسواس، والحل هو الإعراض عنها تمامًا، والانشغال بأمور نافعة مثل الذكر، أو القراءة، أو العمل.

 

الفرق بين التفكر المشروع والممنوع:

 ووضح مرزوق أن التفكر المشروع: يكون في مخلوقات الله وآياته الكونية، كالسماوات، والأرض، والجبال، والبحار، مما يزيد الإيمان واليقين بعظمة الله.

 أما التفكر الممنوع: يكون في ذات الله وصفاته بطريقة تؤدي إلى التشبيه أو التكييف، وهو أمر نهى عنه النبي ﷺ، كما في قوله: "تفكروا في خلق الله، ولا تتفكروا في الله." [رواه أبو نعيم في الحلية، حديث حسن].


 

 على المسلم أن يطمئن بأن هذه الوساوس لا تضره ما دام رافضًا لها، وأن علاجها يكون بالاستعاذة، والانشغال بذكر الله، والتفكر في عظمته من خلال مخلوقاته. فالله تعالى أعظم من أن تدركه العقول أو تحيط بحقيقته الأفهام، وواجب المؤمن هو التسليم، والإيمان المطلق، دون البحث فيما لا سبيل إلى إدراكه.