منظمة التحرير: نحن المُمثل الحصري للشعب الفلسطيني..ولا مساس بذلك

أصدرت منظمة التحرير الفلسطينية، اليوم الجمعة، بياناً قالت فيه إن أي محاولة تستهدف تمثيلها الحصري للشعب الفلسطيني وفي هذا الوقت بالذات هو أمر خطير للغاية.
وقال بيان المنظمة :"هذه المُحاولات تخدم مباشرة مخططات التهجير والضم وتصفية القضية الفلسطينية، موضحة أن نزع صفة تمثيل المنظمة للشعب الفلسطيني سيعني أن الشعب الفلسطيني بلا قيادة معترف بها عربياً ودولياً، وأنه من الممكن خطف قراره الوطني المستقل وتمييع واقعه بهدف تمرير مخططات تصفية القضية الفلسطينية، والتي بات الحديث بشأنها يتصاعد مؤخراً".
وأضافت :"نراقب عن كثب التحركات المشبوهة بهذا الشأن، ومحاولة عقد مؤتمر بحجة إصلاح المنظمة في إحدى عواصم المنطقة، مشيرة أن طريق إصلاح المنظمة وآلياته معروفة ولا تتم إلا عبر مؤسساتها، وبالتحديد عبر المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي، وأن أي محاولة خارج هذه الأطر إنما هي مس بوحدانية تمثيل المنظمة للشعب الفلسطيني، ولن تقود إلا إلى مزيد من الانقسامات، في وقت نحن أحوج فيها لإنهاء الانقسام".
ويأتي موقف منظمة التحرير في هذا السياق في ظل مُحاولات إعادة الاتفاق بين حماس وفتح من أجل تفويت الفرصة على جميع المُتربصين على رأسهم إسرائيل.
لعبت منظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها عام 1964 دورًا محوريًا في توحيد الصف الفلسطيني باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، حيث سعت إلى جمع الفصائل المختلفة تحت مظلة وطنية موحدة بهدف تحقيق الحقوق الوطنية الفلسطينية، وقد نجحت في بناء هوية وطنية جامعة للفلسطينيين في الداخل والخارج، مما عزز وحدة النضال السياسي والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومن خلال مؤسساتها المختلفة، عملت المنظمة على صياغة برنامج سياسي موحد، أبرزها تبنيها للميثاق الوطني الفلسطيني الذي أكد على حق الفلسطينيين في تقرير المصير والتحرر، كما قادت الجهود الدبلوماسية التي أدت إلى الاعتراف الدولي بها، حيث حصلت على اعتراف الأمم المتحدة ونجحت في إيصال القضية الفلسطينية إلى المحافل الدولية، مما ساعد في تعزيز وحدتها السياسية، إضافة إلى ذلك، مثلت المنظمة حلقة الوصل بين الفصائل الفلسطينية، حيث احتضنت حركات المقاومة المختلفة رغم التباينات الأيديولوجية بينها، وساهمت في تقريب وجهات النظر بين التيارات الوطنية والإسلامية بهدف تحقيق وحدة الهدف الفلسطيني
ورغم التحديات التي واجهتها المنظمة، خاصة بعد اتفاقية أوسلو عام 1993 والانقسام الفلسطيني بين الضفة الغربية وقطاع غزة، فإنها لا تزال تلعب دورًا مهمًا في جهود المصالحة الوطنية، حيث قادت محاولات عديدة لإنهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس وإعادة توحيد المؤسسات الفلسطينية تحت قيادة موحدة، كما تبذل جهودًا لإعادة إحياء المشروع الوطني الفلسطيني من خلال إعادة تفعيل المجلس الوطني الفلسطيني، إلى جانب ذلك، تسعى المنظمة إلى تعزيز المشاركة السياسية لكل القوى الفلسطينية لضمان تمثيل جميع مكونات الشعب الفلسطيني، كما تعمل على تحصين الوحدة الوطنية من خلال المبادرات التي تهدف إلى مواجهة المخططات الإسرائيلية الساعية إلى تكريس الانقسام، ورغم الضغوط الإقليمية والدولية التي تعرقل مساعيها، لا تزال منظمة التحرير تسعى إلى الحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني كأولوية استراتيجية لضمان استمرار النضال من أجل الحرية والاستقلال