رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

في ذكرى رحيله|الدكتور محمد المختار المهدي.. مسيرة علمية حافلة بالعطاء

بوابة الوفد الإلكترونية

تحل اليوم الذكرى التاسعة لرحيل الأستاذ الدكتور محمد المختار المهدي، أحد أبرز علماء الأزهر الشريف، والذي وافته المنية في مثل هذا اليوم، الرابع عشر من فبراير عام 2016، الموافق الخامس من رجب 1437هـ.

وُلِدَ الدكتور المهدي في الثالث والعشرين من صفر 1358هـ، الموافق الثالث عشر من أبريل عام 1939، بقرية تصفا التابعة لمركز كفر شكر بمحافظة القليوبية.

 نشأ في بيئة دينية، فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم واصل تعليمه في معهد الزقازيق الديني حتى حصل على الثانوية الأزهرية عام 1960، لينتقل بعدها إلى القاهرة ويلتحق بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، حيث تخرج منها عام 1965 بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف.

رحلة علمية وإسهامات أكاديمية

بدأ الدكتور المهدي مسيرته العملية أثناء دراسته الجامعية، حيث عمل مصححًا لغويًا في صحيفة الأخبار عام 1963، ثم سافر إلى ليبيا ليشغل عدة مناصب إعلامية، منها الإشراف على مجلة الهدي الإسلامي. وبعد عودته إلى مصر عام 1970، التحق بصحيفة الأهرام، ثم عمل مستشارًا صحفيًا لوزير شؤون الأزهر عام 1974.

لم يقتصر نشاطه على العمل الصحفي، بل استمر في تحصيل العلم، فحصل على درجة الماجستير عام 1971 في اللغويات، ثم الدكتوراه عام 1976 عن رسالته حول "أسماء المعاني في القرآن الكريم"، ليصبح مدرسًا بكلية اللغة العربية بأسيوط، ومن ثم انتقل للتدريس في كلية الدراسات الإسلامية والعربية. كما عمل أستاذًا بجامعة أم القرى في مكة المكرمة، والجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.

عضويات ومناصب قيادية

كان الدكتور المهدي عضوًا في العديد من الهيئات العلمية والدعوية، منها عضوية نقابة الصحفيين منذ 1972، ولجنة تقنين الشريعة الإسلامية بمجلس الشعب عام 1978، كما كان عضوًا في مجمع البحوث الإسلامية، وهيئة كبار علماء الجمعية الشرعية، ورئيسًا عامًا للجمعيات الشرعية في مصر.

في عام 2012، اختاره الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ليكون من الأعضاء المؤسسين لهيئة كبار العلماء بعد إعادة تشكيلها، حيث كان له دور بارز في إصدار بيانات الهيئة حول القضايا الفقهية والمجتمعية.

إسهامات علمية ومؤلفات بارزة

ترك الدكتور المهدي إرثًا علميًا غنيًا، حيث أثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات اللغوية والشرعية، منها:

  • النحو الميسر في أربعة أجزاء
  • الصرف الميسر في ثلاثة أجزاء
  • دراسات عربية في تراثنا الأصيل
  • فقه العبادات
  • حقوق الإنسان في شريعة الإسلام
  • الرؤية الإسلامية في مواجهة مرض الإيدز
  • تيسير معاني القرآن الكريم

كما شارك في العديد من المؤتمرات العلمية والمحاضرات الدولية، ممثلًا للأزهر الشريف في الولايات المتحدة، التشيك، ماليزيا، طاجيكستان، وإندونيسيا.

تكريم وجوائز

تقديرًا لجهوده في خدمة الإسلام، حصل الدكتور المهدي على جائزة الملك فيصل العالمية عام 2009، تكريمًا لدوره في نشر العلوم الشرعية واللغوية.

إرث خالد وتأثير ممتد

رحل الدكتور محمد المختار المهدي عن عالمنا، لكنه ترك أثرًا عظيمًا في مجالات العلم والدعوة والإعلام الإسلامي. وستظل كتبه ومؤلفاته مرجعًا للأجيال القادمة، شاهدة على مسيرة عالم جليل وهب حياته لنشر العلم وخدمة الدين.