رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

في ذكرى وفاة النقشبندي.. صوت رمضان الذي يأسر القلوب

الشيخ سيد النقشبندي
الشيخ سيد النقشبندي

تحل اليوم، 14 فبراير، ذكرى وفاة الشيخ سيد النقشبندي، أحد أبرز الأصوات التي ارتبطت بشهر رمضان في مصر والعالم العربي، حيث كانت ابتهالاته تسبق أذان المغرب، فتأسر القلوب وتثير مشاعر الخشوع.

النشأة والبداية

وُلد الشيخ سيد النقشبندي عام 1920 في قرية بمحافظة الدقهلية، قبل أن تنتقل عائلته إلى مدينة طهطا في الصعيد. 

نشأ في بيئة صوفية حيث كان والده شيخ الطريقة النقشبندية، فحفظ القرآن الكريم وتعلم أصول الإنشاد الديني في حلقات الذكر، متأثرًا بتراث الشعر الديني لكبار الشعراء مثل البوصيري وابن الفارض وأحمد شوقي.

صوت رمضان المميز

برز الشيخ النقشبندي كواحد من أعظم المبتهلين والمنشدين في العالم الإسلامي، حتى أصبح صوته جزءًا لا يتجزأ من الأجواء الروحانية في رمضان.

 وصفه الدكتور مصطفى محمود بأنه "الصوت الفريد الذي لم يصل إليه أحد"، حيث تميز بصوت ذي ثماني طبقات موسيقية، مما جعله أحد أقوى وأوسع الأصوات مساحة في تاريخ الإنشاد الديني.

اللقاء مع السادات وبليغ حمدي

كان الشيخ النقشبندي حاضرًا في العديد من المناسبات الدينية والوطنية، حتى أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات كان يحرص على وجوده في الاحتفالات الرسمية. 

وخلال إحدى المناسبات العائلية للسادات، التقى الموسيقار بليغ حمدي، الذي طلب منه التعاون في تلحين ابتهالات دينية، إلا أن النقشبندي تحفظ في البداية، إذ رأى أن بليغ حمدي اشتهر بالألحان الراقصة.

لكن بليغ استطاع إقناع النقشبندي بالتجربة، وأسفر هذا التعاون عن ستة ابتهالات خالدة، كان أبرزها "مولاي إني ببابك". وعلى الرغم من تردده في البداية، إلا أن النقشبندي اعترف لاحقًا بأن هذه الأعمال كانت من أروع ما قدم في حياته.

الإذاعة والانتشار الواسع

بدأ الشيخ تسجيل ابتهالاته في الإذاعة المصرية، وكانت تذاع يوميًا قبل أذان المغرب خلال شهر رمضان، ما زاد من شعبيته وجعل صوته حاضرًا في كل بيت مصري. 

كما سافر إلى العديد من الدول العربية لإحياء الليالي الرمضانية، وشارك في حفلات إلى جانب كبار قراء القرآن الكريم، مثل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.

الوفاة والوصية الأخيرة

رحل الشيخ سيد النقشبندي عن عالمنا عام 1976 عن عمر ناهز 55 عامًا، دون أن يعاني من أي مرض. قبل وفاته بوقت قصير، كتب وصيته التي طلب فيها أن يُدفن بجوار والدته في مقابر الطريقة الخلوتية بالبساتين، وأن يُكتفى بالعزاء دون إقامة مأتم. كما أوصى برعاية زوجته وأطفاله.

واليوم، وبعد مرور عقود على وفاته، لا يزال صوت الشيخ النقشبندي رمزًا للروحانيات الرمضانية، يبعث السكينة في النفوس ويخلد اسمه بين أعظم المبتهلين في تاريخ الإنشاد الديني.