رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

نواف سلام يتعهد بالإصلاح بعد تشكيل حكومة جديدة في لبنان

نواف سلام
نواف سلام

تعهد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، بتنفيذ خطوات إصلاحية تهدف إلى بناء الثقة مع المجتمع الدولي، وذلك عقب تشكيله حكومة جديدة أنهت أكثر من عامين ونصف من تصريف الأعمال في السلطة التنفيذية، وأكد سلام، في خطاب ألقاه من القصر الجمهوري في بعبدا عقب لقائه مع رئيس اللبنانى جوزيف عون ورئيس البرلمان نبيه بري، أن "الإصلاح هو الطريق الوحيد إلى الإنقاذ الحقيقي". 

 

وذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الأحد، أن هذا التطور يأتي في ظل تغييرات كبيرة في موازين القوى السياسية في لبنان بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، التي أسفرت عن إضعاف حزب الله، وفقا لمصادر دبلوماسية، وتواجه الحكومة الجديدة تحديات متعددة، أبرزها إعادة الإعمار وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، بالإضافة إلى تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية الضرورية التي تشترطها الدول المانحة لدعم لبنان في ظل أزمته الاقتصادية المتفاقمة. 

 

يأتي تشكيل الحكومة بعد تصريحات مسؤولة أمريكية أكدت معارضة واشنطن لمشاركة حزب الله المدعوم من إيران في الحكومة المقبلة، بعد "هزيمته" عسكرياً أمام إسرائيل، وكانت حكومة نجيب ميقاتي قد تولت تصريف الأعمال منذ منتصف عام 2022 بسبب التجاذبات السياسية بين حزب الله وخصومه، ما حال دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون. 

 

وفي خطابه، أوضح نواف سلام أن الإصلاحات تشمل تأمين الأمن والاستقرار في لبنان عبر استكمال تنفيذ القرار 1701، بالإضافة إلى متابعة انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية، كما أكد أن الحكومة الجديدة ستسعى إلى استعادة الثقة بين المواطنين والدولة، وبين لبنان ومحيطه العربي، وكذلك بين لبنان والمجتمع الدولي. 

 

تضم حكومة نواف سلام الجديدة 24 وزيراً، بينهم خمس وزيرات، أبرزهن تمارا الزين، الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية، التي تم تعيينها وزيرة للبيئة، والخبيرة السابقة في البنك الدولي حنين السيد، التي تولت وزارة الشؤون الاجتماعية، كما تم تعيين ياسين جابر، المقرب من حركة أمل وحزب الله، وزيراً للمالية. 

 

وأكد سلام رفضه تضمين حزبيين في الحكومة أو مرشحين للانتخابات النيابية المقبلة، مشدداً على ضرورة تطبيق معايير الكفاءة والسيرة المهنية في اختيار الوزراء، ومع ذلك، جرى التشاور مع قادة الأحزاب اللبنانية خلال عملية تشكيل الحكومة، وهو ما يعكس التوازنات السياسية والطائفية القائمة في البلاد. 

 

 

لقي تشكيل الحكومة ترحيباً دولياً واسعاً، حيث أكدت السفارة الأمريكية في بيروت دعمها الكامل لإعادة بناء مؤسسات الدولة اللبنانية ومحاربة الفساد وتنفيذ الإصلاحات الضرورية، من جانبه، هنأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المسؤولين اللبنانيين على تشكيل الحكومة، مؤكداً دعم فرنسا للبنان في مواجهة التحديات الكبيرة. 

 

كما أعربت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس عن استعداد الاتحاد لدعم الحكومة اللبنانية في تنفيذ أجندة إصلاحية طموحة، فيما أكدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت أن تشكيل الحكومة يمثل "فصلاً جديداً ومشرقاً" للبنان، مشيرةً إلى أهمية تنفيذ القرار 1701 لتعزيز الأمن والاستقرار. 

 

 

تستمر التوترات بين لبنان وإسرائيل، خاصة بعد المواجهات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل في أكتوبر 2023، والتي انتهت باتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة أمريكية في نوفمبر من العام نفسه، ومع استمرار إسرائيل في تنفيذ ضربات جوية وعمليات توغل بري في لبنان، تجد الحكومة اللبنانية نفسها أمام تحديات معقدة في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار وضمان استقرار البلاد في المرحلة المقبلة.