عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

»‬نحن أيضاً‮ ‬نثق فى الله‮«..!!‬

‮"‬نحن نثق فى الله‮".. ‬هذه العبارة التى‮ ‬يطالعها المرء عندما‮ ‬يتأمل الورقة النقدية من فئة الدولار الأمريكى الأشهر والأكثر تداولاً‮ ‬فى العالم والتى تتحكم فى اقتصاد الكرة الارضية،‮ ‬ هذه العبارة الدينية قد لا تكون معلومة للبعض الذين لم ولا‮ ‬يستخدمون الدولار‮.. ‬أما وقد بات الدولار هو العملة التى تستخدم فى تسعير الثروة العربية البترولية فيجب علينا جميعاً‮ ‬أن نعرف على الأقل شكل الدولار الامريكى‮. ‬

 

إن هذا الشعار المكتوب على العملة الأمريكية هو قد‮ ‬يكون مدعاة للتقارب بين الولايات المتحدة وشعوب منطقة الشرق الاوسط ذات النزعة الدينية القوية سواء الإسلامية أو المسيحية،‮ ‬فإننا فى هذه المنطقة من العالم وقد‮ ‬يكون ذلك مدعاة لتعجب الأمريكان أننا نؤمن ونثق فى الله أيضاً‮ ‬مثلهم وعسى أن‮ ‬يكون الاتفاق على هذا المبدأ مدعاة ان تعيد الولايات المتحدة الأمريكية النظر فى العقائد الدينية والتركيبة الاجتماعية لشعوب الشرق الأوسط المتطلعة للحرية والديمقراطية والعدالة‮. ‬ولتعلم أن تنوع شعوب المنطقة ومعتقداتها وهو ما‮ ‬يطلق عليه وصف‮ "‬الأقليات‮" ‬هو مدعاة لقوة هذه الشعوب وثرائها الفكرى،‮ ‬كما كان تنوع المجتمع الامريكى مدعاة لقوة المجتمع الأمريكى وذلك بعد قبول الآخر والاعتراف بالأمريكى الأسود والأصفر واللاتينى والعربى‮. ‬هذ الخليط كان له أكبر الأثر فى تكوين مجتمع عالمى ممثل لكل أجناس الارض ولم‮ ‬يكن مدعاة للفرقة والتشتت‮. ‬ولذلك أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية الدولة التى لها القدرة الأكبر على فهم الحضارات والثقافات المختلفة وذلك لتوافر ممثلين عن هذه الحضارات والثقافات داخل المجتمع الامريكى وداخل الإدارة الامريكية الحالية على وجه الخصوص‮.‬

إن الشرق الأوسط الجديد‮ "‬والربيع العربى‮" ‬فى مفترق طريق إما الانتكاس والعودة الى طريق الديكتاتورية وهو الطريق الآمن الذى طالما اختارته الولايات المتحدة لتحقيق مصالحها فى الشرق الأوسط أو منح الفرصة لشعوب المنطقة لتتنسم عبق الحرية وتحكم نفسها لأول مرة منذ بدء الخليقة‮.‬

إن الولايات المتحدة عليها عبء الاختيار بين المصلحة مع الديكتاتورية المستقرة أو التعاون مع حكومات ديمقراطية ذات سيادة واعتداد وطنى وذلك بعد إقرار السلام العادل فى المنطقة وبذل الجهد من أجل تحسين وجه السياسة الامريكية القبيح فى نظر شعوب المنطقة وذلك بعد أحقاب طويلة احتكرت فيها الطبقة الديكتاتورية الصداقة مع الولايات المتحدة الامريكية مما أدى الى فجوة من انعدام الثقة والعداء بين شعوب المنطقة والولايات المتحدة الامريكية قد آن للولايات المتحدة الامريكي‮ ‬أن تنزل الى الشارع الشرق أوسطى وأن تتقرب لشعوب المنطقة من خلال السياسات المتوازنة العادلة وكذلك عمل مشروعات اقتصادية عملاقة من شأنها إعطاء الفرصة لشعوب‮ ‬المنطقة فى أن تتعاون جميعاَ‮ ‬من أجل رفاهية شعوبها ورفع فتيل القنبلة الموقوتة‮... "‬فلسطين‮ - ‬إسرائيل‮"... ‬مما‮ ‬يكفل الأمن لكل شعوب المنطقة‮. ‬

إن افتعال الازمات والحروب بالمنطقة كمبرر دائم للتواجد بجوار المصالح الامريكية هو عمل‮ ‬غير أخلاقى لا‮ ‬ينسجم مع شعار‮ "‬نحن نثق فى الله‮" ‬فإن الدولة التى تثق فى الله‮ ‬يجب ان تتمسك بأبسط مبادئ الانسانية وهى

الحفاظ على النفس البشرية التى كرمها الله‮. ‬إن المواقف المتخاذلة التى اتخذتها الولايات المتحدة اثناء الثورة المصرية والتونسية تؤكد أنها كانت على وفاق مع هذه النظم المستبدة وأنها لم تتخل عن هذه الشخصيات المقيتة التى كرهتها الشعوب إلا بعد أن تأكدت من أنها شارفت على السقوط‮. ‬إن تعطيل عملية الافراج عن الشعب الليبى واليمنى والسورى المتعطش للحرية ما هى إلا عملية شراء وقت للعثور على بديل آخر حقير لا‮ ‬يراعى إلا ولا ذمة فى شعبه وهذا لا‮ ‬يتمشى مع شعار‮ "‬الثقة فى الله‮" ‬كما وأن التباطؤ فى مساندة الشعوب التى شارفت على الإفلاس نتيجة نهب ثرواتها أو تعثر اقتصادها نتيجة تعطل أدوات الإنتاج سوف‮ ‬يؤدى الى تفسخ المجتمع وحدوث صدام بين فئات الشعب المختلفة وفى‮ ‬غياب الأمن سوف‮ ‬يكون لازماً‮ ‬على الشعب المطحون الاستغاثة والاستعانة بالحكم العسكرى مرة أخرى لحفظ الأمن ليتكرر سيناريو عفى عليه الزمن ولكنه قد‮ ‬يوفر الاستقرار اللازم للسياسة الامريكية بالمنطقة‮.. ‬إنى أعلم علم اليقين أن الولايات المتحدة الامريكية قد تبنت مقولة ونستون تشرشل بأن ليس هناك أصدقاء دائمون أو أعداء دائمون ولكن هناك مصالح دائمة‮.‬

لذا أرجو ان تستطيع الولايات المتحدة من خلال المساعدة فى إقرار السلام والديمقراطية فى المنطقة أن تحقق مصالحها من خلال التعامل مع الشعوب التى كانت مغلوبة على أمرها مثل سجين طال سجنه فى زنزانة مظلمة وخرج منها مفاجأة وبهره ضوء النهار‮ "‬شمس الحرية‮" ‬ويحتاج لبعض الوقت ليرى الطريق،‮ ‬أما مبدأ التعامل مع الديكتاتورية العربية المستقره ظاهرياً‮ ‬فهو أشبه بالمقامرة على الحصان الخاسر مما‮ ‬يؤدى إلى تحول الشرق الأوسط الجديد إلى ميدان تحرير كبير‮.‬

إن الولايات المتحدة الأمريكية بعدم مساندتها للعدل والحرية والديمقراطية بالمنطقة تضع أصدقاءها الذين تلقوا العلم فى الجامعات والمعاهد الأمريكية،‮ ‬وأشقاءنا الذين هاجروا اليها طلباً‮ ‬للحرية فى موقف حرج‮ ‬غير مبرر وغير مفهوم من دولة تحمل عملتها الورقية شعار‮: "‬نحن نثق فى الله‮"‬