عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تبدو التحولات والمنعطفات الأخيرة فى المفاوضات لإنهاء الحرب فى غزة وكأنها متاهة ومربكة. لكن الأمر فى الحقيقة ليس بهذا التعقيد. ويتعين على بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، أن يتنازل عن التفاصيل المعلقة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار المقترح والعرض المضاد الذى قدمته حماس مؤخرا وأن يوقف فوراً القصف الإسرائيلى الإجرامى لغزة والغارات العسكرية المتهورة على المناطق المأهولة باللاجئين حول رفح .
ويتعين على حماس أن تحترم التفاهمات السابقة بشأن الإفراج المرحلى عن الرهائن الإسرائيليين وأن تكف عن مساوماتها الفظة فى اللحظة الأخيرة، وخاصة حول العدد الدقيق للمعتقلين الفلسطينيين، وأى منهم سيتم إطلاق سراحهم فى المقابل. وينبغى أن تكون أولوياتها تخفيف محنة المدنيين فى غزة، وليس تسجيل النقاط. 
يؤكد هآرتس عاموس هاريل : «إن جوهر الخلاف يدور منذ أشهر حول سؤال واحد. تطالب حماس بأن يتضمن أى اتفاق وقف الحرب وانسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، مدعوما بضمانات... نتنياهو يرفض الموافقة على ذلك، لأن ذلك يعنى الاعتراف بفشله فى تحقيق أهداف الحرب المعلنة، ويمكن بالتالى فتح عش دبابير سياسي».
والمشكلة الرئيسية، كما يراها العديد من الإسرائيليين والدبلوماسيين الأجانب، هى أن الحرب المستمرة هى فى الواقع الخيار المفضل لنتنياهو. وهو يخشى أن تؤدى حتى الهدنة أو الهدنة، ناهيك عن السلام الدائم، إلى التعجيل بزواله السياسي، وإلقائه من النافذة كرئيس للوزراء، وربما إدانته فى المحكمة بتهم الفساد المختلفة التى طال أمدها.. 
فى هذه المرحلة الحرجة، وفى ظل الأمل فى السلام، أو على الأقل وقف القتل، الذى أصبح على المحك، تواصل الولايات المتحدة - الطرف الخارجى الأكثر نفوذاً فى الصراع - التصرف بحذر شديد ، وخاصة فيما يتعلق بمخاوف إسرائيل. . الحذر الزائد هو السمة المميزة لرئاسة جو بايدن. ساهم رفض بايدن مواجهة نتنياهو بقوة وفى وقت مبكر بشأن غزة إلى حد كبير فى تعميق الكارثة.
وسط كل هذا الجدل حول الشكل النهائى لاتفاق وقف إطلاق النار، هناك جانبان أساسيان لمأساتى 7 أكتوبر وغزة يتعرضان لخطر دائم من التغاضى عنه أو التقليل من شأنه. الأول هو المحنة الرهيبة المستمرة التى يعيشها أكثر من مليون مدنى فلسطينى يواجهون ظروف المجاعة ، أو يعانون منها بالفعل. أما الآخر فهو المعاناة المستمرة لعائلات وأصدقاء حوالى 130 رهينة إسرائيليا تم احتجازهم فى أكتوبر الماضى وما زال مصيرهم مجهولا. إن البؤس الهائل الذى يشعر به الناس العاديون، اليهود والمسلمون، الإسرائيليون والفلسطينيون، يكمن فى القلب المظلم لهذا الصراع المروع. وهو فى حد ذاته سبب ودافع كافيان لإنهاء الحرب دون مزيد من المراوغة أو التأخير.
أما الجانب الثاني، والذى تم تجاهله إلى حد كبير حتى وقت قريب نسبياً، فهو الانتهاك الصارخ لقواعد الحرب والقانون الإنسانى الدولي. ومن الواضح أن إسرائيل، على الرغم من احتجاجاتها على عكس ذلك، انتهكت مرارا وتكرارا التزامها القانونى بالتقليل إلى أدنى حد من المخاطر التى يتعرض لها السكان المدنيون نتيجة للعمليات العسكرية. نتنياهو متهم شخصياً باستخدام التجويع كسلاح حرب..