رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

غريب أمر الشرع الإسلامى لم يترك مسألة صغيرة ولا كبيرة إلا وقدم لها الحلول.. حتى فى علاقة الآباء بالأبناء.. ولكن للأسف نحن من يقصر ولا يطيع فنتعرض لمخاطر الشرود.. ومن بين تلك الأخطاء الجسيمة التى نرتكبها عدم تطبيق تلك الآية العظيمة التى وضعت لنا الحل الأمثل لتربية الأبناء في ( الآية ٥٩ من سورة النور)

«وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ  كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59)»

ومعنى الآية الذى لا نحققه مطلقًا بسبب العاطفة.. وهو بمجرد أن يبلغ الطفل الحلم وهو غالبا ما يكون سن ١٥ عاما فى الذكر والأنثى فَلْيَسْتَأْذِنُوا اى يعاملوا معاملة الغرباء.. بمعنى أن يترك ليعتمد على نفسه حيث لا يصلح معه النصح أو يترك كما كان طفلا يعتمد على الأبوين حتى لو كان الأبوان متيسري الحال.. لقد تنبه الغرب لأهمية الآية ونحن غافلون.. وهناك يترك الفتى والفتاة بمجرد وصولهم سن البلوغ لمواجهة الحياة والاعتماد على النفس إذا أرادوا استكمال التعليم بينما نحن نربى الشباب وقد انستنا العاطفة تعاليم الدين الذى هو أصلح طريق لإنشاء الرجال والسيدات الحقيقيين.

فماذا لو طبقنا أوامر الله سبحانه وهو أعلم بخلقه.. ربما كانت اختلفت الأمور، وما حصدنا هذا الجيل الذى لا يعرف معنى المسئولية، وربما لما واجهتنا طوابير العاطلين من الشباب الضائع الذى لا يعرف معنى العمل الجاد.. وما حصدنا فتيات يلهثن وراء الموضة وترندات التيك توك التافهة وموجات التواصل الاجتماعى الفاسدة.. للاسف لقد انزلق المجتمع وراء عاطفة الأمومة والابوة لنحصل على هذا الشاب والفتاة «الرضع»..

شباب لا يعرف كيف يواجه الحياة لأنه ترعرع على حب بابا وماما.. يقومان بحل كل مشاكلك ومواجهة الحياة نيابة عنك.. شباب يتظاهر بالرجولة لكون صوته خشن ويحمل فى وجهه ذقنا وشاربا بينما هو فى الواقع طفل بصورة كبير، وشابة تحمل علامات الانوثة، ولكنها واقعيا لا تستطيع تحمل مسئولية زوج وبيت واطفال، حيث كانت حتى وقت قريب مدللة المنزل، تصعد وتنزل فى كل وقت وحين عندما تريد، مستجابة الطلبات.. تسببنا فى خلق طوابير من الشباب لا تعرف العمل إلا بشروط..

الاسلام وضع لنا قاعدة وهى أن نترك الأبناء ذكورا أو اناثا لمواجهة الحياة بمجرد وصول سن البلوغ وليس كما نفعل بعد التخرج الجامعى وإنهاء الخدمة العسكرية واحيانا تطول الفترة لتصل إلى الثلاثين وربما الاربعين.. للأسف لقد فهم الغرب الآية ونفذها دون أن يؤمن بالقرآن والإسلام فتفوق عنا وحمل راية التقدم والازدهار فى كل المجالات، بينما نحن فى موقف المشاهد نربى اطفالا كبارا نطلق عليهم شبابا وفتيات، بينما هم فى الواقع شباب رضع لا يعلمون شيئا سوى الجلوس أمام هذا المحمول المعبأ باساطيل الانترنت والذى أصبح بالنسبة إليهم الصندوق الوحيد للحياة.