عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

ليس بالضرورة دائمًا، التوافق مع أفكار ومفاهيم ومواقف جماعية، خصوصًا تلك التي تتعارض مع منطق العقل، لأنها قد تمثل نوعًا من العبث، أو ما يسمى بـ«ثقافة الضجيج»!

لذلك لا غرابة أن نجد مِنَصَّات التواصل الاجتماعي، باتت «مَكْلَمة» غير منضبطة للكثيرين ـ خصوصًا «الطائفيين» ـ للتعبير عن قناعاتهم وميولهم، وفقًا لأهوائهم وشطحاتهم، ليكون «الهَبْدُ» حاضرًا، والتطرف قائمًا، والانحياز موجودًا، والكَيْدُ متصاعدًا!

منذ بدء «العدوان الصهيوني»، على أشقائنا المستضعَفين في غزة المحاصرة، ظهرت في عالمنا العربي «طائفة» من «الخبراء» و«المُنَظِّرين» و«الفلاسفة» و«المفكرين».. «العالِمين» ببواطن الأمور، «الفاهمين» في كل شيء، «الخبراء الاستراتيجيين» في شتى أنواع العلوم العسكرية والسياسية.. «المستشرفين» لآفاق المستقبل، عبر التنبؤ بما كان وما هو كائن وما سيكون!

على مدار أيام، تابعنا بشغف «اجتهاد» هؤلاء، بأن الضربة الإيرانية على «العمق الإسرائيلي» ـ ردًّا على استهداف «الصهاينة» مبنىً مجاورًا لسفارة طهران في دمشق أول أبريل الجاري ـ هي «فيلم هوليوودي»، من إنتاج «أمريكي ـ إيراني» مشترك، نظرًا لـ«محدودية» القصف وأهدافه!

وبعيدًا عن احتفالات النصر وادعاءات هزيمة الخصم، فقد كشفت المواجهة الإيرانية «الصهيونية» المباشرة الأولى، ملامح تحالف أمني قيد التشكل، يضم دولًا عربية وغربية إلى جانب «إسرائيل»، بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، بعد مشاركة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والأردن ودول خليجية، في التصدّي لصواريخ ومُسَيَّرات طهران.

نتصور أن هؤلاء «الطائفيين» يتغاضون بشكل واضح عن جوهر القضية، المتمثل في المذابح الوحشية والإبادة الجماعية والتهجير القسري والتجويع والحصار.. تلك الجرائم التي يرتكبها «الاحتلال الصهيوني»، في حق الشعب الفلسطيني، بدعم «أمريكي ـ غربي» مطلق، كما لا يشغل بالهم أيضًا ذلك التخاذل العربي المريب!

نقول لهؤلاء «الهَبِّيدة» أصحاب الخطاب «الطائفي»: إن اختلاف التصورات الذهنية عن حقيقة ما يجري قد يُوَلِّد أحكامًا خاطئة، مثلما قد يُوَلِّد غياب المنطق عن السلوك أفعالًا خاطئة.. لذلك كونوا مُنْصِفين، وابتعدوا قليلًا عن تحليلاتكم «المذهبية»، لأنه إذا كان الردّ الإيراني مجرد «مسرحية» هزلية «متفق عليها»، فماذا عن «أفلام» بعض الأنظمة العربية، التي يتواصل عرضها على مدار أكثر من 75 عامًا؟

لماذا لا يرى هؤلاء «الطائفيون» أن الهجوم الايراني كان إهانة بالغة لـ«إسرائيل»، التي تتعرض للمرة الأولى لمثل تلك الضربة، بـ300 صاروخ وطائرة مُسَيَّرة، وأنه لولا الدعم «الأمريكي، البريطاني، الفرنسي، العربي، الخليجي»، لما نجح «الكيان المحتل» في التصدي وتقليل الخسائر؟

أخيرًا.. كنَّا ننتظر مشاهدة «مسرحية»، أو «مسلسل»، أو حتى «فيلم قصير»، بإنتاج مشترك بين «المُطَبِّعين العرب» و«دعاة السلام الدافئ»، ضد أصدقائهم «الإسرائيليين»، لِذَرِّ الرَّماد في العيون، ولو على سبيل الدعم النفسي ورفع الروح المعنوية، لأشقائنا الفلسطينيين!

 

فصل الخطاب:

يقول الأديب والكاتب الروسي «أنطون تشيخوف»: «يَشعُر الأشخاص الذين جمعتهم مأساة مشتركة بنوع من الارتياح عندما يجتمعون معًا».

 

[email protected]