رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

فى معرض الرد على ما قامت به إسرائيل فى الأول من أبريل عندما اجتاحت القنصلية الإيرانية فى دمشق مما أسفر عن مقتل سبعة إيرانيين، بادرت إيران بإطلاق حوالى 300 طائرة بدون طيار، وصواريخ كروز وصواريخ باليستية من أراضيها مباشرة باتجاه إسرائيل، ولكن تم اعتراضها بواسطة دفاعات جوية إسرائيلية هائلة بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا. وأعلنت الدول الحليفة لإسرائيل أنها ساعدت فى اعتراض التهديدات الإيرانية خلال الليل، ومن جديد كرر الرئيس «جو بايدن» وعده بتوفير الأمن الثابت لإسرائيل قائلًا لـ«نتنياهو»: (نحن ندعمك). وفى المقابل أظهر الأمريكيون بأنهم يريدون ضبط النفس من جانب إسرائيل، وجاء ذلك عبر رسالة واضحة من «بايدن إلى نتنياهو» مفادها: (لقد تم إحباط الهجوم الإيرانى، وإسرائيل انتصرت، فلا تصعدوا الأمر أكثر من خلال الرد بضربات عسكرية على الأراضى الإيرانية).

وقال أحد كبار الدبلوماسيين الغربيين إنه من الضرورى الآن رسم خط لوقف المزيد من التصعيد. ويبدو أن رسم هذا الخط هو أمل إيران أيضاً لا سيما وأن الهجوم الإسرائيلى على دمشق قد تم الرد عليه، وبالتالى فلن تقوم إيران بتصعيد آخر اللهم إلا إذا تعرضت للهجوم مرة أخرى. ويبدو أن الإيرانيين يريدون تهدئة الأزمة، وخفض التهديدات التى استمرت لمدة أسبوعين، والتى بدأت بالضربة الإسرائيلية على مجمعهم الدبلوماسى فى دمشق. وربما كان الهدف الإيرانى هو إحداث ضرر أكبر مما حدث خلال هجومها، أو ربما كانت صريحة بشأن أنها ستمنح إسرائيل أسبابًا أقل للرد على الهجوم.

أرادت إيران استعادة شعور (الرادع) الذى فقدته عندما هاجمت إسرائيل قنصليتها فى دمشق. إلا أن تحقيق هذا الهدف قد يكون أكثر صعوبة الآن، بعد أن استطاعت إسرائيل وحلفاؤها اعتراض جميع الصواريخ تقريبا التى أطلقت باتجاههم. إذ تقول إسرائيل إنها استطاعت وحلفاؤها اعتراض الغالبية العظمى من أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ أطلقتها إيران. كما أن الهجوم على إسرائيل لم يكن واسع النطاق، إذ إنه كان من الممكن أن تطلق إيران المزيد من الأسلحة باتجاه إسرائيل خاصة وأنها تعمل على بناء قدراتها الصاروخية منذ سنوات. كما كان من الممكن لحزب الله فى لبنان، وهو أقوى حليف لإيران أن يشارك فى هجوم شامل، حيث إنه يمتلك ترسانة من الصواريخ والقذائف، ولكنه لم يفعل.

قد يشعر «بنيامين نتنياهو» ببعض الرضا عن الطريقة التى أدى بها الهجوم الإيرانى إلى إزالة «غزة» من العناوين الرئيسية، وهو ما يمكن أن يمنحه فترة راحة من المسئولية عن الكارثة الإنسانية التى أحدثتها فى غزة، وعن إخفاق إسرائيل فى تحقيق أهدافها الحربية المتمثلة فى تحرير الرهائن والقضاء على حماس. وقبل بضعة أيام فقط كان التركيز الدولى منصبًا على الخلاف بين الرئيس الأمريكى «جو بايدن» ورئيس وزراء إسرائيل «نتنياهو» بشأن المجاعة التى أحدثها الحصار الإسرائيلى على قطاع غزة. أما اليوم فتغير الموقف، ولهذا فإن «بايدن» و«نتنياهو» يتحدثان عن الوحدة، ويمكن لرئيس وزراء إسرائيل أن يقدم نفسه اليوم كزعيم حازم ومقبول يحمى شعبه، وهذا على الرغم من أن أعداءه كثيرون فى إسرائيل، والذين يطالبون برحيله ويقولون إن سياساته المتهورة وغير المسئولة منذ السابع من أكتوبر هى التى دفعت حماس إلى الاعتقاد بأن إسرائيل فى موقف الخطر. أما الموقف الذى لم يتغير حتى الآن فهو أن الأمريكيين يريدون إيجاد وسيلة لوقف الانزلاق نحو حرب شاملة فى الشرق الأوسط.