عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

حاولت مرارا وتكرارا مقاومة دموعى المنهمرة التى اشتدت قبل تناول الافطار فى اواخر أيام رمضان، وخصوصا يوم الوقفة وأنا اودع الحبيب خاصة عندما يصدح صوت شيخ المنشدين وإمام المبتهلين الشيخ سيد النقشبندى كروان الاذاعة المصرية بتوديعه للشهر الكريم، وفى كل عام احاول اخفاء دموعى وهذه عادتى فى أيام وداعه دوما لدرجة أن نظرات من يرانى تتساءل هل وقع حادث جلل أو جملة مثل «وش نكد»، وهكذا وقس على هذه العبارات جملا كثيرة وهمهمات توحى بذلك، لدرجة أن البعض ممكن أن يغادر المائدة. واسمحوا لى أن استخدم مقدمة هذا الابتهال الشجى الذى يزلزل الوجدان أثناء اذاعته عبر المذياع مع فقدان أيام الشهر الفضيل، والتى يقول مطلعها وداعا أيها الشهر الحبيب وموعدنا إذا عشنا قريب، ستوحشنا إذا ما الصبح نادى وتوحشنا إذا نادى المغيب.
وداعاً أيها الشهر الحبيب، ولم لا وهو الشهر المكرم والمفضل على سائر الشهور وعبر الدهور فهو يأتى بفرحة ويرحل بفرحة وهى منحة العيد تلك المنحة التى تكون ملاذا وتقديرا للصائمين العابدين العاكفين المسبحين الموحدين لننسى ألم فراق هذا الشهر الفضيل الذى تملا روحانياته كافة الارجاء والربوع فمهما بلغت توسلاتنا له أن يغادر مهلا ولا يتركنا ومهما ملأت دموعنا بحيرات فهو له وقت معلوم ليرحل شهر البركة عنا تاركا فينا روحانيات جميلة وأياما عشناها وكأنها الجنة لقد زادتنا الرحمة إيمانا وعطفا على المحتاجين على قدر المستطاع، وتشعر وانت فى الصلاة والتراويح وأصوات المأمومين وهم يؤمنون على دعاء الامام وكأننا تحفنا الملائكة بالفعل عشنا بعيدين عن صخب افراح تفوق الزار وكلها تراقص وتمايلات اجساد فى افرح بعيدة عن الفرح، بل إن معظمها تنتهى ليلتهم بوقوع كوارث ووفيات أحياناً وعلى الرغم من أصوات مدافع البمب الجبارة ورائحة البارود التى كانت تملأ الاجواء ساعة الافطار، لقد كنا بعيدين عن صخب حياة سيئة، وكأن الله سبحانه وتعالى اراد منحنا راحة نفسية وروحية بعيدا عن كل صخب الحياة المذموم وبعيد عن جلسات النميمة والمشاجرات، فقد عاش الجميع بعيدا عن الغمز واللمز والتنظر والتنمر وغير ذلك من هذه الصفات السيئة التى نهى عنها الدين القيم، فشهر رمضان هو الشهر الذى نستقبله بأهلا، ونودعه بمهلا فهو اعز شهر. نهاره جميل وليله عطر عالى الروحانيات والخشوع وكأنه جاء ليطبطب على القلوب أنه اعز حبيب شهر رحمة ومغفر، شهرالقرآن وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر، انه حقا يهل بفرحة ويفارق بفرحة ويترك يوم وداعه فوق الارض عيدا، فعلا لا أوحش الله منك يا شهر الصيام لا أوحش الله منك يا رمضان اللهم تقبل منا رمضان وتسلمه منا وانت راض عنا يا رب وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.