عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

تحدثت فى مقال سابق المعنون (مطالب شعب مصر «1») عن احتياج مصر إلى خارطة طريق عاجلة لإصلاحها سياسيا واقتصاديا، وطالبت بأن تكون لدينا حكومة قوية شجاعة تقتحم المشكلات، وأشرت إلى ضرورة تغيير وزراء المجموعة الاقتصادية ومعظم المحافظين بعد أن ثبت فشلهم، وأن يكون لدينا برنامجاً واقعياً لإنقاذ البلاد من دوامة الاقتراض.

كما طالبت بإزالة معوقات التصنيع وتشغيل قلاع الإنتاج المتعثرة، وتعظيم التصدير، وتشجيع المصريين بالخارج وأسرهم على التعامل مباشرة مع البنوك ومنحهم بعض المميزات والتسهيلات سواء فى سعر الدولار والسيارات والخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية وغيرها.

واليوم أتحدث عن بناء الدولة المدنية الحديثة، وتعزيز مشاركة الشباب فى العملية الديمقراطية، وهذا المحور أعتبره من وجهة نظرى مهما للغاية فى هذه الفترة العصيبة التى تمر بها البلاد، ووضعه الرئيس السيسى ثانى أولوياته بعد حماية الأمن القومى، فبدون حياة حزبية سليمة، يتبوأ فيها الشباب مكانتهم بالمشاركة وتحمل المسئولية لن نتقدم سياسيا، ولن ينجح أى إصلاح اقتصادى ما لم يسبقه إصلاحاً سياسياً متوازناً، وهو ما يؤكد عليه الرئيس السيسى حاليا بدعواته لإستكمال وتعميق الحوار الوطنى وترجمة مناقشاته ونتائج جلساته المختلفة إلى توصيات ومطالب قابلة للتنفيذ واقعيا.

من المهم جدا أن يشعر الأحزاب والمجتمع المدنى بأن هناك رغبة حقيقية لتجاوز مرحلة المهدئات والكبسولات السياسية، فالجمهورية الجديدة تحتاج أحزابا قوية يسمح لها بهامش من الحرية الوطنية المسئولة؛ يجعلها تبنى مع الدولة، وتساندها بالولاء والانتماء للوطن وحماية مصالحه وصون مكتسباته، تصاحبها حرية إعلامية تكشف بؤر الفساد وترصد المشكلات الحقيقية؛ لتضعها أمام أعين المسئولين ومن ثم الإسراع بطرق العلاج.

ليس من المنطقى أبدا أن تكون لدينا كل هذه التخمة من الأحزاب السياسية، ولا يوجد حزب واحد قادر على إقناع الشعب بأنه يستحق مصر.. نعم لدينا أحزاب مليونية على الورق فقط (مجرد كارنيهات مغلفة) لا وجود لها فى الشارع السياسى، ومعظمها انسلاخات وبواقى موائد الحزب الوطنى البائد، دخلت «الهوجة» بلافتة فوق مكتب أنيق من الخارج، خاو من الداخل، والآخر يحمل تاريخا و إرثا سياسيا قويا ولكنه للأسف ممزق بسكين الخلافات والصراعات.

وهكذا دواليك كل يدور فى فلك سياسى مجهول المصير، لأنه نتاج «عملية تخليق عشوائية» تحكمها المصالح والأهواء، لا تستطيع بكوادرها الضعيفة وبرامجها المتشابهة أن تكون لاعبا أساسيا لانتزاع حق تداول السلطة، الذى هو ثمرة أى حياة سياسية حقيقية.

الكرة الآن فى ملعب الأحزاب، وعليها إغتنام فرصة رغبة رئيس الدولة فى إحداث إصلاحا سياسيا متوازنا، بأن تعيد ترتيب أوضاعها وبرامجها، وتسعى للدمج بدلا من هذا (العدد فى الليمون)، وعندها تتقدم الحكومة بمشروع قانون لإعادة تنظيم الأحزاب ودعمها ماليا بتسهيل إجراءات حصولها على التبرعات ورصد مبالغ مالية مقطوعة لمن يثبت منها تواجده وقدرته على إثراء الحياة الديمقراطية.

بدون مجاملة.. من حق الأحزاب أن تحلم، ومن حقنا عليها أن نجد لها دورا فعالا وحقيقيا فى خدمة الوطن بتبنى مشكلاته وقضايا شعب ينشد العدالة والعيش بحرية وكرامة ومكانة عظيمة بين الأمم.

وللحديث بقية

[email protected]