رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نفحات

من تواضع لله رفعه

د. ياسين عثمان طه
د. ياسين عثمان طه

للعارفون بالله قول يعتبر غاية فى الصدق والسداد فهم يقولون «إن من عرف نفسه عرف ربه» والمعنى هنا، هو أن من عرف نفسه على حقيقتها من خلال تأمله فى ذاته، ونظرته فيها نظرة مجرده من أى كبر أو غرور، فإنه يعلم أنه عبدلله تعالى ليس بيده نفع ولا ضر، لا يستحق على عمله الصالح شكراً، ولا يستوجب أجراً، وأنه مهما بلغ من الاجتهاد فى كل ما أمره به الله سبحانه وتعالى، فإنه مقصر كل التقصير.

كما أنه اذا عرف نفسه حق المعرفة، علم أنه مغمور فى نعم خالقه سبحانه ومحصور فى دائرة قضاء الله وقدره، وعندئذ يكون قد عرف ربه حقاً بأسمائه وصفاته العلية، وشهد له بالوحدانية فى الذات والصفات والأفعال.

ومعرفة الله توجب على العبد الخضوع والتواضع لعظمة الله عز وجل، وأن يستقر فى نفسه أنه ليس له شيء عند الله سوى ما يتلقاه من لدنه من النعم الظاهرة والباطنة التى استحقها العبد برحمة الله سبحانه وتعالى وتفضله بها عليه.

فالتواضع هو أن يضع العبد نفسه حيث وضعه الله، بحيث إنه لا يفتقده حيث أمره ولا يجده حيث نهاه، فهذه هى العبودية فى أسمى معانيها.

واذا تحقق فى العبد هذا المعنى، يكون قد بلغ أعلى الدرجات فى مقام العبودية ويكون قد ارتقى فى ساحة القرب من الله إلى مكانة يتسابق العارفون لبلوغها والوصول إليها. روى ابن ماجه وابن حبان عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من تواضع درجة يرفعه الله درجة حتى يجعله الله فى أعلى عليين..) وفى الحديث الذى أخرجه الإمام مسلم فى صحيحه عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما نقصت صدقة من مال، وما ذاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله).