رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

ترك الهوى مفتاح الجنة

د. أحمد الطباخ
د. أحمد الطباخ

لعل ما أوصل الناس إلى تلك الحالة التى وصلوا إليها اليوم من البعد عن الله والانزلاق إلى هاوية الشيطان والهلاك هو أنهم انقادوا إلى هواههم فاتبعوا سبيله وسلكوا طريقه فأرداهم إلى أن يرتعوا كما ترتع البهائم دون خوف من الله عز وجل الذى لا يريد لهم إلا السلامة والنجاة، ولا سبيل للنجاة والخلاص إلا بالتضيق على هذه النفس التى هى أعدى أعداء الإنسان إن هو اتبع طريقها ولم يعصها ولذلك قال سهل: ترك الهوى مفتاح الجنة لقول الله: «وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى».

لقد ابتلى الناس هذه الأيام بتلك النفوس التى ضعفت وهذه القلوب التى وهنت والهمم التى خمدت والبطون التى اشتهت فصار الهوى هو الذى يقود الحق ويستميل الناس إلى السير فى طريق الغواية والهلاك؛ ولذلك يقول عبدالله بن مسعود رضى الله عنه: أنتم فى زمان يقود الحق الهوى، وسيأتى زمان يقود الهوى الحق، فنعوذ بالله من ذلك الزمان.

وما وصل الناس إلى هذه الحالة إلا لأنهم آثروا دنياهم على آخرتهم وانجرفوا إلى طريق الغواية، ولم يخف أحد من الخالق فجاوزوا الحد فى عصيانهم لله؛ فتعود الناس على إشباع متعهم والانغماس فى ملذاتهم ولذلك يقول الله تعالى فى سورة النازعات: «وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى».

ومما لا شك فيه أن الخوف من الله ونهيان النفس عن الهوى طريق واحد لا يمكن تفرقه فلا يمكن لأن ينهى الإنسان نفسه عن الهوى إلا بعد الخوف من مقام الله والوقوف بين يديه.