رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام فى الصيام

الصيام.. وعودة لمنظومة القيم الروحية

الشيخ محمد ربيع أحمد
الشيخ محمد ربيع أحمد

 

 

 

الصوم عبادة روحية بالمقام الأول، تربى المسلم على تزكية النفس وإلزامها بالقيم الرفيعة والأخلاق العالية التى جاء بها الإسلام، ودعا إليها خير الأنام صلى الله عليه وسلم.

والعمل من أهم معالم هذه المنظومة الروحية: ثقافة المراقبة لله تعالى فى السر والعلن أو بمعنى آخر: عودة الضمير الحى، والذى بعودته تورث المسلم حب الإتقان وصيانته.

وصيانة مقاصد الشريعة بحب وإتقان، ليس ذلك فحسب، بل يكسب المسلم من الصيام قيمة الرحمة والإنسانية من خلال الشعور بالجوع والعطش بإحساسه بالفقراء، مما يدفع المسلم إلى الشعور بالرغبة فى مساعدتهم بالتكافل، وتجسيد لمعنى الأخوة فى الإنسانية والإسلام.

ومن أروع ما يكسبه المسلم من صيامه بعد حب الخير للناس ومد يد الخير والإحسان إليهم: كف الأذى وبذل المعروف، بل والإحسان إلى جميع المخلوقات، لقول النبى صلى الله عليه وسلم:

 

«إن الله كتب الإحسان على كل شىء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم بأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته»، «رواه مسلم»، وكذلك الجود والكرم مع كل الناس تآسياً بالنبى الكريم صلى الله عليه وسلم، كما يقول ابن عباس رضى الله عنهما: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه فى كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة» «رواه البخارى».

وكذلك يورث الصيام خلق الورع والخوف من الله، وإمساك اللسان عن الفحش فى القول والعمل. قال صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه» «رواه البخارى».

كذلك يورث المسلم خلق الصبر، وخلق المراقبة لله عز وجل، وخلق المحاسبة، أن الصيام مدرسة تبث الحياة فى روح الأمة للعودة إلى المعين الصافى والمنهج القويم الذى يجعل الأخلاق الفاضلة هى عنوان هذا المجتمع فى هذا الشهر الكريم وبعده.

 

 

الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف