عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصف ذهنى

بعد أن خمدت النيران التى التهمت استوديو الأهرام فجر السبت الماضى، ودمرت ديكوراته وتجهيزاته على سبعة أفدنة، وطالت ألسنة اللهب 10 عقارات مجاورة للاستوديو، يصبح السؤال الذى لا يزال شراره حياً تحت الرماد: من حرق استوديو الأهرام، خاصة أن هذه الحريقة ليست الأولى، فحسب رواية الجيران إنها: (كلاكيت ثانى مرة)، بعد أن تمكن الأهالى من السيطرة على النار فى المرة الأولى، قبل ثلاثة أسابيع وفقاً لما أكده مصدر أمنى مسئول.
الأسباب المباشرة للحريق ما زالت قيد التحقيق حتى الآن، بعد ان تضاربت الأقوال بين شهود العيان، فيرى أحد العاملين بالاستوديو الذى هزته مشاهد الدمار، وتحولت كما وصفها من مشهد سينمائى إلى كارثة حقيقية: إن النار بدأت بعد خروج أبطال مسلسل (المعلم) من موقع تصوير الحارة الشعبية فى الواحدة صباح السبت الماضى، لنفاجأ جميعاً بالنيران تندلع من قلب الحارة، وتصاعدت بشكل مرعب ساعدت على اشتعالها مكونات الاستوديو، من خشب وبلاستيك وقماش تستخدم فى تبطين الاستوديوهات، ما نشر النار بسرعة البرق لتطول الأشجار والنخيل المحيطة بأسوار الاستوديو، ومنها دخلت إلى العقارات المجاورة لتدمر 150 شقة وتطرد سكانها إلى العراء!
سبب آخر يرجع الحريق إلى مشهد انفجارى ضمن احداث المسلسل الذى كان يجرى تصويره، بينما يؤكد ساكنو العقارات المنكوبة أن شققهم دمرت بأثاثها، وأنهم فى انتظار تعويض عادل من وزارة الثقافة.
وأياً كانت أسباب الحريق التى سيكشف عنها المعمل الجنائى، ونتمنى أن تعلن بشفافية فى أقرب وقت، فإن احتراق استوديو الأهرام الذى يعود عمره إلى 80 عاماً يمثل كارثة كبيرة، لأنه جرى بين أسواره أكثر من 500 عمل درامى من مسلسلات وأفلام، ما زالت تعيش فى الوجدان المصرى وتمثل علامة فارقة فى الدراما والسينما المصرية.
كذلك يعد شاهداً على تاريخ الفن المصرى منذ تأسيسه على أيدى اليونانيين عام 1944 خلال الحرب العالمية الثانية، فأصبح تراثاً فنياً حقيقياً، ويعتبر من ألمع وأعرق الاستوديوهات السينمائية على مستوى العالم العربى.
وإذا كانت الحكومة ستقوم بتعويض المتضررين كما أعلنت بـ15000 جنيه لتوفير سكن عاجل لكل متضرر حتى يتم ترميم عقاراتهم، كما ستعيد بناء الاستوديوهات على أحدث السبل المتطورة بالتكنولوجيا الحديثة، فحتى لو حدث ذلك وأعيد بناؤه بطريقة أحدث مما كان عليه، ولكن من يعيد تاريخ السينما والدراما التى صنعت بين جدرانه؟
وهنا ستظل علامات الاستفهام منصوبة، ومنها أين سرعة التحرك لإخماد الحريق فور اندلاعه؟ ولماذا امتدت عملية الإطفاء أكثر من ثمانى ساعات؟ دون تكثيف سيارات الإطفاء من مختلف المناطق المجاورة لمحاصرة النيران؟
ويبقى سؤال كبير أين وسائل الحماية المدنية من نظام إطفاء ذاتى، أو أجهزة إطفاء متفرقة، من خلال منظومة كاملة لمواجهة الحريق فى مبنى بهذه القيمة التاريخية بدلاً من إهماله وتركه ليحدث ما حدث!!
وحتى تعلن نتائج التحقيقات بصراحة ووضوح، سيظل السؤال مطروحاً من حرق (استوديو الأهرام) ولماذا؟