رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على مائدة القرآن

العقل

العقل أعظم هبة ربانية بها تتحقق وتتميز ماهية الإنسان (هو الذى أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون).

 فهو مناط التكليف فى الإنسان وإذا غاب سقط التكليف، فقدْ رُفع القلم عن ثلاث: النائم حتى يستيقظ والصبى حتى يبلغ والمجنون حتى يعقل، ولذلك كان العقل إحدى الكليات الخمس التى جاءت الشرائع والأديان لحفظها (النفس، العقل، الدين، العِرض، المال)، وتم تحريم كل ما يعطل العقل أو يمنعه من القيام بوظائفه، كما تم التحذير من العاقبة الوخيمة التى سيلاقيها مَن ألغى إعمال العقل :(وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير).

وقد يُقصد بالعقل الآلة الغريزية القائمة بعملية التفكير التى هى كما عيَّنها عملاق الفكر العقاد (فريضة إسلامية)، وقد يقصد به ما أنتجته تلك الآلة من أدلة وبراهين ومعارف وقوانين. 

ونظراً لأهمية العقل الجوهرية، فإن القرآن الكريم قد تضمن التنبيه على وظائفه وخصائصه وأنواعه ووسائل الحفاظ عليه والخلاص من معوقات عمله، وذلك فى ٤٩ موضعاً قرآنياً شملت الجوانب التالية:

أولاً: ألقاب العقل وأسماؤه

لم يرد لفظ العقل إلا بصيغة الفعل دليلاً على أهمية العقل الوظيفى العملى وليس المجرد لأن الدين عمل ومعاملة. 

لكن وردت مرادفات وأسماء وألقاب عدة للفظة العقل مثل: (اللُّبُّ، الحِجْر، النُّهى، النظر، التدبر، التفقّه، الرشد).

ثانياً: أنواع العقل، وهى ثلاثة أنواع تمثل مراتب ودرجات تصنيفية يستهدفها العقل الوظيفى :

١. العقل الوازع، وهو الذى يتضمن المعنى اللغوى الاشتقاقى فى التقييد والمنع والمَسْك إذ يَحُول بين الإنسان وبين الشرور والمعاصى والمحظورات : (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون)، (تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتَّى ذلك بأنهم قوم لايعقلون).

٢. العقل المُدْرِك، وهو العقل الواعى الذى يستقبل الإشارات الواردة من الحواس ويترجمها إلى مفاهيم ومدركات ومنطلقات ومرتكزات وحقائق عقلية حول الله والعالم والإنسان تكون أساسا لقراراته وتصرفاته ومخزونه الفكرى وعلومه ومعارفه: (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب).

٣. العقل المتأمل، وهو الذى يقوم بالتدبر والتعمق والتحليل والاستنباط لأجل الوصول للحقائق: (الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السموات والأرض ربنا ما خلقتَ هذا باطلاً سبحانك فقِنا عذاب النار)، (وفى أنفسكم أفلا تبصرون).