عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«رمضان جانا» هكذا يأتى شهر رمضان محملا بروحانياته الجميلة ونفحاته العطرة، فالصيام فى تجلياته شعور يهدئ من رغبات الجسد لتسمو رغبات الروح، وكان أبى رحمه الله يصوم ثلاثة أشهر متوالية؛ رجب وشعبان ورمضان، وكنا نشفق عليه من حرارة الصيف راجين إياه أن يكتفى بصيام رمضان وأيام متفرقات من الشهرين كما يفعل فى بقية الشهور، فكان يتبسم قائلا: «هل شكوتُ لكم عطشا؟» ويواصل الصيام، ولم أكن أشعر أنه عِطش، أو أنه مُرهق.. هل هو الزاد الروحى والإيمان العميق «يطعمنى ربى ويسقيني» هكذا الصائم، كانت القرى تحتفى بشهر رمضان بتقديم، الطبالى المحمّلة بأطيب الأكل فى الشوارع «أطلقوا عليها فى المدن بعد ذلك موائد الرحمن، ولا بد أن تقف إن كنت مارا بعيد العصر لتفطر، سيقسمون عليك بأغلظ القسم أنك فاطرٌ عندهم لا محالة؛ يجتمع الرجال إما بالشارع أمام دُورهم أو فى مضيفة العائلة ليفطروا على صوت المؤذن الشيخ خليل أبْ جلال هذا الصوت الذى لم يتكرر بعد ولم يكن الميكروفون قد اختُرع بعد، وإنما كان يصعد سلالم المئذنة حتى لا يبدو منه لنا سوى طرف شاشه الأبيض وجلبابه الأبيض، ونحن الصغار نتطلع إليه من تحت المئذنة حاثين إياه ان يؤذن «أذِّنْ يا خليل» ثم نصمت وننتظر ليعلو صوته «الله أكبر» لنجرى فى أزقة القرية صائحين «أفطر يا صايم»؛ من لم يعِشْ فى قرية فاتَه الكثير، اختفت مظاهر كثيرة مصاحبة شهر رمضان لأسباب كثيرة لكن يظل الزهد والعطاء ملمحين أساسيين فى هذا الشهر، فلنتكافل جميعا من أجل كفالة الفقراء، واليتامى ولنبدأ بالأقربين والجوار «وما نقص مال من صدقة» ونحن لم نشترط قبل وجودنا فى هذه الدنيا الا نكون فقراء، فضَع نفسك مكان هؤلاء المُعدمين وتعطّف عليهم، فالراحمون يرحمهم الرحمن، وكل رمضان وأنتم بخير.

> مختتم الكلام

> قال جلال الدين الرومي:

فيما مضى كنت أحاول تغيير العالم

أما الآن وقد لامستنى الحكمة فلا أحاول أن أغيّر شيئا سوى نفسى».

[email protected]