رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرفت على الكاتبة «نيرمين دياب» من فترة قصيرة، وأول ما استوقفنى فى شخصيتها مشروع ابتسامة لا يختفى من وجهها، ولكنه فى ذات الوقت يخفى خلفه حزنا غامضا، لا أعرف له سببا أو جذورا بحكم مساحة الزمن القصيرة التى تعرفت عليها خلالها، وأيضا بحكم التجربة الإنسانية المحدودة بيننا.

 صدر للكاتبة نيرمين دياب مؤخرا رواية «سر حكايات موظفى الاسبيتالية» وهى مجموعة قصصية منفصلة ومتصلة، وشديدة الارتباط بالواقع المعاش، ولكل منها كما تقول الكاتبة حكاية ورواية».  تركت «حكايات موظفى الاسبيتالية» لدى قناعة بأن نيرمين دياب نفسها تكتب من داخل هذه الاسبيتالية ولم ولن تغادرها لأنها ببساطة هى الحياة التى نعيشها، هى الشوارع والحارات والناس ولحظات الفرح المسروقة، وأوقات الألم العاصفة. أعتقد أن قراءة رواية الكاتبة نيرمين دياب مهمة لكل من يحيره سؤال – ما معنى الحياة دون هذا المزيج من المشاعر والناس والأحداث؟ أحداث رواية نيرمين دياب مكانها المحدد والمرتبط بالشخصيات هو مكان العمل، لكن جمال الرواية أن هذا المكان الذى قد يكون مكتبا صغيرا أو شركة كبيرة، هو مجرد مشهد صغير من مكان أكبر بمساحة الحياة فى كل مكان، وكل عصر.

الكاتبة نيرمين دياب إن لم تكن هى بطلة روايتها فهى بالتأكيد صانعة الشخصيات، وهى من منحتهم صفاتهم، ومشاعرهم ومصائرهم أيضا، وهنا استشعرت مدى اندماجها مع كل الشخصيات ومحاكاتها لحيواتهم، وهذا ما جعلنى أقول إنها ربما تكون بطلة الرواية، متخفية وراء ستار أديبة تبدو هادئة ومسالمة ومتصالحة مع العالم، وإن كنت أشك انها قد أبرمت يوما معاهدة سلام طويلة الأمد مع نفسها، وهذا سر الابداع الذى سيتفجر داخلها بين الحين والحين.

تقول الكاتبة نيرمين دياب فى مقدمة روايتها «إذا أردت معايشة الحياة اليومية لهؤلاء الموظفين –شخصيات الرواية– فما عليك إلا أن تتبع قصصهم المضحكة تارة، والمرعبة تارة أخرى، والملهمة مرة ثالثة، قد تتألم أحيانا ولكنك تتعلم دروسا عميقة، وقد تكون مخيفة، ولكنها الحقيقة التى لا مناص منها».

هذه هى الأديبة والروائية الواعدة نيرمين دياب والتى تقدم لنا عملا أدبيا جميلا، فضلت أن يكون أشبه بسباحة فى أعماق النفس الإنسانية، حتى وإن بدا مجدافها الروائى ضحكات وسخرية لاذعة، لأن الحقيقة بأعماق اسبيتالية نيرمين دياب تقول إننا منساقون دوما تجاه مصائر من صنع أيدينا، وليست مقادير هابطة علينا من المجهول.