عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

ممثلة واحدة تستطيع أن تقوم ببطولة فيلم بمفردها ولا تحتاج إلى بطل بجانبها.. هى الممثلة التى يقف وراءها مخرج جريء ومبدع وحقيقى!

واختيار المخرج هانى خليفة لمنى زكى فى فيلم «الرحلة 404» كان اختيارًا ذكيًا على أكثر من مستوى.. فهى تكاد أن تكون الممثلة الوحيدة التى يمكن أن يذهب إليها الجمهور إلى السينما من بين كل الممثلات اللاتى على الساحة الآن.. مع أن الكثير منهن أصحاب قدرات تمثيلية كبيرة، ولا أريد أن أذكر أسماء حتى لا يبدو الأمر مقارنة بينهن وبين منى زكى.. وأما على مستوى آخر فهى لا تظل تحتفظ بقدر من التقدير لدى الجمهور ربما بسبب اختياراتها للأدوار السابقة التى أظهرت من خلالها الكثير من قدراتها التمثيلية، وليست مجرد بنوتة حلوة بجوار البطل.. كما أن ثقة العديد من كبار الكتاب والمخرجين والممثلين فى اختيارها فى أدوار متنوعة وصعبة منذ بداية حياتها الفنية منحها كذلك ثقة الجمهور!

ومن أيام أفلام نادية الجندى وبعض أفلام نبيلة عبيد، للأسف، لا توجد ممثلة تستطيع أن تتحمل بطولة فيلم بمفردها أو يذهب إليها الجمهور مخصوص إلى السينما، مع الفارق بالطبع بين جمهور الجندى وعبيد وبين جمهور منى زكى.. لأن منى يراها الجمهور دائما أنها واحدة منهم وتشبه كثيرًا بنات الأسرة أو بنت الجيران أو الزميلة البسيطة فى الجامعة وملامحها ساعدتها أن تقوم بأدوار بنت مصرية من الطبقة المتوسطة تواجه مثلها مثل جمهورها مصاعب الحياة!

ومع ذلك كانت جرأة المخرج هانى خليفة وراء اختياره لهذا السيناريو الذى كتبه محمد رجاء وعاشه وعايشه لسنوات قبل أن نراه بهذه الصيغة الأخيرة بعد معاناة من التعديلات والتبديلات والاضافات لتراكم السنين عليه.. ربما ذلك جعل الفيلم يدور حول أفكار إنسانية شكسبيرية عامة ومجردة، يمكن أن تحدث فى كل زمان ومكان ومع كل إنسان وهى قابلة للعيش سنوات حتى ولو تغير هذا الواقع.. فهو عن التطهر والخلاص من الأخطاء الإنسانية، والندم، وطلب الغفران عن خطيئة يحملها الانسان صليبا وسط مصاعب حياة تحاصره على أمل أن يحصل على فرصة للاعتراف ونيل الغفران، أو الذهاب إلى الحج على أمل العودة والولادة من جديد طاهرًا متطهرًا!

و«الحج» هى رحلة تطهير وتكفير عن الذنوب لدى معظم، إن لم يكن كل المسلمين، وهكذا كانت امنية «غادة السعيد» بطلة الفيلم الذى يدور خلال الأيام التى تسبق سفرها إلى (مكة) لأداء فريضة الحج، تتورط (غادة) فى مشكلة طارئة، فتلجأ لأشخاص من ماضٍ ملوث كانت قد قطعت علاقتها بهم، من أجل جمع مبلغ مبالى كبير، وتتوالى الأحداث.. ولا شك أن السيناريو مصنوع بإتقان وحرفية عالية وبوعى من السيناريست محمد رجاء بأهمية الحوار ومدلولاته، وإن كاد الحوار يكون بديلًا عن الصورة فى كثير من المشاهد.. وهنا تبرز مسألة اللعب فى السيناريو على مدى سنوات ليتوافق ويواكب متغيرات ومستجدات السنين منذ الكتابة الأولى!

ويظل إدراك المخرج هانى خليفة بعمق السيناريو وقناعته بدور الممثل وتأثيره فى نجاح أو فشل أى فيلم استعان بجوقة من الممثلين ضمت منى زكى، محمد ممدوح، محمد فراج، شيرين رضا، خالد الصاوى، حسن العدل.. وغيرهم. ولذلك فجزء كبير من نجاح الفيلم من ممثليه وليس من الصورة.. وعمومًا هانى خليفة يعرف كيف يتعامل مع الممثلين والحصول منهم على أفضل أداء.. وليست مبالغة فى القول إن بعض ممثلى فيلمه الأول « سهر الليالي» (2003) لم يقدموا أداء تمثيليًا جيدًا مثلما قدموه فى هذا الفيلم.. فيلم «الرحلة 404» فيلم يستحق المشاهدة!

[email protected]