عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

تلقيت رسالة من مواطن بسيط يدعى محمد قرنى نادى يوسف يعمل سائقًا بأجر يومى ٨٠ جنيهًا، ويعول ستة أبناء فى مراحل التعليم المختلفة، وما يهون عليه الأمر هو استطاعته توفير الخبز المدعم لأبنائه الستة عن طريق بطاقته التموينية رقم ١٠٦٠٠٢٢٣١٣٧٠ ورقمه القومى ٢٧٤١٠١٢٢١٠٠٤٧٨ ورقم سرى ٥٧٦٨ وكان يعيش بالمثل الشعبى الذى يقول (من لقى العيش وبله نال المنى كله) والمثل الآخر الذى يقول (من لقى العيش يبقى الغموس شبرأة) أى من نجح فى توفير الخبز فى تلك الأيام يصبح الغموس أى الطعام رفاهية وليس ضروريًا، ولكن شاءت الأقدار أن تنقلب حياته رأسًا على عقب، بعد أن زف له أحد أبنائه خبرًا سيئًا بأن البطاقة توقفت عن صرف الخبز والمقررات التموينية، وهنا بدأت رحلة أبنائه خلف البطاقة ليعيدوا إليها حياتهم التى خنقها السيستم عديم القلب، طبقًا للمثل الشعبى الذى يقول (من أخذ قوتى فقد نوى على موتى) وبدأت رحلة عذابهم بالإدارة التموينية بالبدرشين التى أكدت لهم احتمال وجود سيارة ملك للأسرة، أو تم تحرير محضر كهرباء، أو قيام الوالد بالبناء المخالف على ارض زراعية، أو تم تحرير محضر ضده، أو يمتلك أراضى، كل هذه الأمور تتسبب فى خروج البطاقة التموينية من السيستم تلقائيًا، وهنا أسقط فى ايديهم، وتحولت الأسرة البائسة إلى خلية نحل تبحث فى المحاضر المحررة ضد الاب الذى لا يملك سيارة ولا أرضًا وليست له مشاكل مع الكهرباء، وفعلًا حصلوا على شهادة من مركز شرطة البدرشين تؤكد تصالحه فى أحد المحاضر المحررة ضده منذ عام ٢٠١٣، وليس لديه اية معوقات أخرى، تتسبب فى عقاب أبنائه الستة، بالإضافة اليه هو وزوجته، وتوجه إلى مديرية التموين بالجيزة حاملًا أوراق براءته ظنًا منه أن الروح ستدب فى أوصال بطاقته الميتة أكلينيكيًا، بعد أن تحصل على تنفس صناعى من بركة السيستم التموينى، ليبقيها على قيد الحياة، ولكن وجد جمودًا بين ثنايا السيستم عديم القلب يؤكد له أن الروح لن تدب مرة أخرى فى أوصال بطاقته، وعليه البحث والتحرى مرارًا وتكرارًا فى ماضيه وحاضره، لعله يصل إلى حل اللغز الذى تسبب فى ضياع ثمانين جنيهًا يوميًا للإنفاق على الخبز الحاف فقط، ولا يدرى فى ظل هذا الغلاء المعيشى ماذا يفعل، وما ذنب ابنائه الذين حرموا من حقهم فى الخبز المدعم حتى لو كان والدهم متهمًا فى أية قضية. 
أرجو أن تلامس هذه السطور قلب الدكتور على مصيلحى وزير التموين لإعادة الروح إلى بطاقة أسرة محمد بعد أن حجب السيستم جميع الأبناء ولم يعد لهم دعمًا فى أى شىء.