رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المراهقات يواجهن تعاسة اليأس

المراهقات يواجهن
المراهقات يواجهن تعاسة اليأس

فتره المراهقة من أصعب وأخطر  الفترات  التي تمر في عمر الإنسان وازداد الأمر سوءاً وتعقيدا مع انتشار عصر الفضاء الإلكتروني.. وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي والانفتاح غير المسبوق على العالم الخارجي  

ولأن الفتيات بطبعهن كائن رقيق شديد الحساسية، يتمتعن بعواطف جياشه ويحتجن لمعامله خاصة.. فهن أكثر من يتعرض  للمعاناة والألم خلال مرحلة المراهقة.. بسبب التغيرات المزاجية التي تعصف بعقل وقلب المراهقين بصفة عامه والمراهقات على وجه الخصوص.

وكانت  الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، كشفت عن آخر إحصائيات المنصة الإلكترونية للصحة النفسية وعلاج الإدمان أكدت فيها أن نسبة المستخدمين من الإناث وصلت إلى ٦٥٪ مقابل ٣٥٪ من المستخدمين الذكور، وأن أكثر الفئات العمرية المستخدمة للموقع هي فئة المراهقين والشباب،  المستخدمين  من جميع محافظات الجمهورية

وقد أثبتت الدراسات أن من 25 إلى 50 % من المرضى النفسيين يصابون بالمرض منذ المراهقة،  وظهور المشاكل النفسية يبدأ من الطفولة والمراهقة لذا تحتاج تلك الفتره  للتربية الصحيحة  من أجل خلق مجتمع صحيح نفسياً وبالتالي فحادثه انتحار الفتاه  المعروفه" بفتاه الفندق والتي ألقت بنفسها من الطابق 26 من فندق شهير بكورنيش النيل الايام الماضية بسبب  إصابتها باضطراب نفسي لم تعتبر  حاله فريده أو غريبة بل  تقرير  منظمة الصحة العالمية الصادر في   2021

أكد أن الانتحار هو السبب الرئيسي الرابع للوفاة في  الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً على مستوى العالم وان  واحد من كل سبعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاماً مصابين  باضطراب نفسي، وهو ما يمثل 13 في المائة من العبء العالمي للمرض كما أن الاكتئاب والقلق والاضطرابات السلوكية هي من أكثر الأمراض التي تواجه المراهقات.

إذن فكيف نحافظ ونحمي وندعم 13مليون نسمه هن عدد الفتيات  في مصرطبـــقاً لتقديرات  الجهاز المركزي للتعبئه العامة والإحصاء للســكان في يوليو 2023وماهي الأسباب التي أدت إلى انخفاض نسبة السعادة  ؟ وزياده نسبة الأمراض النفسية في سن المراهقة وماهي أبرز الأعراض النفسيه التي تصاحب فتره المراهقة وكيفيه التغلب عليها حتى نتجاوز تلك المرحله بسلام دون ترك اي  آثار  سلبيه أو مرضيه في الكبر؟

أكدت  الدكتورة منن عبدالمقصود، الأمين العام للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان خلال الموقع الرسمي لوزارة الصحة  ، إن الأطفال المراهقين من عمر 10 سنوات إلى 18 عاما أكثر عرضة للتقلبات المزاجية، لأن هذه المرحلة تعد مرحلة انتقالية بين الطفولة والشباب، مشددة على أهمية دور الوالدين في معرفة الأعراض الجانبية التي تكون مصاحبة للأطفال عند دخول تلك المرحلة، خاصة أن هناك العديد من التغيرات الجوهرية التي تحدث للمراهقين وتكون واضحة، وقد تسبب لهم القلق أو الخوف، إضافة إلى ظهور بعد الأمور المختلفة في الشخصية مثل العناد والرغبة في الاستقلالية.

وأوضحت  عبدالمقصود، أن لجائحة كورونا تأثير بالغ على المراهقين، إذ جعلت هذه المرحلة «أون لاين» على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترات الماضية، ودفعت الأطفال للارتباط بالعالم الافتراضي دون العالم الواقعي، وأثرت على قدرتهم المعرفية، فضلا عن التعبير عن مشاعرهم وقدرتهم الجسدية والأفكار بشكل لفظي.

وأشارت الأمين العام للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، إلى أن هناك 21 عيادة للمراهقين بمستشفيات الصحة النفسية، عبارة عن معسكرات ومخيمات لتوعيتهم بكيفية التعامل مع مشاكل الحياة

الدكتوره هبه الشهاوي دكتوراه الطب النفسي وعضو الجمعية العالمية لطب الأطفال والمراهقين قالت.: للأسف زادت معدلات الامراض  النفسيه لدى المراهقين مقارنة بالعقود   الماضية للدرجة ان هناك بعض الاحصائيات  تشير الى زيادة  ثلاثة اضعاف . و أدى ذلك الى انخفاض مستويات السعادة و زيادة  التعاسة لديهم . 

ومن اكثر الامراض النفسيه شيوعا لدي المراهقين هو القلق و الاكتئاب  . و تتمثل اعراض القلق في التوتر المستمر  ، و توقع الاسوء دائما و زيادة نشاط الجهاز العصبي السيمباثاوي و بالتالى زيادة في نبضات القلب و رعشة بالاطراف و سرعة التنفس و التعرق مما يوءثر على الاداء الاجتماعى و الدراسي لدى الشباب .

و ارتبطت اعراض الاكتئاب بالحزن و فقدان الشغف و سرعة الاجهاد و اضطراب الشهية و فقدان التركيز.

و ازدادت نسبة تعاطي العقاقير بين المراهقين ايضا مثل التبغ وطرق التدخين المختلفه به و الحشيش و كثير من المواد المحظورة .

وأضافت د هبه :  بدأنا نسمع عن ايذاء النفس مثلا عن طريق استخدام الات حادة و عمل جروح في اماكن مختلفه في الجسم .

و اخيرا و كان الاكثر خطوره زيادة الافكار الانتحارية لدى المراهقين و هو قد يودي الى زيادة نسبه الانتحار و فقدان حياة من هم في ريعان شبابهم .

و حسب تقارير منظمةالصحة العالميه ارتفع نسبه المراهقين الذين يعانون من امراض نفسيه الى  ٢٠٪؜  مقارنة ب ٧٪؜ قبل سنة ٢٠٠٠.

وعن الاسباب  التى ادت الى زياده التعاسة والإصابة بالأمراض النفسية للمراهقين بصفة عامة والمراهقات على وجه الخصوص هى التفكك الاسري و زيادة نسبة الطلاق او الانفصال لدى الابوين  ، زيادة ساعات العمل لدى الوالدين ،  زياده التعلق بالشاشات و العالم الافتراضى لدى المراهقين  ، التعرض للتنمر سواء في المدرسة او التنموية الالكترونى ، المشاكل الدراسيه .

و بالتالي تكون مواجهة هذة الزيادة المخيفة على عاتق المراهق و الاسرة و الدوله.

ونصحت د هبه أن تبدأ الخطوات الاولى لمقاومة الامراض النفسيه منذ الطفوله و ان تكون  من مهام الاسرة. و ذلك عن طريق اعطاء مساحة من الوقت للتحدث مع الاطفال و تفهم مشاعرهم و مشاكلهم ، و محاوله ابعادهم عن المشاكل بين الوالدين حتى لا تهتز صورة القدوة لديهم ، التشجيع المستمر الداعم لهم. و  اجتماع الاسرة على احد  وجبات الطعام و اعطاء مساحة للتحدث لكل واحد من افراد الاسرة.  

كما يجب عمل حدود لاوقات مشاهدة المواقع الاجتماعية المختلفه التى قد تعطي معلومات مغايرة لمجتمعنا وقيمنا  بالتالى يكون اولادنا و بناتنا في حاله صراع دائم بين الصواب الذي تفرضه الاسرة و بين التقليد الاعمى لتصرفات غير مقبوله لمجرد انها تصدر من مشاهير و شرح العواقب من ذلك بصورة منطقية و منظمة و مستمرة.

و  تشجيع الاولاد و البنات على التحصيل الدراسي الجيد موازنة مع الهوايات المختلفة مثل الرياضة و الفن لتكوين حياة متوازنة نفسيا. تشجيع القراءة منذ الصغر التى تغذي العقل و تبني التفكير المنطقي لديهم الذي يحميهم من امراض نفسيه عديدة.

و هذه الخطوات بالفعل قد تقلل الامراض النفسيه الى درجة كبيرة .

وأوضحت د هبه أن   الفراغ هو أحد مسببات الامراض النفسيه ، وبالتالي على المراهقين والمراهقات  بناء علاقات قوية مع الأقران والبالغين الداعمين لهم ، وممارسة الرياضه و تدريبات الاسترخاء و طرد الافكار السلبيه، والاعتناء بالجسم والعقل، والاهتمام باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا في حدود المعقول

وطالبت د هبه    الدوله  بزيادة الاستثمار على عدة  جبهات منها : التوعية بالصحة العقلية لزيادة الفهم والحد من الوصمة ؛   و زيادة فرص الحصول على الرعاية الصحية النفسيه  الجيدة والعلاجات الفعالة ؛ وتشجيع الابحاث  لتحديد علاجات جديدة وتحسين العلاجات الحالية لجميع الاضطرابات النفسيه . و عمل ندوات توعيه للأسر لكيفيه التعامل مع الاطفال و المراهقين لبناء جيل متوازن نفسيا و بالتالى لديه القدره على العمل و خدمة المجتمع .