انقسام كبير حول أزمة محمد صلاح مع منتخب مصر.. كلوب يُسقط ورقة التوت عن اتحاد الكرة
يغادر محمد صلاح، لاعب منتخب مصر، معسكر الفراعنة صباح اليوم الثلاثاء، متوجهًا إلى إنجلترا من أجل استكمال مرحلة علاجه من الإصابة التي كان تعرض لها خلال مباراة غانا في الجولة الثانية من دور المجموعات بكأس الأمم الأفريقية، كوت ديفوار 2023.
كان الألماني يورجن كلوب، المدير الفني لفريق ليفربول، قد فجر مفاجأة من العيار الثقيل خلال حديثه أمس الأول بأحد المؤتمرات الصحفية، أن النجم المصري سيعود إلى إنجلترا من أجل استكمال علاجه، وفي حال وصول مصر إلى نهائي البطولة سيتم إرسال مو بعد شفائه.
الإعلان أثار الكثير من الجدل، لكن المشكلة أنه جاء أولًا من يورجن كلوب المدير الفني لليفربول في مؤتمره الصحفي عقب الفوز على بورنموث برباعية نظيفة، بينما كان اتحاد الكرة في غفلة من أمره.
وكشفت تصريحات كلوب عن حالة التردي التي تعيشها الكرة المصرية تحت ظل مجلس إدارة جمال علام ومسؤولي المنتخب، حيث لم يخرج علينا خالد الدرندلي، رئيس بعثة الفراعنة، ونائب رئيس اتحاد الكرة، ولا حازم إمام، عضو المجلس، والمشرف على المنتخب، للحديث حول هذا الأمر، وحتى بعد أن كشف مدرب ليفربول الأمر استيقظ الاتحاد من غفلته وأصدر بيانًا جاء فيه: "بعد إجراء فحوصات إضافية لمحمد صلاح خلال الساعات الأخيرة وبعد التواصل بين الجهاز الطبي للمنتخب ونظيره في نادى ليفربول، تم الاستقرار على عودة اللاعب لإنجلترا عقب مباراة كاب فيردي لاستكمال علاجه، على أمل لحاقه بالمنتخب في الدور قبل النهائي لبطولة كأس الأمم الأفريقية في حالة التأهل".
وأثار هذا الخبر جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، إذ تعرض صلاح لانتقادات كبيرة من الجماهير والإعلاميين وصانعي المحتوى، الذين رأوا أنه كان يجب أن يستمر مع المنتخب حتى وإن كان مصابًا لدعم اللاعبين معنويًا على الأقل.
وكشف مصدر داخل المنتخب لـ"الوفد"، أن قرار سفر صلاح إلى إنجلترا كان مفاجئًا لهم، خصوصًا أنه كال في المعسكر وحضر التدريبات، رغم أنه لا يشارك، وكان خضع للكشف الطبي والاختبارات يوميًا.
وأشار المصدر إلى أن المنطق الوحيد في سفر صلاح إلى إنجلترا وتركه للمعسكر يتعلق بصعوبة تلقي العلاج المناسب في كوت ديفوار، في ظل الإمكانات الطبية الضعيفة في البلد.
لكن هذا المبرر أيضًا يضع مسؤولي الجبلاية والمنتخب تحت طائلة المسؤولية، فمن المعروف في هذه البطولات المجمعة، أن هناك إصابات كثيرة تحدث للاعبين، ومعروف أيضًا حالة البلد ومستشفياتها، إذن لماذا لم يستعن الجهاز الطبي بالأدوات الكافية لتأهيل اللاعب وعلاجه؟!
كل هذه التساؤلات تضع اتحاد الكرة في قفص الاتهام، خصوصًا مع غياب الشفافية والمكاشفة، مما يؤكد أن الحالة التي وصلت لها المنتخبات في الأعمار كافة والكرة المصرية بشكل عام ليست من فراغ.
أما صلاح نفسه فقد تحول إلى مادة للانتقاد والسخرية من الجماهير المصرية، التي وصفته بأنه يقفز من المركب، بينما دافع قطاع آخر عنه بحجة أنه يحمي نفسه من الإصابات الطويلة، والمسؤول عن هذا الأمر هو اتحاد الكرة، الذي لم يوفر الإمكانات الكافية الذي كان في غفلة من أمره، وتحدث فقط بعد أن خرج كلوب وكشف عن الاتفاق.