رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الاعتداء على غزة وإراقة الدماء.. كارثة كبرى تحت بصر العالم

الدكتور محمد نبيل غنايم فى حوار لـ«الوفد»: حل الدولتين.. السبيل لإنهاء الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى

بوابة الوفد الإلكترونية

دعوات الإرهاب والخروج على الأمة.. تستهدف تمزيق العالم الإسلامى

الإسلام لا يتعارض مع الحداثة والمستجدات العصرية.. والذين يرفضون السنة النبوية والاكتفاء بالقرآن جهلاء

لا تغيير فى الثوابت.. والتجديد ميراث الأمة.. وباب الاجتهاد مفتوح

 

الداعية الإسلامى الكبير الدكتور محمد نبيل غنايم أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة أحد العلماء الثقات الذين برزوا فى ساحة الدعوة الإسلامية حتى صار من أهم فقهاء العصر الحديث فى العالم الإسلامى.

ولد أستاذ الشريعة الإسلامية فى مركز أبو كبير بالشرقية 1940م لينشأ فى أسرة بسيطة تعمل بالزراعة كعادة أهل الريف البسطاء لينال دراسته الأولية حتى الثانوية بمعهد الزقازيق.

حصل «غنايم» على الليسانس من دار العلوم 1964م ثم نال درجة الماجستير فى الفقه الإسلامى 1972، وكان عنوان أطروحته العلمية «المزنى وأثره فى الفقه الشافعى»، كما حصل على الدبلوم العام فى التربية من جامعة الكويت 1975م، ثم حصل على الدكتوراه فى الفقه المقارن 1977 وكانت رسالته بعنوان «مدارس مصر الفقهية فى القرن الثالث الهجرى..دراسة فقهية مقارنة».

عين الدكتور نبيل غنايم رئيسًا لقسم الشريعة الإسلامية من 1993- 1995، كما نال العديد من العضويات العلمية، فهو عضو لجنة الفقه المقارن بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة منذ أكثر من 20 عامًا، وهو عضو لجنة القضايا المعاصرة والمستجدات، وهو مستشار المجلس الأعلى للجامعات للدراسات الإسلامية وعضو اللجنة العلمية الدائمة لترقيات أساتذة الشريعة الإسلامية، وهو خبير بمجمع اللغة العربية بالقاهرة بلجنة الشريعة وعضو لجنة التخطيط الدينى بالإذاعة المصرية وعضو لجنة علماء الشريعة المنبثقة من هيئة كبار العلماء.

أثرى الدكتور «غنايم» المكتبة الإسلامية بالعديد من الكتب والدراسات فى الثقافة الإسلامية والأبحاث الفقهية الشرعية وآخرها «تفسير القرآن الكريم» فى ثلاثة مجلدات، وله العديد من المؤلفات المهمة منها «دراسات فى الثقافة الإسلامية» و«دراسات فى السنة النبوية» و«من فقه القرآن الكريم فى اليتامى والوصية والميراث» و«من فقه الأسرة فى الإسلام» و«المدخل فى العلوم الإسلامية قضايا معاصرة دراسة فقهية اجتماعية» و«مدارس مصر الفقهية فى القرن الثالث الهجرى» و«من فقه السنة فى الحدود».

شارك «غنايم» فى العديد من المؤتمرات العالمية للدعوة بالجامعة الإسلامية ومؤتمرات مجمع الفقه الإسلامى بجدة ورابطة العالم الإسلامى بمكة المكرمة، كما شارك فى الإشراف على أكثر من 300 رسالة علمية بين الماجستير والدكتوراه، وهو متحدث فى البرامج الدعوية والفقهية بإذاعة القرآن الكريم والتليفزيون.

«الوفد» التقت الدكتور محمد نبيل غنايم أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وهذا نص الحوار،،

الدكتور محمد نبيل غنايم أثناء حواره لـ«الوفد» 

< تعيش الأمة الإسلامية حالة من التشتت والضياع والفرقة الأمر الذى يثير فى المسلمين اليأس والتشاؤم.. كيف ترى ذلك؟

<< ليست الأمة الإسلامية وحدها هى التى تعيش فى شتات، بل إن العالم أجمع من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه يعيش جميعه فى هذا الشتات وهذه الفرقة، وأمامنا مشاكل كثيرة على مستوى العالم كله تؤدى إلى مثل هذا الصراع من تايوان فى جنوب شرق آسيا، والصين إلى كوريا الشمالية، إلى أرمينيا وأذربيجان إلى أوكرانيا وروسيا، وهكذا فى أمريكا اللاتينية أيضًا مشاكل عديدة مما يجعل العالم كله وفى أفريقيا كذلك صراعات متعددة نسمع عنها وتؤدى إلى الشتات وإلى الفرقة، لكن الأمة الإسلامية هى أولى بالوحدة والاتحاد ولم الشمل ومنع الافتراق، لأن ذلك هو منهج القرآن الكريم ومنهج الرسالة المحمدية، على سيدنا محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم، فهى تدعو إلى الوحدة وتنهى عن التفرق والتنازع والصراعات والاعتداءات إلى غير ذلك من الأمور، على سبيل المثال يقول الله تعالى:«واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون» هذا نموذج، وهناك نموذج آخر يقول الله سبحانه وتعالى «وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تنازعوا فتفشل ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين» والرسول عليه السلام حذر من هذه الفرقة وهذه الصراعات والنزاعات وقال لنا مقولة يجب أن نعتز بها ونحرص على تحقيقها «إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية» فالذى يبتعد عن لم الشمل أو وحدة الجماعة والأمة لا يضر إلا نفسه فى الدرجة الأولى، ولذلك نوصى جميع الفرقاء والدول والأمم والأجناس فى أى مكان فى العالم أن يتحدوا وأن يتقاربوا ويتفقوا وأن يتشاوروا حتى لا تأكلهم الحروب والصراعات.

< كيف تفسر حالة العداء الغربى للإسلام وما الحلول المقترحة للخروج من هذا المأزق؟

<< العداء الغربى للإسلام مبالغ فيه، لأنه من المفترض كما يقولون هناك حقوق إنسان، ومن حقوق الإنسان حرية التدين والعقيدة، فلماذا يسمحوا لأنفسهم بإقامة دول دينية على رأسها الفاتيكان ولها كل مقومات الدولة من حرية التدين، الذى بدأه الإسلام وقال للنبى صلى الله عليه وسلم «لا إكره فى الدين» فهل تكيلون بمكيالين؟ نعم، يكيلون بمكيالين، يتظاهرون بالمحبة والصداقة والتعاون ولكنهم فى ضمائرهم ونفوسهم يريدون أكلنا والاستيلاء على خيرات بلادنا والحقد الدفين ضدنا وضد شريعتنا, ولذلك نحن بحاجة إلى الحذر من هذا العداء وألا نقابله بمثله حتى نبدى لهم صفحة الإسلام المضيئة المشرقة التى تدعو إلى حب الإنسانية كلها وتراحمها وتعاطفها جميعًا لنثبت لهم أن الإسلام دين الإخوة والمحبة والرحمة» «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» و«فبما رحمة من الله لنت لهم» إذن نتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم ونبدى الصفحة المشرقة للإسلام ولا نقابل العدوان بمثله وإنما «خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين» وسنرى الآلاف المؤلفة من أعداء الإسلام يتوافدون على الإسلام كما حدث فى بدء الدعوة الإسلامية، حيث أسلمت أندونيسيا وماليزيا وجزر الهند الشرقية.. إلخ عن طريق التجار والأخلاق الإسلامية والرحمة والتعاون وليس عن طريق العدوان والاعتداء، وكان مصير العداء والعدوان إلى زوال، فعلى سبيل المثال عداوة التتار انتهت إلى الانصهار فى الدولة الإسلامية، وإلى الحروب الصليبية، ففى النهاية لا سبيل إلا إلى التراحم والتآخى والمودة، وهذه هى دعوة الإسلام وهى رحمة الله إلى العالمين.

< بعض المتطرفين يقومون بانتزاع الأحكام من سياقاتها لتكفير المسلمين.. هل ما يفعله هؤلاء هو امتداد لفكر الخوارج قديمًا الذين كفروا المسلمين واستباحوا دماءهم بناء على تأويلات خاطئة للنصوص؟

<< بالتأكيد.. كل دعوات الإرهاب ودعوات الخروج على الأمة والتطرف والإرهاب هى دعوات إلى تمزيق الأمة، وربما تكون دعوات مأجورة للفت فى عضد الأمة الإسلامية التى اشتكونا من نفرقها وافتراقها، لذلك علينا أن نفوت الفرص المثيلة بذلك على أصحابها ونثبت أن الإسلام دين الاتحاد والتراحم ودين المودة والأخلاق الكريمة، كما قال الرسول «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» هذه دعوة الإسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الرسول الخاتم، والقرآن الكريم هو المعجزة الكبرى للنبى صلى الله عليه وسلم، علينا أن نستمسك به وأن نقابل الفكر الإرهابى بفكر التسامح والتراحم حتى نثبت للعالم أننا بخير وأن الدولة الإسلامية لا تعرف الإرهاب والعداوة والبغضاء، وإنما فيها الحب والمودة والتراحم والتعاون على البر والتقوى، كما أمرنا الله سبحانه وتعالى «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان».

< يخرج علينا من حين لآخر من يشكك فى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ماردكم على هؤلاء؟

<< السنة النبوية هى البيان الرسمى والشرعى للقرآن الكريم، كما قال الله تعالى«وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون» فالسنة النبوية هى المذكرات التفسيرية البيانية للقرآن الكريم، لأن القرآن الكريم فى معظم آياته مجمل، بمعنى أنه يبين الحكم بصورة إجمالية، فعندما يقول (أقيموا الصلاة) (آتوا الزكاة) (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) لم يبين القرآن الكريم تفاصيل الصلاة ولا مقادير الزكاة، النصاب والمقدار الواجب إخراجه ولم يبين القرآن الكريم الأركان والشروط المطلوبة لكل فريضة، أو مناسك الحج كما بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء النبى بالتطبيق والبيان العملى والقولى والتقريرى لمعظم الأحكام، ولذلك النبى عليه الصلاة والسلام قال«ألا إنى أوتيت الكتاب ومثله معه» أى السنة النبوية حتى تبين القرآن الكريم، ولذلك نجد أن النبى يقول «صلوا كما رأيتمونى أصلي» تعليم بالفعل، «خذوا عنى مناسككم» «لعلى لا ألقاكم بعد عامى هذا»، إذن فالسنة النبوية هى بيان للقرآن ولا غنى للقرآن الكريم، هذه واحدة، الثانية: أن الله عز وجل عندما قال «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، جمهور المفسرين يفسر كلمة (الذكر) ليس كما علمنا وتعلمنا أن القرآن محفوظ بحفظ الله فقط، فالذكر هنا يعنى القرآن والسنة، لأن السنة بيان للقرآن الكريم، والله عز وجل أكد ذلك بقوله عن النبى صلى الله عليه وسلم «وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى» فمن يهاجمون السنة ينكرون الوحى وهذا كفر، ونحن لسنا من أنصار تكفير الناس، وبالتالى السنة النبوية كما بين الإمام الشافعى رضى الله عنه هى والقرآن المصدر الأول للتشريع الإسلامى، فجمهور الأصوليين يقولون إن المصدر الأول هو القرآن الكريم، والمصدر الثانى هو السنة، أما الإمام الشافعى فقال إن السنة النبوية والقرآن الكريم هما المصدر الأول للتشريع لأنه لا غنى للقرآن الكريم عن السنة، فكيف يقوم كثير من الجال بمعاداة السنة النبوية أو إنكار بعضها أو منزلتها، فالنبى صلى الله عليه وسلم حذر من ذلك منذ بعث عندما قال (لا يوشك أحدكم أن يكون شبعان على أريكته ويقول عليكم بالقرآن)، اكتفوا بالقرآن استنادًا إلى قوله تعالى «ما فرطنا فى الكتاب من شئ» فيستشهدون ببعض الآيات التى تفيد العموم ولا تفيد التفصيل، فالتفاصيل قامت بها السنة النبوية، وبالتالى كثير من علماء الأصول قال إن منزلة السنة من القرآن الكريم على أربع درجات، الدرجة الأولى التوكيد، الثانية تفصيل المجمل، كأحكام الصلاة وشروطها، والثالثة هى بيان المبهم، وأحيانًا تأتى السنة بحكم مستقل غير موجود فى القرآن الكريم، فالله عز وجل فى آية المحرمات قال: «وأن تجمعوا بين الأختين» فمنع الرسول زواج عمة الزوجة فى وجود الزوجة مثلا حتى لا تقطع الأرحام، فالسنة لها دور كبير لا يمكن إغفاله.

< مؤخرًا ظهرت موجة اعتراضات على ثوابت ونصوص دينية وعقائدية ضاربين بقانون ازدراء الأديان عرض الحائط ممن يدعون أنهم يفكرون بلغة العصر ما ردكم على ذلك؟

<< هناك ثوابت لا نستطيع تغييرها، وهناك مستجدات إن سبق حكم لها نقيس عليه، وإن لم يسبق حكمها فى الماضى مثل زراعة الأعضاء أو زراعة الكبد، نرى أين المصلحة، ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا)، فليس هناك ما يسمى بضرب الثوابت عرض الحائط، تحت دعاوى التجديد، فالتجديد يكون فى المسائل غير الثابتة، ففى الميراث على سبيل المثال قال تعالى «للذكر مثل حظ الأنثيين» فهل نغير الثوابت تحت دعاوى المساواة بين الرجل والمرأة، فهناك ثوابت لابد منها ولا مجال أبدًا للتلاعب فيها أو تغييرها، ولكن نجتهد فى فهمها، فسيدنا عمر بن الخطاب اجتهد فى سهم المؤلفة قلوبهم، فالمؤلفة قلوبهم هم من دخلوا الإسلام فعاداهم أهلهم من المشركين وقاطعوهم وأكلوا أموالهم فأصبحوا فقراء، فضرب لهم الإسلام سهمًا فى الزكاة حتى يثبتوا على الإسلام، فجاء عمر بن الخطاب فى زمن خلافة أبى بكر الصديق وقال إن الله أعز الإسلام فلا حاجة إلى سهم المؤلفة قلوبهم، وهذا نص فى القرآن لكن فيه اجتهاد فى فهم النص مادمنا قد استغنينا عن هذا السهم نوقفه ولا نلغيه تبعًا لتغير الزمن مثل إرسال المساعدات لأهالى فلسطين فى ظل الدوية والغوغائية الشرسة على أهالى غزة.

< هل هناك تعارض بين«الدين والحداثة» وهل الدين عائق يحول دون إيجاد حلول لقضايا المسلم الراهنة؟

<< كلا.. بل إن الإسلام أتى بكثير، فباب الاجتهاد واسع جدًا يغطى كل حاجات العصر، وإلا لم يكن النبى قد أصبح خاتم النبيين، لكن لأن القرآن الكريم كامل، ولأن الرسالة الإسلامية كاملة، جعلها الله خاتمة الرسالات، أما بالنسبة لقضايا الحداثة والمعاصرة والمستجدات، فباب الاجتهاد مفتوح إلى قيام الساعة ويغطى جميع المستجدات التى فيها مصلحة للمسلمين أو مصالح للفقراء والمساكين.

< هل تؤمن بنظرية المؤامرة من العالم الغربى ضد العالم الإسلامى؟

<< لا نستطيع أن نقول إنها مؤامرة، وإنما هى عداوة قلبية، لأن الله سبحانه وتعالى قال«يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق» مثل المشركين أيام النبى صلى الله عليه وسلم كانوا يكرهون الإسلام، وعندما عرفوا أن الإسلام نور وهداية دخلوا فيه أفواجًا مصداقًا لقول الله«إذا جاء نصر الله والفتح» فى العام التاسع من الهجرة قبل وفاة النبى صلى الله عليه وسلم بسنتين، وهو مبعوث منذ 23 عامًا، فنحن ندعو للإسلام بالحسنى«ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة» فنقيم حوارات مع من يدعون المؤامرات على الإسلام، وبالتأكيد هناك عداوة، لكننا نريد أن نقابل هذه العداوة بسماحة الإسلام بالنظريات العلمية التى درسوها وأبدعوا فيها، وجدوا القرآن الكريم يتحدث عنها مثل مراحل أطوار الجنين وأعلنوا إسلامهم، فهذا من قبيل الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم، قال تعالى «وجادلهم بالتى هى أحسن» وهذا هو الحوار فى الإسلام لكن إذا عشنا فى ظل المؤامرة فكل ذلك يؤدى إلى النزاع والقتال وإراقة الدماء ونحن لا نريد ذلك.

< هناك طرح يقول إن أزمة المنطقة تكمن فى الإسلام السياسى وأنه ركيزة أساسية لإجهاض مشروع الحداثة..فما ردكم على هذا الطرح؟

<< الإسلام دين شامل، سياسة وصناعة وتجارة وزراعة ومودة ورحمة، قال تعالى «ما فرطنا فى الكتاب من شئ» فالإسلام لا يتعارض مع المستجدات ولا مع الحداثة، وإنما يريد التنظيم فى المستجدات التى لا نجد لها نصًا فى القرآن الكريم ولا السنة النبوية، فالإسلام السياسى شماعة لتكون سببًا فى صراعات معينة، فالسياسة جزء من الإسلام، والتى تعنى الشورى وجلس النواب ومجلس الشورى، فقال تعالى «وشاورهم فى الأمر» وهذا هو مفهوم السياسة، فلابد أن نستمسك بالأصول والثوابت ولا مانع أن نجتهد فى المتغيرات والمستجدات.

< ما تقييمك لما يحدث على الساحة وتحديدًا فى غزة الآن والاعتداء من الكيان الصهيونى على شعب فلسطين؟

<< هذه كارثة كبرى بشهادة العالم كله، إن إسرائيل تعتدى وتغتصب وتريق الدماء فى فلسطين، فهناك عدوان إسرائيلى مجحف، ولذلك ندين بشدة هذا العدوان وندعو كما دعا رئيسنا إلى الوقف الفورى لإطلاق النيران، والتفاوض على حل الدولتين حتى ينتهى الصراع ونعلن الاعتراف بدولة فلسطين كما دعا رئيسا وزراء إسبانيا وبلجيكا، ولابد من إدخال المساعدات وإعادة إعمار غزة حتى تكون نواة لدولة فلسطين.

< ما السبيل لحماية الشباب من فكر الجماعات المتطرفة والإجراءات التى يجب اتخاذها والعمل بها لحماية الفرد والمجتمع والوطن والأمة والإنسانية من خطرها؟

<< أولى الخطوات نحو ذلك هى تصحيح المفاهيم، والمراد به بيان المعنى الصحيح لكل مصطلح تتداوله هذه الجماعات والتنظيمات ويستخدم بصورة مغلوطة فيظنه الناس صحيحًا وينتشر بينهم وينتقل إلى أبنائهم فيندفعون إلى الانضمام إليهم واعتناق مبادئهم وأفكارهم والعمل بها والدعوة إليها والدفاع عنها والواقع أن هذه المفاهيم مغلوطة وليست صحيحة، ثانيًا: التربية الصحيحة على الإسلام وهى مسئولية الآباء والأمهات والأرحام والأسرة عمومًا ثم التعليم فى مراحله المتعددة والجامعة والمسجد والنادى ومراكز الشباب وخير ما تكون به وعليه التربية ما أخبر به النبى فى خطبة الوداع «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدًا كتاب الله وسنتى» وخير السنة النبوية الشريفة لأنها التطبيق العملى والتفسير القولى والفعلى للقرآن الكريم، ثالثًا: التوعية بالجماعات المتطرفة ومخاطرها وطرق الوقاية والحماية منها ويتحقق ذلك بتضافر جهود العلماء وانتشارهم فى جميع جوانب المجتمع والوطن لنشر العلم الصحيح وبيان المخاطر من هذه الجماعات، رابعًا: الحوار معها عن طريق تبادل الآراء والأفكار حول قضية من القضايا وطرحها للمناقشة وبيان الحجج واختيار أحسن الأفكار والآراء والوصول إلى النتائج الصحيحة والأقوال الراجحة فى تلك القضية المطروحة، ولما كانت الجماعات المتطرفة ومخاطرها من أكبر التحديات وأعظم القضايا على مستوى العالم كله والميلاد العربية والإسلامية خاصة، أصبح من المهم جدًا اتخاذ إجراءات عديدة نحوها لبيان مخاطرها وكشف ألاعيبها وخطأ مبادئها والتعاون فى الوصول إلى أنجح السبل فى القضاء عليها أو درء مفاسدها ومقاومتها وحماية الناس من انتشارها وتزايدها، خامسًا: المواجهة المسلحة لابد من مواجهة هذه الجماعات فى كل المستويات، ولابد من مواجهتها بالسلاح، وهذه المواجهة تتطلب جهودًا متضافرة من جميع عناصر الجبهة الداخلية وجهودًا متسقة بين جميع الدول، ذلك أن هذه الجماعات المتطرفة قد تكاثرت وانتشرت كالسرطان فى جسد العالم أجمع، ومادام العنف والتطرف والإرهاب لا وطن له فلابد أن تتضافر جهود جميع الأوطان لمواجهته والقضاء عليه.

< أخيرًا.. ما تصوركم لشكل الخطاب الإسلامى المعاصر الذى يجمع بين مقاصد الشريعة ويحقق مصالح العباد؟

<< الخطاب الإسلامى الذى نتمناه هو الذى يجمع بين مقاصد الشريعة وثوابت الإسلام، وباب الاجتهاد مفتوح ولا يجتهد إلا من هو قادر ويمتلك أدوات الاجتهاد العلمى من الفقه وأصوله والتفسير، والمعرفة بهذه الأمور، ودراسة كاملة للواقع والخطاب المرن الذى يقبل الرأى والرأى الآخر.