رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نور

قام الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ أيام، بزيارة مُعسكر المنتخب الوطنى لكرة القدم، قبل سفره للمشاركة فى بطولة الأمم الأفريقية، منتصف الشهر الجارى.
الرئيس ذهب مُشجعًا ومُحفزًا للاعبى المنتخب الوطنى، طالبًا منهم العودة للقاهرة حاملين كأس البطولة للمرة الثامنة فى التاريخ، وقال لهم هذه البطولة سوف تُسعد الشعب المصرى.
من أهم ما قاله الرئيس للاعبى المنتخب الوطني، إن بينهم سبعة لاعبين مُحترفين فى أهم الدوريات الأوروبية وتمنى أن يزيد هذا العدد خلال السنوات المُقبلة، وقد أصاب الرئيس كبد الحقيقة، عندما أشار إلى ضرورة الاهتمام بمنظومة احتراف اللاعبين فى الخارج، لأنه يمثل تطويرًا للعبة كرة القدم فى مصر، كما أنه يؤدى إلى زيادة القوى الناعمة المصرية فى العالم.
ما قاله الرئيس، هو بداية كى نتناقش بهدوء حول أسباب تقدم دول أفريقية كثيرة فى كرة القدم نتيجة احتراف لاعبيها فى أوروبا، واستمرارنا فى الاعتماد على اللاعبين المحليين، وعدم قدرتنا على وضع خطة زمنية واضحة لإرسال لاعبينا – برعاية رسمية- لأكاديميات كرة القدم الخاصة بالأندية الأوربية مثلما تفعل بعض الدول الأفريقية التى كانت خلفنا بخطوات فى مجال كرة القدم.
باستثناء لاعبنا الدولى، محمد صلاح، نجم نادى ليفربول الإنجليزى لا يوجد لاعب مصرى لامع عالميًا، فقد جاء بعده بمسافة كبيرة مصطفى محمد فى الدورى الفرنسى وعمر مرموش فى الدورى الألمانى.
ولا تنسَ أن محمد صلاح لاعب مكافح انطلق من نادى المقاولون العرب، بلا ضجة، ولا جمهور يسانده، حتى أصبح واحدًا من أفضل ثلاثة لاعبين فى العالم طبقًا لتصنيف الاتحاد الدولى لكرة القدم! إذا يجب أن نسأل أنفسنا: ماذا سنفعل عقب اعتزال محمد صلاح بعد عدة سنوات؟ هل سنتراجع فى مستوى أداء المنتخب الوطني؟ أم سنتمكن من تعويض غيابه فى المستقبل؟
قطعًا.. الأمر يحتاج إلى خطة واستراتيجية واضحة للوصول إلى هدف يجب تحقيقه.. وهو أن يصبح لاعبو منتخب مصر الوطنى لكرة القدم، جميعًا، من المحترفين فى الدوريات الأوروبية، حتى نستطيع مواجهة التطور الملحوظ فى مستوى كرة القدم الأفريقية، وحتى نستطيع مواكبة عمليات التدريب والتأهيل والقوة، وحتى نتخلص من فكرة فريق اللاعب الواحد.. وهذا بدوره سوف يقودنا إلى تحقيق مزايا اقتصادية مهمة، كتبت عنها فى مقال سابق فى نفس هذه الزاوية منذ عدة أشهر.
قارن سعر صلاح بلاعبين آخرين فى أفريقيا، وهذه المقارنة سوف تفتح المجال للحديث عن مجال مهم، من مجالات الإنتاج فى البلد، وجلب العملة الصعبة، وهو مجال استغلال الإمكانيات البشرية الهائلة، فى مجال الاستثمار الرياضي! للأسف مجال الرياضة فى مصر يُنفق أموالًا هائلة، ولا يحقق عائدًا حقيقيًا، لأننا نتعامل مع الرياضة باعتبارها مُتعة فقط، فننفق مليارات الجنيهات سنويًا على كرة القدم، وبث مبارياتها، دون غيرها من الألعاب، ولا نحقق عائدًا، استثماريًا خارجيًا، من ورائها، ولذلك أصبح المجال الرياضى، من الصناعات، التى نكتفى خلالها، بالحديث الدعائى عن بناء الإنسان، ولكننا لا نتميز فيه، كصناعة تحقق عائدًا استثماريًا، وعملة صعبة، مثلما يحدث فى كثير من بلدان العالم.. صحيح نحن فى وضع رياضى أفضل خلال السنوات العشر الماضية، ولكن الميراث القديم فى منظومة الرياضة المصرية، ملىء بالمعوقات ويحتاج للتفكيك عبر قرارات وتشريعات تحمى المواهب.
قطعًا.. الأمر يحتاج إلى خطة واستراتيجية واضحة للوصول إلى هدف يجب تحقيقه.. وهو أن يصبح لاعبو منتخب مصر الوطنى لكرة القدم، جميعًا، من المحترفين فى الدوريات الأوروبية، حتى نستطيع مواجهة التطور الملحوظ فى مستوى كرة القدم الأفريقية، وحتى نستطيع مواكبة عمليات التدريب والتأهيل والقوة، وحتى نتخلص من فكرة فريق اللاعب الواحد.. وهذا بدوره سوف يقودنا إلى تحقيق مزايا اقتصادية مهمة، كتبت عنها فى مقال سابق فى نفس هذه الزاوية منذ عدة أشهر.
إذا تعاملنا مع كل الأنشطة الرياضية باعتبارها أنشطة اقتصادية، وقمنا بالتركيز، فى الاستثمار الرياضى الشامل، سنتمكن من اكتشاف المواهب، فى كل الألعاب، ليصبح عندنا لاعبون محترفون، فى كل التخصصات، مثل لاعب الزمالك فى كرة اليد أحمد الأحمر الذى لعب لفترة طويلة فى فرنسا، ولاعب الأهلى فى كرة اليد على زين الذى تمكن من الاحتراف فى برشلونة، وعاصم مرعى لاعب الزمالك فى كرة السلة المحترف فى تركيا، وقبلها فى ألمانيا، ومثل العشرات من لاعبى كرة القدم المصريين المحترفين فى أوروبا ودول الخليج! لماذا لا يتم تأسيس هيئة استثمارية متخصصة فى رعاية الرياضيين الناشئين فى كافة الألعاب، وتوريدهم للخارج بعقود مدروسة، وموثقة، بحقوق رعاية تستمر لفترات طويلة لصالح الأندية الأصلية التى لعبوا بها، بدلًا من إخضاع الناشئين المصريين لابتزاز (بعض) السماسرة الذين يتاجرون فى الأولاد ويحققون من ورائهم ثروات، دون تحقيق فائدة للبلد أو اللاعب، ليعود هؤلاء «الأطفال» حاملين وراء ظهورهم فشل التجربة، بسبب قلة معرفتهم بالأوضاع فى الخارج، أو بسبب إخضاعهم لسخرة اللعب بمقابل، لا يتساوى مع مواهبهم، ودون معرفتهم بقوانين البلاد التى ذهبوا إليها فيسقطون فى أخطاء تكلفهم مستقبلهم الرياضي!
يجب أن تكون كلمات الرئيس هى بداية العمل المُنظم لدفع لاعبينا بأسلوب علمى للاحتراف فى الخارج فى كل الألعاب.. نحن نستطيع تحويل الرياضة إلى استثمار بدراسات اقتصادية متخصصة فى الرياضة بدلًا من عشوائية الاكتشاف، وبدائية التسويق! ونستطيع بالتخطيط أن نلحق بقطار كرة القدم فى أفريقيا الذى يذهب على محطات مساوية لنا.. ونحن نستطيع أن نكون فى مقدمة السباق فى المستقبل.. وستكون البداية هى عودة أبطال المنتخب الوطنى بكأس يضاف إلى دولاب بطولات مصر صاحبة الرقم القياسى للفوز بأمم أفريقيا.