عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مؤيدو مرسي يعيشون حياة المخيمات خلف المتاريس

اعتصام رابعة
اعتصام رابعة

يتقاذف الأطفال بالمياه تحت الشمس في حين ينشط الباعة الجائلون في بيع المثلجات والمرطبات. يحدث هذا في مخيمي الاعتصام المؤيدين للرئيس المصري المعزول محمد مرسي واللذين أصبحا في قلب الأزمة السياسية في البلاد حيث يبدو المشهد فيهما كمهرجان قروي أكثر منه كمعقل للمعارضة للحكم المدعوم من الجيش.

ويدرك الآلاف من انصار مرسي الذين يعتصمون بالموقعين منذ أكثر من ستة اسابيع أنهم يمكن أن يواجهوا قريبا الطرد بالقوة لكن أغلبهم يبدون مستمتعين بشعور كجيران سكن أكثر من قلقهم بشأن النهاية المحتملة للمهرجان.

وقال طلعت محمد (32 عاما) وهو مهندس ديكور يشارك في الاعتصام الأكبر للإسلاميين أمام مسجد رابعة العدوية في القاهرة "نلعب كرة القدم وتنس الطاولة .. لا نريد أن نصاب بالملل. نريد أن تكون الأجواء مبهجة."

والاعتصامان هما آخر الأوراق السياسية في أيدي جماعة الإخوان المسلمين التي سجن عدد من زعمائها وجمدت أصولهم منذ عزل الجيش مرسي في الثالث من يوليو تموز عقب احتجاجات واسعة ضد حكمه.

وتعهد المحتجون بالبقاء لحين عودة مرسي للسلطة. وباستثناء الخطاب الذي ينم عن التحدي والدعوات إلى الجهاد يبدو أن الغالبية يستمتعون بأوقاتهم مع اتساع مخيمي الاعتصام يوميا.

وفي الوقت الذي اشتبك فيه مؤيدون لمرسي في مناطق أخرى بالمدينة مع معارضيهم وأطلقت الشرطة عليهم الغاز المسيل للدموع اليوم الثلاثاء جرى الأطفال في أرجاء مخيم الاعتصام في رابعة العدوية معلقين على ظهورهم رشاشات مياه يطلقونها على الناس وهم يضحكون.

ورغم قيام أفراد من الاخوان المسلمين مسلحين بالعصي بأعمال الحراسة قرب أكياس رملية أو أكوام من الحجارة يعلم الجميع في المخيم أن قوات الأمن ستملك قوة نارية ساحقة إذا قررت فض الاعتصام.

وحتى ذلك الحين تمضي الحياة في مخيمي الاعتصام حيث تصل الكهرباء إلى أغلب الخيام. ويبيع الباعة الجائلون المصاحف والأمشاط ولعب الأطفال كما توفر صيدلية ميدانية المضادات الحيوية وقطرة العين وأدوية أخرى مجانا.

وقال صلاح محمود (42 عاما) بينما كان يشجع شبانا يمارسون لعبة تنس الطاولة في مخيم اعتصام رابعة العدوية "الجيش على أعتابنا لكن لا توجد هنا أسلحة."

وذكرت وسائل إعلام محلية أن قوات الأمن شددت إجراءاتها حول مخيمي الاعتصام لمنع دخول أسلحة إليهما.

ولقي أكثر من 300 شخص حتفهم

في أعمال العنف السياسي في مصر بعدما عزل الجيش مرسي.

وخوفا من حدوث حمام دم حث مبعوثون غربيون وبعض الأعضاء البارزين في الحكومة المؤقتة الجيش على تجنب استخدام القوة لفض الاعتصامين اللذين يصطف على جانبي الشوارع فيهما باعة المثلجات وأكشاك بيع الملابس والأغذية.

وأصبح الموقعان بمثابة مجتمعين على درجة عالية من التنظيم. ويقرأ الناس القرآن أو يناقشون الأمور السياسية أو يلقون بالنكات في الخيام التي تحيط بها ملصقات تحمل صور "الشهداء" الذين قتلتهم الشرطة.

غير أنه لا يوجد شعور بالحصار في رابعة أو في مخيم الاعتصام الآخر في ميدان النهضة أو مخاوف من نفاد الامدادات. وتقوم مطابخ اعدها المعتصمون مزودة بمبردات حديثة بتوفير الطعام للآلاف.

وقال محمد مسعد الغيطاني وهو مهندس متطوع في أحد المطابخ "قد يأتي شخص ويقول .. أحضرت 100 كيلوجرام من اللحم .. فنطهو لحما."

واضاف "وفي يوم آخر .. يقول شخص ما .. اشتريت 200 دجاجة .. فنطهو دجاجا."

ولا يمكن أن يتسع مخيم اعتصام رابعة أكثر من ذلك.

وبعض المداخل مغلقة بعربات الشرطة أو الجيش أو بتحصينات أقامها المحتجون. ويقوم مؤيدون لمرسي بإضافة طوابق لمبان خشبية مؤقتة انتشرت وسط الخيام.

ومصطفى (24 عاما) صاحب متجر ليس من المحتجين لكنه يستمتع بالأجواء الاحتفالية بدرجة لا تقل عمن يستمتعون بها.

وقال بينما كان يقوم بتفريغ المئات من عبوات المشروبات الخفيفة من على شاحنة "حركة التجارة داخل المخيم أفضل منها خارجه. أنام هنا. أنا موجود هنا كل يوم.".