عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

مضت إسرائيل فى غلوائها وصعدت عملياتها العسكرية فى قطاع غزة لتغتال المدنيين الفلسطينيين. الحرب دخلت شهرها الرابع.. الضحايا بالآلاف. إنها الحرب الضارية التى تعتمد فيها إسرائيل على جيشها الذى يصنف على مستوى العالم بأنه الجيش الذى لا يقهر. إسرائيل تعول فى عملياتها العسكرية على دعم الولايات المتحدة واحتضانها لها بوصفها الحليف الأقرب لها. منذ اشتعال هذه الحرب على غزة المحاصرة، وطبقًا لما نشرته «وول ستريت جورنال»، و«لوس أنجلوس تايمز» قامت الولايات المتحدة بإمداد إسرائيل بأكثر من عشرة آلاف طن من الأسلحة من خلال جسر جوى شمل أحدث العربات المصفحة، والمدافع الحديثة. هذا فضلا عن أجهزة تحديث للقبة الحديدية، والأجهزة الوقائية، بالإضافة إلى مدها بآلاف القنابل زنة 2000 رطل، والتى يمكنها اختراق الخرسانة المسلحة، والوصول إلى الأنفاق والمخابئ وتدميرها.

وعوضًا عن أمريكا أسهمت دول أوروبية أخرى فى دعم إسرائيل، فبادرت المملكة المتحدة بإرسال قطع الغيار وكثير من الأجزاء الضرورية اللازمة لطائرات إف 35 التى تستخدمها إسرائيل فى قصف غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى، بالإضافة إلى اللوازم الضرورية لسلاح الطيران الإسرائيلى. وأسهمت ألمانيا أيضاً بالدعم فأرسلت الكثير من الأسلحة ولكن بطريقة مستترة. وقد أكد ذلك المستشار الألمانى منذ بداية الحرب عندما قال: (ألمانيا تقوم بإمداد إسرائيل بشحنات من الأسلحة الضرورية، وهى لا تقف إلا مع جانب واحد وهو الجانب الإسرائيلى، لأن مسئوليتنا التاريخية النابعة من مسئوليتنا عن الهولوكوست تحتم علينا الوقوف الأبدى مع إسرائيل وأمنها).

كذلك أسهمت إيطاليا بمد إسرائيل بطائرات تدريب، وطائرات هليكوبتر، إضافة إلى أسلحة فتاكة. أكثر من هذا تولت الدول الغربية عملية أخطر من الإمداد بالسلاح ألا وهى قيامها بالتجسس لحساب إسرائيل، وتحديد أماكن وجود المقاومة الفلسطينية ورصدها، وتحديد أماكن الأنفاق من خلال طائرات الاستطلاع والأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار. وهو ما ساعد إسرائيل على أن تقصف قطاع غزة بلا هوادة، ودون خشية من نقص ونفاد الذخائر نتيجة للقصف المستمر الذى أدى إلى تدمير غالبية المنازل والبنية التحتية تدميرًا كاملًا، بل وإحداث دمار شامل صنفه الخبراء على أنه يفوق الدمار الذى أحدثته الحرب العالمية الثانية. كما قام الغرب أيضاً بإرسال المعونات الاقتصادية التى من شأنها تعويض أى خلل فى الاقتصاد الإسرائيلى. ويدرج فى ذلك الـ14 مليار دولار التى أقرتها الولايات المتحدة فور إعلانها من الرئيس «جو بايدن»، وفضلًا عن هذا رأينا كيف أن أمريكا وقفت داعمة للكيان الصهيونى فى مجلس الأمن، وذلك عندما بادرت باستخدام «الفيتو» ضد وقف إطلاق النار تماهيًا مع إسرائيل، وإمعانًا فى منحها الوقت الكافى فى حربها على غزة للقضاء المبرم على الفلسطينيين وتدمير بنيتهم التحتية، وبذلك تتمكن إسرائيل من تحقيق الاستراتيجية التى رسمتها، وحددت عبرها أهدافها.

جاءت تصريحات وزير الدفاع الأمريكى لتؤكد الدعم الكامل لإسرائيل فى كل توجهاتها عندما قال: (أمريكا لن تسمح أبدا بهزيمة استراتيجية لإسرائيل فى غزة)، ولهذا بادر البيت الأبيض فطالب بضرورة المد المستدام من الذخائر والقنابل والصواريخ لإسرائيل لتحقيق ضمان استدامة القصف على مدار الساعة، وحتى تسوى غزة بالأرض، ويؤول الفلسطينيون إلى عالم مجهول بعد أن يتحولوا إلى جثامين. الأمر الذى لن يضير الغرب المريض، إذ إن المهم لديه هو دعم إسرائيل الحليف الأبدى.