رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحرب على غزة.. إبادة جماعية وتطهير عرقى ضد شعب أعزل

د. هند الشربينى خبيرة الآثار بجامعة أريزونا فى حوار لـ«الوفد»: تدمير الآثار الفلسطينية وصمة عار على جبين العالم

بوابة الوفد الإلكترونية

أناشد «اليونسكو» التدخل لإنقاذ تراث فلسطين

استخدام الذكاء الاصطناعى ضرورة لمحاكاة الحضارة المصرية القديمة

التغيرات المناخية أبرز المخاطر التى تهدد كنوزنا الأثرية

الآثار تعيش أزهى عصورها فى عهد الرئيس «السيسى».. والسياحة تنتعش

تعاون المجتمع المدنى مع الحكومة.. بداية الطريق للحفاظ على المناطق الأثرية

 

الدكتورة هند على أحمد الشربينى، خبيرة الآثار المصرية، هى إحدى الرائدات فى الدراسات المصرية القديمة. حصلت على الليسانس فى الآثار المصرية من جامعة القاهرة، حيث درست تاريخ مصر وبلاد النوبة والشرق الأدنى القديم والفن المصرى، والآثار المصرية والتاريخ والأدب المصرى. ثم حصلت على الماجستير فى الآثار المصرية من جامعة القاهرة. وحصلت على درجة الماجستير فى العلوم من جامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم نالت الدكتوراه فى الآثار من جامعة المنصورة. تخصصت فى الآثار المصرية القديمة، وتحديد أعمار وتاريخ القطع الأثرية وانتمائها لأى عصر.

ولها العديد من الكتب والمؤلفات البحثية، وعملت فى المواقع الأثرية منذ العام 2000. «الوفد» التقت خبيرة الآثار المصرية الدكتورة هند الشربينى، وهذا نص الحوار.

الدكتورة هند على أحمد الشربينى اثناء حوارها مع الوفد

< ماذا يمثل تدمير الآثار فى ظل الاعتداءات المتكررة على الأماكن المقدسة والأثرية فى فلسطين من قبل الكيان الصهيوني؟ وهل يقع ذلك تحت مظلة القانون الدولي؟

<< تدمير الآثار الفلسطينية جراء الاعتداءات المتكررة على الأماكن المقدسة والأثرية فى فلسطين من قبل الاحتلال عار على جبين العالم أجمع. ويجب أن تقوم منظمة اليونسكو العالمية والتابعة للأمم المتحدة بدورها الحيوى والمهم فى الحفاظ على التراث الأثرى والإنسانى فى أرض فلسطين العربية حتى لا نندم فى يوم من الأيام على ضياع هذا التراث الأثرى والإنسانى من بين أيدينا وأيدى العالم كله. ويجب أن نمحو العار من ذاكرة البشرية عن هذه الفترة العصيبة التى يواجه فيها الشعب الفلسطينى الأعزل هذا العدوان الغاشم على أرضه وأبنائه وبناته ومقدساته وآثاره وتراثه العريق. إن هذه الفترة هى أصعب فترة فى تاريخ البشرية والإنسانية جمعاء، وليس فى تاريخ فلسطين أو فى تاريخ الصراع العربى مع المحتل فحسب.

< بعين الخبيرة الأثرية...ما تقييمك للأحداث الجارية على أرض غزة؟ وما المطلوب من المجتمع الدولى لإنقاذ ما تبقى من مقدسات إسلامية؟

<< ما يجرى فى أرض فلسطين العربية، وتحديدًا فى قطاع غزة، يعد من قبيل الإبادة الجماعية والتطهير العرقى ومحو الذاكرة الجماعية والهوية الثقافية والوجود الإنسانى لشعبنا العربى العريق الأبى صاحب الحق فى أرض فلسطين المحتلة. ولذلك يجب الوقف الفورى والكامل والدائم لإطلاق النار ضد شعبنا العربى فى غزة وفى كل أرض فلسطين، ولا بد من عودة أهل فلسطين إلى ديارهم وبيوتهم وأرضهم، ويجب قيام دولة فلسطين المستقلة بكل ما تحمل الدولة من مقومات ومعنى، ويجب أن تكون لفلسطين المستقلة كل السيطرة والامتيازات والصلاحيات التى تمارسها كل دولة من دول العالم، وعلى المحتل أن يتوقف تمامًا عن كل هذه الممارسات غير الإنسانية ضد أهلنا فى فلسطين، ويجب أن يتوقف عن قتل الأطفال والشيوخ والنساء؛ كى يمحو هذا العار من تاريخ البشرية. وعلى المجتمع الدولى ومنظمة اليونسكو العالمية التابعة للأمم المتحدة إطلاق نداء دولى عالمى لإنقاذ آثار وتراث فلسطين، خصوصًا فى قطاع غزة الأبية، قبل أن يتم محو هذا التراث الإنسانى العالمى الفريد من ذاكرة العالم إلى الأبد.

< ما رأيك فى المستنسخات الأثرية المصرية التى تقوم بها دولة مثل الصين؟ وهل القانون الدولى يجرم ذلك؟ وهل من الممكن أن يؤثر ذلك على الآثار المصرية؟

<< عمل المستنسخات الأثرية المصرية فى الصين وغيرها أمر له بعدان. الأول أنه يساهم فى نشر ثقافة وآثار وحضارة مصر فى كل مكان فى العالم. وهذا أمر محمود دون شك. أما البعد الثانى غير المحمود فهو أن مصر صاحبة الحق الأصيل فى إنتاج هذه المستنسخات الأثرية المصرية، ويجب أن تحصل على نسبة من العوائد المالية الناتجة عن بيع هذه المستنسخات، أو أن تتقدم مصر استنادًا لقانون حماية الملكية الفكرية لإيقاف إنتاج هذه المستنسخات إلا بموافقتها، أو أن تقوم مصر بإنتاج هذه المستنسخات وحدها فقط. ويجب احترام حقوق الملكية الفكرية الخاصة بها فى هذا الشأن، ويجب أن تضاعف مصر دخلها القومى من إنتاج وبيع هذه المستنسخات الأثرية المصرية.

< فى رأيك، ما أبرز المخاطر التى تواجه الآثار فى مصر؟ وما أهم المزاعم التى تُثار من وقت إلى آخر حول التراث المصرى القديم؟ وكيف تردين على المشككين فى الحضارة المصرية القديمة؟

<< هناك الكثير من المخاطر التى تواجه الآثار فى مصر خصوصًا فى الفترة الحالية، ولعل أخطرها هو التغيرات المناخية التى يشهدها العالم كله، وهناك الكثير من الآثار المهددة بالضياع أو الغرق بسبب ذوبان الجليد. وأعتقد أن مصر على يقين تام بذلك. وقد اتخذت مصر الكثير من الإجراءات وعقدت العديد من المؤتمرات المحلية والدولية، مثل قمة المناخ فى شرم الشيخ، وبذلت الوزارات والهيئات والأجهزة المعنية فى الدولة المصرية الكثير من الجهود للحفاظ على آثار مصر فى ظل هذه الموجة العاتية من التغيرات المناخية. ولعل نشر الوعى بأهمية الآثار والحفاظ عليها بين المصريين، خصوصًا الأجيال الشابة، لهو من أهم الأشياء التى سوف تساعدنا فى الحفاظ على آثار مصر العظيمة والتصدى لكل المشكلات التى تواجهها. إن تعاون المجتمع المدنى مع الحكومة فى ظل الدعم الشعبى لهو بداية الطريق للحفاظ على آثار مصر من أية أخطار تواجهها الآن أو مستقبلًا.

< كتابك الجديد «تدمير آثار العمارنة.. محو آثار إخناتون وتوت عنخ آمون وخلفائهما» ما أهم الخطوط العريضة التى أردت طرحها خلاله؟

<< فترة العمارنة تعد من أكثر الفترات غموضًا وإثارة فى التاريخ المصرى القديم. وهناك دراسات عديدة حول عصر العمارنة، غير أن دراسة التدمير الذى حدث للآثار الملكية فى العمارنة لم تحظِ بالقدر الكافى من إلقاء الضوء عليها. ويعد التدمير الذى تعرضت له الآثار الملكية الخاصة بملوك الأسرة وملكاتها، ابتداءً من الملك إخناتون مرورًا بالملك سمنخ كارع والملك توت عنخ آمون وانتهاءً بالملك آى، من أخطر الظواهر وأشدها صدى فى عصر العمارنة. وتأتى هذه الدراسة كى تسد ذلك الفراغ الكبير الموجود فى دراسات عصر العمارنة. وتعد ظاهرة تعديل الآثار الملكية من أبرز الظواهر المعروفة فى مصر القديمة. وكانت تتم لأسباب عديدة منها ما هو طيب التوجه مثل ما يتعلق بدواعى الاشتراك فى الحكم بين الأب والابن، أو تكريم الملك المتوفى من قبل ابنه كى تتناسب الآثار المعدَّلة معه، أو من خلال ربط بين ملك راحل وملك لاحق كان بمثابة المعلم للملك الراحل، ومنها ما هو عدائى مثل تعديل آثار بعض الملوك السابقين وطمس هويتهم واغتصاب تلك الآثار لبعض الملوك اللاحقين عليهم، أو من أجل القضاء على فترة سابقة ومحو كل معالمها إرضاء لطائفة ما. وركزت هذه الدراسة على تقديم وتوضيح وتحليل أسباب ظاهرة تعديل الآثار الملكية فى النصف الثانى من عصر الأسرة الثامنة عشرة بداية من صاحب الظاهرة الملك أمنحتب الرابع/ إخناتون، وتحديدًا فى عهود خلفائه الملوك سمنخ كارع وتوت عنخ آمون وآى إلى أن تنتهى الأسرة الثامنة عشرة فى عهد الملك حورمحب. وقمت بتفسير تلك الظاهرة وتوضيح أسبابها التى قد ترجع إلى نظام الاشتراك فى الحكم، وعائلية تتربط بالصراعات داخل الأسرة الحاكمة. وقمت بإعطاء نبذة مختصرة عن مفهوم ظاهرة التعديل وأبرز سماتها، والتعرف على العوامل التى أدت إلى ذلك التعديل، والوقوف على دور الملوك فى هذه الظاهرة والدوافع التى جعلتهم يقومون بها. وتتضمن الدراسة عدة فصول. الفصل الأول يطرح المشكلات التاريخية الخاصة بتعديل الآثار الملكية فى النصف الثانى من الأسرة الثامنة عشرة (1337- 1278 ق.م.)، ناقشت ظاهرة تعديل الآثار الملكية فى مصر القديمة بداية من عهد الملك أمنحتب الرابع/ إخناتون إلى أن تنتهى الأسرة الثامنة عشرة فى عهد الملك حورمحب. وفى الفصل الثانى، تعديل الآثار الملكية فى عهد الملك أمنحتب الرابع/ إخناتون (1337- 1321 ق.م.). وفى الفصل الثالث، تعديل الآثار الملكية فى عهد سمنخ كارع (1325-1323 ق.م.) ونفر نفرو آتون (1322-1319 ق.م.). وفى الفصل الرابع، تعديل الآثار الملكية فى عهد الملك توت عنخ آمون (1321-1312 ق.م.)، أوضحت تعديل الآثار الملكية فى عهد الملك توت عنخ آمون خصوصًا الآثار المنقولة التى تشمل أثاثه الجنائزى الذى قام بتعديله توت عنخ آمون لنفسه، وأيضاً الآثار المنقولة التى قام آى بتعديلها من أجل توت عنخ آمون مثل العديد من آثار مجموعته الجنائزية الموجودة بالمتحف المصرى بالتحرير، وكذلك الآثار الثابتة، مثل المعبد الجنائزى لتوت عنخ آمون، والتى قام آى بالتعديل فيها. وفى الفصل الخامس، تعديل الآثار الملكية فى عهد الملك آى (1312-1308 ق.م.). وفى الفصل السادس، تعديل الآثار الملكية فى عهد الملك حورمحب (1308-1278 ق.م.). ثم أنهيت الكتاب بخاتمة قدمت فيها أهم النتائج التى توصلت إليها من خلال دراستى للتدمير الذى تعرضت له الآثار الملكية فى هذه الفترة. إن هذا الكتاب يتحدث عن فترة مهمة جدًا من تاريخ مصر القديمة، أعنى عن تدمير الآثار الملكية الخاصة بعصر العمارنة.

 

< ماذا عن تأسيسك لعلم «دراسة حلقات الأشجار فى آثار مصر القديمة» التى قمت بدراستها فى الولايات المتحدة الأمريكية؟

<< قمت بدراسة علم التأريخ عن طريق حلقات الأشجار أو علم «الدندروكونولوجي» وتطبيقه فى دراسة وتأريخ الآثار المصرية القديمة. وكنت والحمد لله أول أثرية مصرية تدرس هذا التخصص فى جامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية. والحقيقة التى دفعتنى للقيام بذلك هى إيمانى الكبير بأن هناك حاجة ملحة لإنشاء سجل للتأريخ لمصر القديمة عن طريق حلقات الأشجار. وقد اخترت هذا الموضوع لاستكشاف إمكانية إنشاء تسلسل زمنى رئيس من مصر القديمة. وركزت فى دراستى بشكل خاص على التحليلات التأريخية عن طريق حلقات الأشجار للقطع الأثرية المصرية القديمة وتحديد الأنواع الرئيسة للموارد الخشبية التى تمتعت بأعلى إمكانات التأريخ الزمنى للفترات المصرية القديمة. وتعلقت دراستى بالجوانب العملية لبناء تسلسل زمنى لحلقات الأشجار فى مصر القديمة. وطرحت الحاجة إلى تأسيس منهج تأريخى مصرى عن طريق حلقات الأشجار يستخدم مبادئ علم تأريخ الأشجار بالاشتراك مع علم المصريات، ويرسم أوجه التشابه مع أبحاث علم آثار الأشجار فى جميع أنحاء الولايات المتحدة. وبدأت دراستى بتقديم نبذة تاريخية مختصرة عن علم التأريخ عن طريق حلقات الأشجار وعلم الآثار فى مصر. ثم قمت بفحص العينات الخشبية فى معمل أبحاث حلقات الأشجار (LTRR) مع الإشارة إلى المجموعة الخشبية المصرية بمتحف ولاية أريزونا (ASM) فى الولايات المتحدة الأمريكية. وقمت بإجراء مجموعة بيانات LTRR للكشف عن أية آثار على Dendro-Egyptology أى علم الدندرو-إيجتولوجى، وتفسير الأدلة على وجود تجارة الأخشاب المبكرة فى مصر القديمة. ثم ختمت دراستى بمناقشة التوجهات المستقبلية لعلم الدندرو-إيجتولوجى. وكان الهدف من دراستى هو تأسيس وتوفير إطار لتطوير هذا العلم فى مصر والعالم.

< عملت بالواحات البحرية فى اكتشاف آثارها وأصدرت كتابك المهم «المقابر الصاوية فى الواحات البحرية» عنها، فماذا عن هذه الفترة ومؤلفك عنها؟

<< تعد منطقة الواحات البحرية من أهم المناطق الأثرية فى مصر؛ نظرًا لما تتمتع به من آثار عريقة تعود إلى فترات تاريخية متعددة من تاريخ مصر القديمة. وكان سبب اختيارى لدراسة آثار الواحات البحرية فى العصر المتأخر هو عملى فى حفائر المجلس الأعلى للآثار (موسم حفائر 2001) فى منطقة الشيخ سوبى التى عُثر فيها على مقبرة حاكم الواحات البحرية جد خونسو إيوف عنخ، من عهد الملك أحمس الثانى (أمازيس)، وهى المقبرة التى كان عالم الآثار الراحل الدكتور أحمد فخرى يتمنى العثور عليها. كما عُثر على مقبرة والده بادى إيست ومقبرة زوجته نَاعِس. وعُثر أيضاً فى الموقع على العديد من المقابر التى تخلو من النقوش والتى استخدمت كدفنات فى العصر اليونانى - الرومانى. كما عملت أيضاً فى وادى المومياوات الذهبية. ومن هنا نشأ اهتمامى بتلك المنطقة الغنية من الناحية الأثرية خصوصًا فى العصر المتأخر، وتحديدًا عصر الأسرة السادسة والعشرين (العصر الصاوي)؛ لذا قررت أن أدرس مقابر ومقاصير الواحات البحرية التى ترجع للعصر الصاوى. ولعل ما يلفت النظر ويثير الدهشة، هو تجاهل آثار منطقة الواحات البحرية لفترة طويلة من الزمن؛ فبعد زيارات وحفائر الدكتور أحمد فخرى الاستكشافية العديدة فى النصف الأول من القرن العشرين، لم يحدث اهتمام بها إلى أن أعاد إليها الاهتمام بحفائر المجلس الأعلى للآثار فى موقع الكيلو ستة طريق الواحات البحرية–الفرافرة، الذى أُطلق عليه اسم «وادى المومياوات الذهبية»؛ إذ غُطيت وجوه المومياوات بأقنعة من الكارتوناج المذهب، وأيضاً استكمال ما بدأه الدكتور أحمد فخرى فى منطقة الشيخ سوبى. وتعد فترة العصر الصاوى فى تاريخ الواحات البحرية من أهم الفترات التاريخية التى مرت بها الواحات البحرية فى تاريخها الطويل؛ إذ حدث خلال تلك الفترة ازدهار كبير لم تشهده الواحات البحرية من قبل أو من بعد ذلك طويلًا باستثناء العصر الرومانى الذى كانت فيه الواحات البحرية واحدة من أهم المواقع المصدرة للقمح إلى الإمبراطورية الرومانية، ومصدرًا مهمًا من مصادر النبيذ المصرى ذى الشهرة العريقة. وتُعد مقابر الواحات البحرية فى العصر الصاوى من أهم آثار البحرية من تلك الفترة. وقد دُرست مقابر ذلك العصر فى طيبة أو الأقصر فى منطقة «العساسيف»، وفى منف فى مناطق الجيزة وسقارة و«أبوصير»، وفى هليوبوليس، وأعنى مقبرة بَانِحسى، على سبيل المثال، بينما لم تحظ ِمقابر ذلك العصر فى الواحات البحرية بدراسة كبيرة شاملة مهمة باستثناء الحفائر وتقارير النشر التى أصدرها الدكتور أحمد فخرى. وأظهرت حفائر المجلس الأعلى للآثار فى قارة الشيخ «سوبي» أهمية تلك الجبانة فى العصر الصاوى. ومن المرجح اكتشاف مقابر أخرى عديدة من ذلك العصر في ذلك الموقع. ويهدف كتابى إلى إلقاء الضوء على الواحات البحرية وتاريخها وآثارها، خصوصًا مقابر العصر الصاوى فى الواحات البحرية، وذلك من الناحية المعمارية والفنية واللغوية والدينية؛ لإظهار أهمية تلك المقابر وتوضيح الفرق بينها وبين المقابر الأخرى من نفس العصر فى الكثير من بقاع الأرض المصرية، وكذلك على مقاصير عين المفتلة المهمة؛ لإعطاء صورة تميل إلى الشمول والوضوح.

< كيف ترين استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى مجال الآثار المصرية؟

<< استخدامات تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى الآثار مهمة للغاية. وتمدنا الصور المتخيلة عن مصر القديمة من خلال استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى بصور قريبة من حقيقة الواقع التاريخى والأثرى فى مصر القديمة. فهذه الصور توضح لنا كيف كانت مصر القديمة من خلال استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة. ومما لا شك فيه أن آثار مصر والحضارة المصرية القديمة بها الكثير من القصص التى يجب أن تُروى، وتوضح لنا ذلك التاريخ العظيم وتلك النهضة العمرانية اللذين قام بهما المصريون القدماء. ويمكننا الاعتماد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى كمرجع فيما يتعلق بالمواقع الأثرية والتاريخية من خلال استخدام المعايير التى اعتمدها الذكاء الاصطناعى فى تصوير تلك المشاهد. إن الصور التى تحاكى الحضارة المصرية هى أقرب طريقة لتخيل الصور القديمة للتماثيل والأهرامات والمعابد الضخمة فى مصر القديمة. وهكذا يقوم الذكاء الاصطناعى بتعريفنا على تلك الحضارة الخالدة كى نستخلص نمطًا معينًا كان موجودًا فى تلك الحضارة العظيمة. إن تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى مجال الآثار المصرية أصبحت لا غنى عنها فى عالمنا الأثرى فى الفترة الحالية.

< ماذا عن دور المرأة والأسرة فى مصر القديمة؟

<< المرأة كانت عمود الخيمة فى المجتمع المصرى القديم. وكانت الأسرة شيئًا مهمًا ولطالما نصح الحكماء الشباب بالزواج وتكوين أسرة متى استطاعوا لذلك سبيلًا، فمثلا ينصح بتاح حتب من الدولة القديمة ابنه قائلًا: «إذا كنت كفئاً، فأسّس لنفسك بيتًا». ومنذ القدم، مال المصرى القديم للاستقرار وتكوين الأسرة وإنجاب أبناء يدعمونه اجتماعيًا واقتصاديًا والأهم من هذين السببين هو استمرار ترديد اسمه على الأرض والمحافظة على تأدية الطقوس له بعد وفاته. وعبرت المناظر عن العلاقة الوثيقة بين الآباء والأبناء فى كل العصور؛ ففى عصر الدولة القديمة مثل الأبناء مع آبائهم يتفقدون الأنشطة اليومية المختلفة. وفى عصر الدولة الحديثة نرى كل أفراد الأسرة فى رحلة فى أحراش البردى، يصطادون الطيور والأسماك. كما كان الابن الأكبر يذهب للصيد مع والده فى الصحراء. ومن المفترض أن الأطفال كان يحبون ويقدرون آباءهم ويعتنون بهم فى مرضهم وشيخوختهم. وبالرغم من أنه كان من واجبات الابن الأكبر دفن والديه والاعتناء بإقامة الشعائر الجنائزية لهم والحفاظ على أسمائهم حية، فإن الأبناء الآخرين أولاداً وبنات كانوا يُجبرون على فعل المثل؛ فالأبناء الذين لا يعتنون بآبائهم كانوا يحرمون من الميراث. وفى عائلات الطبقة الأرستقراطية، كانت الزوجة فيها مسئولة عن إدارة شئون المنزل، بينما كان زوجها يعمل فى الخارج. وعكست تلك الحقيقة اللقب الشائع «سيدة الدار» فى البيوت الكبيرة. وكان اللقب يعنى الإشراف على عمل الخدم. وفى البيوت الصغيرة، كانت النساء يطحن الحبوب ويخبزن الخبز ويعددن الطعام. وربما كن أيضاً مسئولات عن الغزل والنسيج. كما شاركت النساء فى الطقوس الجنائزية لأزواجهن، وبرغم أنها كانت تتم أصلًا بواسطة الابن الأكبر. لقد كانت الأسرة هى أساس كل شيء فى مصر القديمة.

< ما رأيك فى عمل المرأة بالآثار بالرغم من اعتراضات البعض على ذلك؟

<< عمل المرأة فى مجال الآثار مهم للغاية. وإن كان البعض يعتبر الآثار عملًا يخص الرجال فقط. والحقيقة أن من يعتبر العمل فى الآثار مقصورًا على الرجال فهو مخطئ؛ لأن المرأة حققت نجاحات كبيرة فى عالم الآثار بشكل كبير فى مصر والعالم كله، ولا يقل أهمية عن إنجازات الرجال فى العمل فى مجال الآثار. وهناك عالمات كثيرات فى عالم الآثار فى الولايات المتحدة الأمريكية مثل الدكتورة إيرين بالد رومانو، وفى فرنسا مثل الدكتورة كريستيان ديروش-نوبلكور، وفى ألمانيا، وفى المملكة المتحدة الدكتورة إليزابيث فرود، بل وفى اليابان والصين، وفى مصر دون شك ومنذ فترات بعيدة. وقد كتبن أسماءهن بأحرف من ذهب فى عالم الآثار على سبيل المثال الدكتورة ضياء أبو غازى والدكتورة زينب الكردى والدكتورة تحفة حندوسة وغيرهن الكثيرات.

< أخيراً..ما تقييمك للخريطة السياحية ووضع الآثار فى مصر الآن؟

<< السياحة والآثار تعيشان أزهى عصورهما فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى. فما يحدث الآن فى حكم السيد الرئيس أستطيع تشبيهه بإعادة بعث لمصر، وإعادة النهضة فى الفترة الحالية التى يقودها الرئيس. فقد قام الرئيس باستقبال موكب المومياوات فى متحف الحضارة؛ وحضر الاحتفال بإعادة افتتاح طريق الكباش فى الأقصر. وهذان الحدثان أكبر دليل على وعى ويقظة هذا القائد العظيم، وإحساسه بمصر القديمة، وكل ذلك بمثابة إعادة لبعث مصر القديمة من جديد بما فيها من القدوة والفكر، وأيضاً ما قام به الرئيس من تصحيح المفاهيم من خلال نشر رسالة مصر، والدفع بالقوى الناعمة عن طريق نهضة المتاحف. إن اهتمام الرئيس بالآثار والمتاحف غير مسبوق، لم نره من قبل، من متابعة وزيارة للأماكن الأثرية. بالإضافة إلى تقديم الدعم الكامل للملفات المتعلقة بالآثار، والتوجيهات المتعلقة بتطوير المتاحف والمناطق الأثرية.