عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

صدق الأثرى الدكتور زاهى حواس الذى قال مرة بما معناه إنه لا يحب أن يكون المصريون هم الأول فى كل شيء.. أول من عرف الكتابة والطب والعمارة.. فهذه مسئولية كبيرة يتحملها المصرى بمفرده أمام البشرية والتاريخ.. وهو قول صادق وصادم معًا فمن يرفض القيادة ولا يريد أن يكون الأول فى كل شيء؟!
وهو كلام مدهش ومثير للمناقشة وقد يراه البعض تنصل دولة عريقة مثل مصر من مسئولياتها تجاه البشرية.. وأن عليها المحافظة على أن تكون فى المقدمة دائما.. ولكن الحقيقة والواقع فإن هذه الريادة القديمة فى كل شيء يحمل الدولة المصرية المعاصرة أيضًا أعباء الاستمرار فيها وهى لديها ما يكفى من أعباء حديثة.. والعالم تغير وفى حالة تغيير مستمر ولا بد أن نستقبل ذلك ونقتنع به ونقبله!
وفى نهاية التسعينيات ومع بداية الألفية الثالثة ابتكر وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف مقولة « الريادة والسيادة» للإعلام المصرى فى المنطقة العربية وبالطبع لم يكن يهدف من ورائها إعلام مصر ولكن إعلام صفوت!
ومع ذلك استهوت العبارة قيادات الحزب الوطنى وقتها ودخلوا فى مزايدة مع صفوت الشريف ونشروا إعلانات فى كل مكان بعبارات مثل « مصر أولًا» و «مصر فوق الجميع» ولم يتركوا لوحة إعلانات فى الميادين أو فى ملاعب كرة القدم وحتى على الحوائط والأسوار فى الشوارع وكتبوا عليها هاتين العبارتين ولم يكونوا يقصدون منهما الإعلاء من شأن مصر ولكن الإعلاء من شأنهم دون غيرهم، وتحذير من يحاول أن يعارضهم أو التطاول عليهم لأنهم « أولا.. وفوق الجميع»!
وبالطبع لا أريد أن أبرر تراجع مكانة مصر بين دول العالم المتقدم، والعالم العربى فى بعض النواحى وخصوصا الاقتصادية.. فهى حقيقة وواقع وله ما يفسره منها ما هو داخلى ومنها بالطبع خارجى، وهذا لا يعنى الاستسلام لهذا الواقع لأنه يمكن أن يكون محفزًا للاستنفار نحو الأفضل فليس هناك دول بقت على حالها فى التاريخ سواء فى أول الصف أو آخره!  
وهذا الكلام ينطبق على الفن مثلما ينطبق على السياسة والاقتصاد وحتى الزراعة.. فكلها محاور رئيسية للثقافة بمفهومها العام لأى دولة.. ولأن العلاقة بين الفن وبين كل نواحى الحياة لا تنفصل عنه، ولكن فليكن كلامنا على الفن فقط.. فمن المؤكد الفن المصرى ليس فى أفضل حالات تواجده وحضوره رغم أنه فى أفضل حالاته الفنية، ولذلك نفشل كل عام فى اختيار أو إيجاد فيلم واحد يصلح لتمثيلنا فى جائزة الاوسكار الامريكية أو أى جائزة كبرى أخرى سواء كان فى فرنسا أو برلين.. وغيرها، فمنذ سنوات لم يحدث ذلك، وإن حدث يكون على استحياء دون أن يدرى أحد أن السينما المصرية متواجدة.. وهى أزمة كبيرة كانت تتطلب استنفار الجهات المعنية بالسينما.. ولكن ما هى الجهات التى تهمها السينما فى مصر؟! 
[email protected]