رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم أتكلم

فى الوقت الذى تخطط فيه إسرائيل وحلفاؤها لحفر قناة بن جوريون، بتكلفة 55 مليار دولار  وإنشاء خط سكة حديد دولى بتكلفة 27 مليار دولار، لربط خليج العقبة بالبحر الأبيض المتوسط من ميناء إيلات إلى أسدود شمالى غزة ؛ بهدف ضرب قناة السويس، خرج المارد المصرى، وأعلنت حكومة «مدبولى» إنشاء أخطر مشروع سكة حديد يربط البحر الأحمر وخليج العقبة بالبحر المتوسط مباشرة من طابا حتى ميناء العريش، ليكون محورًا أساسيًا فى خط التجارة العربية وجزءًا رئيسيًا من المشروع الاقتتصادى العالمى (طريق الحرير والحزام).

ويعد هذا الخط الحديدى المصرى ضربة استباقية قوية لخط سكة حديد (قطار فائق السرعة / 250 كيلو مترًا فى الساعة)، كانت تستعد تل أبيب لتنفيذه من (بيت شان) إلى إيلات، كما أنه يمثل خطوة مهمة فى المشروع (الحديدى) للتجارة العربية، الذى يربط مصر والأردن والعراق ودول الخليج.

وتضع الحكومة المصرية مشروع طابا–العريش فى مقدمة أولوياتها الاقتصادية الرامية لتنفيذ حزمة مشروعات ضخمة يواجه بها الرئيس السيسى مخططًا صهيونيًا إسرائيليًا (قديمًا حديثًا)  يستهدف تركيع مصر بخفض عوائد قناة السويس وتقليل الاعتماد عليها كخط ملاحى دولى يربط الشرق بالغرب واغتيال حلم القاهرة فى أن تكون أكبر مركز تجارى ولوجستى فى العالم.

وأفقد المشروع حكومة تل أبيب توازنها، وجعلها تسارع فى إبرام بعض الاتفاقات الدولية مع حلفائها، لإعاقة تنفيذ المشروع؛ وتفويت الفرصة على مصر من جنى ثمار تقدر بمليارات الدولارات سنويا.

ويعتبر مشروع طابا العريش، الذى يمتد أيضا إلى بئر العبد وبالوظة والفردان بطول 500 كيلو متر؛ ضربة قوية لقناة بن جوريون، التى فكرت إسرائيل فى إنشائها عام 1963 وظلت دراساتها سرية قبل أن تصبح علنية عام 1996، وتبلغ تكلفتها 55 مليار دولار ويتم حفرها بالتفجيرات النووية وتمتد من ميناء إيلات إلى البحر المتوسط عبر ميناء أسدود، ويبلغ طولها 260 كيلومترًا بزيادة 70 كيلو عن قناة السويس.

وفى ظل عالم جديد وشرق أوسط يعاد تشكيله، أحسنت القيادة السياسية صنعًا عندما أدركت مبكرًا بخبرتها العسكرية والاستخباراتية والسياسية خطورة ما تفكر فيه إسرائيل وتخطط لتدمير الاقتصاد المصرى، فوضعت استراتيجية موسعة لبدائل النقل البرى والبحرى تستمد قوتها من الموقع الجغرافى المتميز، وتعتمد على برامج قصيرة الأجل وأخرى طويلة لمواجهة هذا التحدى الصعب والحرب الخفية على اقتصادنا. 

والجميل فى الاستراتيجية المصرية أنها لا تعتمد على بديل واحد للمواجهة، وإنما على  سبعة  أنظمة لوجستية متكاملة للتنمية الدولية؛ فبالاضافة إلى خط حديد طابا العريش هناك أيضا ممرات وخطوط أخرى لا تقل أهمية عنه يجرى تنفيذها فى صمت ومن دون ضجيج، ومنها: ممرات العين السخنة–الإسكندرية، والقاهرة–الإسكندرية، وطنطا–المنصورة – دمياط، وجرجوب – السلوم، ومنها إلى الموانىء الأوربية والأمريكية. إضافة إلى تطوير المحاور الأخرى الفرعية الاقليمية؛ لربط ميناء الفاو فى الخليج جنوبًا ثم إلى الموصل شمالًا ومنه إلى الأردن.

إن هذه الممرات (الضربات) القاتلة للحلم الاسرائيلى، صارت خنجرًا حادًا فى ظهر نتنياهو وحكومته لن يفيقوا من آثاره إلا بعد سقوطهم  وتراجعهم خلفًا أمام مشروعات مصرية عملاقة حتمًا ستفسد أى خطوة يقدم عليها الصهاينة وشركاؤهم للإضرار باقتصاد بناة الأهرام أحفاد الفراعنة.

أتمنى من الذين يتساءلون عن ميزانية مصر.. أين تنفق؟ أن يدركوا حجم التحديات الجسام، لدولة شحيحة الموارد المالية، يتربص بها الأعداء، ولكنها تمضى وتنطلق بما هو متاح، تسعى إلى ترميم شروخ الفقر وحماية أمنها فى عالم بشع لا يرحم الفقراء والضعفاء.

[email protected]