رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

لن تنعم المنطقة بالاستقرار إلا بحل القضية الفلسطينية، إن التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية سيوفر واقعاً جديداً بالمنطقة، لاسيما على مستوى الرأى العام الشعبى، الأمر الذى سيسهم بقوة فى استدامة تحقيق الاستقرار والأمن للمنطقة بأسرها.

ومن هنا كان الدعم الكبير الذى تقدمه مصر قيادة وشعباً للقضية الفلسطينية فى كل المجالات، ووقوفها الدائم بجانب الحقوق الشرعية للشعب الفلسطينى، ودعم الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، باعتبارها القصة الأساسية للعالم العربى، وفقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها وعلى أساس حل الدولتين لأن حل القضية الفلسطينية هو أحد المفاتيح الرئيسية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط وفى مقدمتها إسرائيل.

إن اغتصاب إسرائيل لأرض فلسطين هو أصل الاضطرابات فى الشرق الأوسط فى خلال المائة سنة الأخيرة، وأصبحت القضية الفلسطينية هى القضية الأم والمركزية للعرب، وأصبح معتاداً الإشارة إلى الصراع العربى الإسرائيلى، فى الأدبيات الغربية وأجهزة الإعلام لأزمة الشرق الأوسط، فقد أضاع ضمير المجتمع الدولى العقد وراء الآخر وهو يشاهد الحقوق الفلسطينية الموثقة بموجب قرارات الشرعية الدولية كما تعكسها قرارات الأمم المتحدة تذهب أدراج الرياح.. من غياب أفق حقيقى للعملية السلمية، لاستعادة حقوق شعب يبتلعها الاستيطان الإسرائيلى عاماً بعد آخر، ويقف المجتمع الدولى متفرجاً فى قضية عمرها تجاوز السبعة عقود!

تعنى القضية الفلسطينية الصراع التاريخى والسياسى والمشكلة الإنسانية فى فلسطين منذ المؤتمر الصهيونى الأول عام 1897، حتى يومنا هذا، كما تعتبر قضية فلسطين جزءاً جوهرياً من النزاع العربى الإسرائيلى الذى نتج بنشوء الصهيونية والهجرة اليهودية إلى فلسطين، وما نتج عنها من حروب وأزمات فى منطقة الشرق الأوسط، ودور الدول العظمى فى أحداث المنطقة، وتتمحور قضية فلسطين حول شرعية دولة إسرائيل واحتلالها للأراضى الفلسطينية خلال عدة مراحل، والقرارات التى أصدرتها الأمم المتحدة ومن أبرزها قرار 194 وقرار 242، فقضية فلسطين هى قضية العالم التى لم يستطع حلها حتى الآن.

حين وطأت أقدام الاستعمار الأوروبى الأرض العربية فى القرن التاسع عشر والمستشرقون وعلماء الآثار يتوافدون على القدس باعتبارها مهد المسيح ومكان دعوته وأيضاً بوصفها أرض التوراة، وقد استغلت الحركة الصهيونية، هذا الأمر فى خططها للترويج لدعوى عودة اليهود إلى الأرض المقدسة، مستفيدة من أطماع القوى الأوروبية الاستعمارية فى الشرق، وكونت جمعيات ومؤسسات ومدارس بحثية من أجل العثور على أثر يبين حقها للعودة.

طالب ليو بنسكر الطبيب اليهودى الروسى عام 1881 بوجوب تهجير اليهود من المجتمعات التى يعيشون فيها إلى إقليم يمتلكونه ليكون أمة يهودية، وتبعه فى هذه الفكرة الصهيونية «هرتزل» الذى رشح أرض فلسطين لتحقيق هذا الغرض باعتبارها على حد زعمه الموطن الأصلى لهم، وأن لهم الحق الشرعى فى أن يعودوا إليه، وقد أفلحت هذه الفكرة بفضل الانتداب البريطانى الذى دعم هذا الاتجاه.

فى مايو 1948، أعلن رسمياً عن قيام دولة إسرائيل دون أن تعلن حدودها بالضبط، وخاضت خمس دول عربية بالإضافة إلى السكان العرب لفلسطين الحرب مع الدولة المنشأة حديثاً، ونتج عن حرب 48 أن قسمت القدس إلى شطرين: الجزء الغربى الخاضع لإسرائيل والجزء الشرقى الخاضع للأردن.

واستمر النزاع والممارسات الإسرائيلية والخروقات التى ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى مستمرة فى تحدٍّ سافر لقواعد القانون الدولى، ورغم العدوان الإسرائيلى المستمر على فلسطين، فشلت إسرائيل فى تذويب هوية الشعب الفلسطينى، وفشلت فى تصفية القضية الفلسطينية فما زال الشعب الفلسطينى صادماً رغم المجازر اليومية التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى ضده يومياً وسوف تظل القضية الفلسطينية عائمة فى وسط صراع ثقيل، وسوف يظل الشعب الفلسطينى يعانى أكثر أنواع الاضطهاد، ولكنه لن يستسلم ولن تشعر إسرائيل بالأمن إلا فى وجود دولة فلسطينية حرة مستقلة.