رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

مجتمعاتنا العربية «الضيِّقة» بعاداتها وتقاليدها القديمة، ومفاهيمها «الجديدة المستوردة»، ارتبطت «شكليًّا» بلغة العصر الحديث «السرعة، المال، التكنولوجيا»، وكأنها تريد نقل كل شيء لذلك العالم الحسابي المُفرط في استخدام حسابات الربح والخسارة!

تلك المجتمعات العربية ـ للأسف الشديد ـ قامت بحصر معاني الحياة في «لغة التجارة»، التي باتت تُعرف بـ«لغة الوقت»، التي يتطابق معناها تلقائيًّا على «لغة المال»، وبينهما «لغة التكنولوجيا».. ذلك الجسر الرابط أو الوسيط بينهما.

وبعيدًا عن تلك «اللغات الحيَّة العصرية» التي لا يُتقنها الكثيرون، فإننا نتحدث عن «لغة» أخرى، تعتبر كنزًا نادرًا وثروة إنسانية فريدة، لأنها لم تكن يومًا مجرد كلمات للتواصل والتفاعل فقط.. «لغة» بمعناها الأشمل والأوسع تُجَسِّدُ حضارةً وثقافةً وفكرًا وتطورًا، وطريقًا مختصرة للإنجاز والإبداع في المحافل الإنسانية كافة.

منذ نصف قرن فقط، وتحديدًا في 18 ديسمبر 1973، اعتمدت الأمم المتحدة، «العربية» لغة رسمية عالمية، رغم كونها «الأقدم» و«الأم» لجميع اللغات «الحيَّة» و«السامية» التي وُجدت على الأرض، منذ بدء الخليقة.

ورغم ترتيبها الرابع عالميًا، ويتحدث بلسانها حوالي 470 مليون إنسان، إلا أنها تظل الأوسع انتشارًا، لأن «العربية» تتميز بخصوصية لا مثيل لها عن باقي الألسن، حيث تحوي العديد من الأساليب اللغوية والشفهية والمكتوبة، إضافة إلى تنوعها الفني شعرًا ونثرًا، وكذلك في خطوط الكتابة، مع قدرتها الفائقة على نقل العلوم والمعارف من مختلف اللغات والحضارات.

ومع تنوع أنماطها ومفاهيمها تبعًا للسياق الذي يتم استخدامها به، إلا أن «لغة الضَّاد» أصبحت الآن ضائعة، وفي خطر حقيقي، يُحَتِّم علينا إعادة الاعتبار لها، بعد أن بات الكثيرون يعاملونها باحتقارٍ وازدراءٍ طبقي!

يقينًا، نعتقد أنه لا هوية وطنية، أو فكر وإبداع ووعي من دون «لغة».. وما وصلت إليه الآن، يجعلنا نعتقد بأن ثمة رغبة «غير معلنة» لإهمال «العربية» والابتعاد عنها، أو استخدامها بما لا يليق بـ«أمومتها» من احترام وتقدير ورعاية، سواء أكان باستعمالها، أو توظيفها «ثقافيًّا وتعليميًّا وإعلاميًّا».

إذن، أصبح تفضيل اللغات الأخرى واقعًا مريرًا خلال العقود الأخيرة، نظرًا لكونها تختص بالعلم والتكنولوجيا والتطور والتخصص، أما «العربية» فتصارع عثراتها وأزماتها في عُقر دارها، كما تزداد معاناتها بابتعاد أبنائها وإهمالهم لها!

ورغم قناعتنا بأن تعلم اللغات الأجنبية «فريضة» في «زمن العولمة»، لكن ذلك لا يكون أبدًا ـ مهما كانت المبررات ـ على حساب لغتنا، لأن النتيجة ستكون تخريج أجيالٍ لا تُحْسِنُ «العربية» ولا تُتْقِنُ «الأجنبية» التي لهثت خلفها لسنوات.

أخيرًا.. نعتقد أن «العربية» أصبحت «غريبة» في أوطانها، منذ أن انتكس العرب، وأصبحوا يعيشون على الهامش، لا يملكون غذاءهم ودواءهم وسلاحهم، حتى باتوا يستوردون النظريات والأفكار والثقافة، مثل البضائع والسلع!!

فصل الخطاب:

اللغة تَرْقَى بقدرِ رُقيِّنا، وتنهضُ بمقدارِ ما ينهض الناطقون بها.. ولكم في ألمانيا واليابان أسوة حسنة.

[email protected]