رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

يوما ما ستتوقف الحرب، لن تجد إسرائيل نفسها منتصرة من عدوانها على غزة، رغم المجازر التى ارتكبتها ضد الشعب الفلسطينى وصلت إلى ارتكاب جرائم ضد الإنسانية من قتل آلاف الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير المستشفيات فوق رؤوس المرضى، العدوان على غزة أفقد الجيش الإسرائيلى الكثير من سمعته، وكبد إسرائيل خسائر عسكرية واقتصادية ونفسية، وأصبح العالم ينظر إلى إسرائيل نظرة مختلفة بعد أن خالفت أخلاق الحرب، وانتهكت القانون الدلى والإنسانى، والعالم بدأ يدرك مدى الجرائم التى ارتكبتها إسرائىل وحقيقة العدوان الوحشى الذى استهدف الفلسطينيين العزل والموظفين الدوليين، العدوان خلق حالة من التعاطف من شعوب العالم مع الشعب الفلسطينى، بخلاف تعاطف بعض حكومات الدول الكبرى التى تأكدت من بلطجة إسرائيل، وأصبح هناك تغيير كبير فى الموقف الدولى ليس فى صالح إسرائيل.

كشفت الحرب أن مكاسب المقاومة الفلسطينية تفوق الكثير رغم الدمار الذى شهده قطاع غزة، صمود الشعب الفلسطينى فى وجه العدوان الإسرائيلى أحبط مخططات الاحتلال الغاشم فى تهجير المدنيين من غزة رغم ما يرتكبه الاحتلال من مجازر، كما فشلت إسرائيل فى تحرير أسرى قوات الاحتلال بالقوة العسكرية، وأصرت المقاومة الفلسطينية على الإفراج عن أسرى الاحتلال مقابل هدنة انسانية وهو ما حدث بمساعدة مصرية.

أمام هذا الموقف، إذا كانت إسرائيل تريد أن تعيش فى استقرار فلابد أن توقف آلة الحرب أولا، وتخضع لمفاوضات الحل من أجل السلام، والحل هو اعادة حقوق الشعب الفلسطينى، فاستمرار القضية الفلسطينية بعد كل الخراب الذى حدث هو استمرار لنار الحرب التى تأكل كل الأطراف.

من جانبها تواصل مصر جهودها للوصول إلى حلول نهائية ومستدامة، تحقق العدالة وتفرض السلام وتضمن حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة وهو الاعتراف بالدولة الفلسطينية وادخالها الأمم المتحدة، استنفاد فكرة احياء مسار حل الدولتين على مدى 30 عاما.

رغم ما يحظى به مقترح «حل الدولتين» من شبه اجماع عام من طرف الكثير من الدول والمؤسسات الأممية والدولية غير الحكومية، فإن هذا المقترح مازال يواجه انقسامات حادة، حيث يوافق عليه بعض الأطراف، لكن وفق الصيغة التى تريدها هى، فيما أطراف أخرى لا تؤمن إلا بتأسيس دولة واحدة فقط، سواء من الفلسطينيين أم المستوطنين الصهايية.

وتعد أطروحة حل الدولتين، التى اقترحها الفيلسوف والمفكر الأمريكى نعوم تشومسكى، الحد الوحيد الذى يحظى بدعم وموافقة الكثير من دول العالم، التى تعد حلا سلميا مقبولا، بهدف ارساء الأمن والاستقرار والسلام فى فلسطين والشرق الأوسط والعالم بشكل عام. ويحظى هذا الاقتراح بتأييد الدول العربية والإسلامية التى دعت قوات الاحتلال الإسرائيلى بالانسحاب من الأراضى الفلسطينية التاريخية التى احتلتها بعد حرب يونيو حزيران عام 1967، حيث تدعو باستمرار إلى تراجع الاحتلال إلى ما وراء «الخط الأحمر» حتى تعيش الدولتان فى «أمن وسلام، جنبا إلى جنب».

كما أيدت الأمم المتحدة هذا الحل، حيث منحت دولة فلسطين صفة  العضو المراقب، ونفس الشىء بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية، حيث ذكر وزير الخارجية الأمريكى السابق جون كيرى، بأن «حل الدولتين هو الحل الوحيد والممكن من أجل تحقيق السلام».

على النقيض تماما، تقف حركة حماس، أمام جميع الخطوات الساعية إلى تفتيت الأراضى الفلسطينية التاريخية، حسب تعبير الحركة فى أحد بياناتها الرسمية، حيث ترفض الحركة أى محاولة للاعتراف بدولة إسرائيل.

ورغم إعلان حركة حماس عام 2017، قبولها إعلان قيام دولة فلسطين، عاصمتها القدس الشريف على حدود 1967، فإنها رفضت الاعتراف بالكيان الإسرائيلى، حيث أكدت الحركة أنها تسعى إلى تحرير جميع أراضى فلسطين التاريخية.

فى المقابل، تبدى الكثير من الأحزاب السياسية والجماعات اليمينية المتطرفة داخل إسرائيل، رفضها لما يسمى «حل الدولتين» أو ترفض هذه الجمعيات أى محاولة للاعتراف بالحق الفلسطينى داخل «أرض الميعاد» وفق تعبيرها، وتدعو بشكل علنى إلى إبادة الفلسطينيين والعرب بشكل عام.

بقاء الوضع على ما هو عليه يدفع إلى حرب مستمرة، ويزداد العنف والتطرف والدمار والخراب والقتل والتشريد كما حدث حاليا، حل الدولة الواحدة يجبر هوية إسرائيل على استيعاب الهويات الوطنية المنافسة، وحل اللا دولة من شأنه أن يحرم الفلسطينيين من حقوقهم وكرامتهم وأرضهم، تدخل المجتمع الدولى أصبح ضرورة فى الوقت الحالى لإنقاذ ما يمكن انقاذه لعودة الاستقرار، ووقف العنف، والقيام بعمل دولى نصرا للسلام الذى سيكون نصرا للفلسطينيين والإسرائيليين، ونصرا للإنسانية، ونصرا للعالم.